كتبت بسكال الديب:
يدخل الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الى البيت الأبيض مع ما ورثه من سلفه من ملفات ساخنة في الشرق الأوسط. من إبرام السلام بين إسرائيل والعرب الى العلاقات مع دول الخليج والأزمة السورية واليمنية إضافةً الى الملف الايراني الذي يحتل مكاناً مهماً في الأجندة المقبلة لبادين في المنطقة.
من هنا يبدو الرئيس الأميركي الجديد متحمساً للتقدم في هذا الملف بعدما فشل دونالد ترامب في إيجاد الحلول الضرورية له.
أمام هذا الواقع، يطرح السؤال حول ماذا يريد الإيرانيون من الإدارة الجديدة للبيت الأبيض.
يبدو أن لدى إيران حماساً كبيراً لحل الأزمة التي تواجهها. فمنذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية سنة 1979 وقطع العلاقات الدبلوماسية بينها وبين الولايات المتحدة مروراً بإستراتيجة الإحتواء المزدوج dual containment مع بيل كليتنون، تشهد إيران سياسة فرض العقوبات الأميركية عليها. إن تنفست الصعداء قليلاً مع باراك أوباما والمفاوضات حول الملف النووي، عاد الوضع ليكون متشدداً خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.
تسعى إيران اليوم الى فك حزام العقوبات الأميركة المفروضة على البلاد. إضافةً الى ذلك تريد إخراج أي فكرة لإسقاط أو إضعاف النظام الإيراني من الأجندة الخارجية للإدارة الأميركية. مع الذكر أن إسقاط النظام لم يكن وارداً في أجندات الرؤساء الأميريكيّين السابقين. لم يضع كلينتون مثلاً هذا الهدف ضمن سياسته الخارجية تجاه إيران عكس موضوع إسقاط نظام صدام في العراق الذي شكل بنداً من بنود السياسة الخارجية الاميركية منذ 1998. رغم إدراج إيران ضمن لائحة محور الشر أو "Axis of evil" مع العراق وكوريا الشمالية بعد أحداث 11 أيلول 2001، لم يسع جورج بوش الإبن الى إسقاط النظام الإيراني إنما جهدت إدارته الى الإهتمام في كيفية إسقاط صدام حسين.
يرى الباحثون السياسيون أيضاً أن الأهداف الإيرانية المذكورة لن تتأثر كثيراً بنتائج الإنتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد. يعود ذلك الى أن الإصلاحيين والمحافظين يريدون حلاً للوضع الحالي، وخصوصاً أن فئة المحافظين تضم في صفوفها مجموعة من البرغماتيين وليس فقط العقائديين.
في ظل رغبة الإيرانيين في إيجاد حل للوضع القائم، يبقى التوقيت هو الأساس وذلك بهدف المحافظة على مصالح بلادهم وأهدافها. هذا من دون أن ننكر ما يمكن أن يكون هناك من تأثير لفكر وتوجيهات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في هذا الشأن الذي يملك صلاحيات مطلقة في شؤون السياسة الإيرانية بشقيها الداخلي والخارجي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك