المقالة قصيرة، لكنّ القرف كبير. قرفٌ ممّا يجري في وطننا. من السلطة العاجزة، الفاشلة والفاسدة. ومن "الثورة" التي باتت حكراً على مجموعة من الزعران الذين يحطّمون مدينتهم ويعتدون على الأملاك العامّة والخاصّة.
لن نحكم على هذه الحكومة مسبقاً. فيها بعض "الأوادم" وأصحاب الكفاءات، وفيها بعض الفاسدين في سيرهم، ونحن في بلدٍ صغير يعرف الجميع بعضهم فيه.
ولكنّنا نتحدّث عن نهج. عن مسؤولين يرفضون أن يبدّلوا نهجهم، وقد بلغ البلد حافة الانهيار، وأصاب الجوع كثيرين، والناس باتوا بنصف عقلٍ أو بنصف راتب، أو الإثنين معاً.
لا "الثورة"، إن صحّت التسمية، حقّقت إنجازاً، ولا السلطة اختارت التعويض عن فشلها. عبثاً ننتظر شيئاً حسناً من هذه السلطة التي تفرّقها السياسة وتجمعها المصالح. وفاسد الأمس يصبح صالحاً اليوم، والعكس صحيح، وفق ما تقتضيه المصلحة.
ولا نوفّر في الفساد والفشل بعض من خرجوا من السلطة اليوم. معظم من مارسوا السلطة منذ العام ١٩٩٢ وحتى اليوم لطّخوا أيديهم بالفساد، فعبثاً نتّهم شخصاً أو فريقاً. من كانوا يسمَّون ٨ و١٤ آذار فاسدين بغالبيّتهم. من يدفع بالبعض اليوم للتظاهر والاعتداء على القوى الأمنيّة فاسد. من يفلت زعرانه لقطع الطرقات وحمل السلاح والاعتداء على الناس، كما حصل مع فريق mtv أمس، فاسد. من ينادي بمحاربة الفساد ويحمي الفاسدين أو يتحالف معهم أو يسكت عنهم، فاسد أيضاً.
عبثاً ننتظر فرجاً من هؤلاء. أتذكّر المثل الشعبي عن الدبس والنمس. وأتذكّر ما كانت تقوله جدّتي، رحمها الله، حين تتجنّب الشتم: "هَودي شين وعين".
من يحكمنا اليوم "شين وعين". وبعضُ من في الشارع ليسوا أفضل بكثير...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك