أقامت شركة "ألفا"، بإدارة "أوراسكوم للإتصالات"، لقاء حواريا عن الأمراض النفسية، برعاية وزير الإتصالات في حكومة تصريف الاعمال جمال جراح وحضوره، بالشراكة مع الجمعية الفرنكوفونية للأمراض النفسية، تخلله توقيع ستة رسامي كاريكاتور قصصا مصورة من تصميمهم تتناول كل منها مرضا نفسيا معينا بهدف رفع الوعي حول هذه الأمراض.
عقد اللقاء في معرض الكتاب الفرنكفوني Salon Du Livre Francophone - في مركز بيال للمعارض، في حضور وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الاعمال بيار بوعاصي ورئيس مجلس إدارة شركة "ألفا" ومديرها العام مروان الحايك وشخصيات.
تأتي هذه المبادرة ضمن برنامج ألفا من أجل الحياة وإلتزام ألفا خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
بداية تحدث رئيس الجمعية الدكتور سامي ريشا، فأشار الى النسبة المرتفعة للأمراض النفسية، إذ إن 20 الى 25% من الأشخاص يكونون مصابين بواحد من 450 مرضا نفسيا نعلم تعريفه. تعرض هذه الأمراض الانسان الى خطر الموت والى تدهور في نوعية الحياة وهي تشكل عبئا على المستوى النفسي والشخصي والعائلي وكذلك على المستوى الاقتصادي ّوالاجتماعي"
وأضاف: "إن الامراض النفسية مرتفعة النسبة وخطيرة إذا، ويجب الانتباه الى أول عوارضها من أجل علاجها بطريقة مبكرة، وبالتالي بطريقة جيدة وهنا تكمن أهمية هذه الحملات المتواصلة للجمعية الفرنكوفونية للمصابين بأمراض نفسية التي تواصل، منذ ولادتها سنة 2015، جهودها لمحاربة الوصمة التي تدور حول هذه الامراض، من أجل التشخيص المبكر والعلاج المناسب".
وقال: "لقد نظمنا حملات عديدة سابقا، إنما الحملة التي نطلقها هذه السنة، تتوجه بصورة خاصة الى المدارس والجامعات، وبالتالي الى التلاميذ والطلاب الذين يبلغون سن المراهقة أو بدايات سن الرشد، وهي تقوم على ست حالات خطيرة جدا قد تؤدي بالانسان، وخصوصا إذا كان في عمر الشباب، الى اضطرابات عديدة. وهذه الحملات تشمل: الإدمان على اللعب، واضطراب الحركة الزائدة وقلة التركيز، ومرض الهلع، ومرض القلق الاجتماعي، والتنمير المدرسي واضطراب ما بعد الصدمة. وقد طلبنا من ستة فنانين رسم هذه الحالات بطريقة مبسطة، وخصوصا العوارض وكيفية العلاج منها، مرفقة بقصة ذات منحى إجتماعي. وقد نفذ الفنانون هذا العمل بهدف توعية الشباب إلى ضرورة مراجعة الإختصاصيين المناسبين للعلاج، في حال شعروا بأول العوارض. إن هذه الحملة لم تكن لترى النور لولا دعم شركة ألفا التي أصرت، بشخص رئيس مجلس إدارتها مروان الحايك، على مساعدة جمعيتنا على تنفيذ هذه الحملة، وهي السنة الثالثة التي تدعم ألفا جمعيتنا".
ثم تحدث الحايك، وقال: "المكتوب يقرأ من عنوانه، مثل شهير ينطبق على الكتاب ولكن ليس على الإنسان. إذ إننا وفي كثير من الأحيان، نرى أشخاصا تظهر عليهم السعادة فيما هم يعانون حالات نفسية كئيبة قد تودي بهم إلى الإنتحار. والمثال البارز الممثل العالمي روبن ويليامز الذي كان يزرع الضحكة فيما كان يعاني مرضا نفسيا خطرا أدى به إلى الإنتحار".
وقال: "ينتشر هذا المرض بشكل كبير في مجتمعنا ويعاني 25% تقريبا من إضطرابات نفسية معينة يصل عددها الى اكثر من 400 حالة وقد ارتفعت معدلات الإنتحار بشكل مقلق، وسجلت 100 حالة إنتحار في النصف الأول من هذا العام.
ولفت الحايك الى ان واجبنا كشركة مسؤولة مجتمعيا وأفراد في هذه الشركة نتمتع بحس وطني، أن نقف الى جانب اي جمعية او شخص يملك فكرة لوفع الوعي حول مشكلة ما، كي نساعد في حلها او التخفيف من وطأتها والحد من الخسائر المرتبطة، ومن هنا كان هذا التعاون الثالث لنا مع الجمعية الفرنكوفونية للأمراض النفسية.
وشكر للوزير جراح دعمه برنامج ألفا من أجل الحياة وكل مبادراتنا المجتمعية التي سنستمر بها بكل التزام وزخم.
وإستذكر الوزير جراح في كلمته، واقعة من مرحلة تحصيله الجامعي، مشيرا الى أنه "في العام 1978 قال أحد المحاضرين في مادة علم الإجتماع إنه في حال انتهت الحرب الاهلية الآن، وكانت حينها في عامها الثالث، نحتاج الى 20 عاما للخروج من الأزمات النفسية التي ولدتها هذه الحرب. تأسيسا على ذلك ليس غريبا في ضوء حرب إستمرت 15 عاما ان يكون 25% من اللبنانيين يعانون إضطرابا نفسيا".
واضاف: "الأساس في كل ذلك أن يعترف المرء بهذه المشكلة للانطلاق نحو المعالجة. كما أن المواكبة التربوية في المدارس للجيل الجديد هي الأخرى أمر أساسي للتمكن من تجاوز أي خلل او أزمة نفسية في مرحلة مبكرة. لذلك من الضروري رفع درجة التوعية لتسهيل اي علاج، وصولا الى مجتمع مستقر في الحد الأدنى لكي يتمكن كل مواطن من المساهمة اللازمة في مجتمعه".
وتحدث عن برنامح "ألفا من أجل الحياة" الذي هو إلتزام من الشركة ومن الحايك تجاه المجتمع اللبناني، "ما يجعلني حريصا على المشاركة في معظم النشاطات المرتبطة بهذا البرنامج. كما إني لم أتردد في رفع الموازنة المخصصة له لأن هذا الاستثمار هو في المكان الصحيح حيث المنفعة لجميع اللبنانيين وللبلد".
ولفت الجراح الى المبادرة لمساعدة الطفل أيديس والتي حققت نجاحا بفعل تجاوب اللبنانيين بما دل على أصالتهم وإنسانيتهم وتعاطفهم".
وتخلل اللقاء توقيع الكتب الستة من قبل مؤلفيها وهم: أرمان حمصي، ايفان الدبس، رالف ضومط، جيلبير سيمون، رافاييل ماكرون وفولفيو قدسي
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك