روزينا لاذقاني، والتي عرفناها بشخصية "منى" في مسلسل "الهيبة"، لم تقدّم دورها بما يتطلّبه من أداء فحسب، بل استطاعت أن تُدخل إليه المشاعر كلّها التي تجعلها إحدى أكثر الممثلات الشابات تألّقاً في العمل المذكور والأعمال الرمضانية المنافسة.
لا تقدّم لاذقاني في "الهيبة" دور الفتاة البسيطة التي تتحكّم عائلتها بآرائها كما ظنّ كثيرون في إطلالتها الأولى في الجزء الأوّل من المسلسل، بل تعكس حقيقة تعيش مرارتها فتيات كثيرات تنقسم قلوبهنّ بين حبّ العائلة المرفوعة الرأس، وحبّ الزوج الذي عنّفها بعد أن واجهت العالم لإرضائه.
وما يميّز هذا الدور أنّه يظهر الفتاة التي تدافع في بيت زوجها عن أهلها وتحاول أن تكسب احترامهم في نظر "صهرهم"، بينما تقوم بالأمر المعاكس امام أهلها لتحفظ كرامة من ضربها، علّها تعيد المياه لمجاريها وتكسب الجانبين المكوّنين لقلبها وحياتها.
فـ "منى"، التي انتقمت من حبّها القديم ورمت نفسها في أتون الحبّ الجديد، بدأت "تأكل شوكها بيدها" وتدرّب قلبها على تحمّل مرارة الحياة التي حكمتها على نفسها.
وكم من فتاة مثل منى تعيش جهنّماً في بيتها ولا ترضى أن تقع أعمدته بسهولة، فنراها تتضارب بأفكارها وتحاول تصحيح ما لن يُعالج أبداً؟ كم من امرأة في هذا المجتمع المفتوح أمام أعيننا تعاني من قساوة قلب زوج ظنّ أنّ رجوليته تتسم بفرض رأيه وتمرير كفّه على جسدها متى حلا الأمر له؟ كم من امرأة مثل "منى"، تعضّ على جرحها وتستر الحقيقة عن أهلها الذين يحترق قلبهم شاعرين بما تمرّ به؟ وكم من امرأة توافق "منى" أو تعاتبها على فعلتها، وتتمنّى لو أنّها قادرة أن تغيّر بنَصّ حياتها قبل أن تعلّق على نَصّ "الهيبة"؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك