أعلنَ دونالد ترامب "صفقة القرن" على طريقة ما كُتِب قد كُتِب. أعلنَها وإلى جانبه بنيامين نتنياهو، ومع ابتسامةٍ عريضة.
يدخل ترامب التاريخ من بابه العريض بعد هذا الإعلان، ويخرج الإسرائيلي من واشنطن ممتنّاً، لا بل مُطمئناً على موقعه وصالحه برعاية الأمّ الحنون... أمّا نحن؟ فأين؟ وهل نضحك كنتنياهو أو نبكي ككلّ فردٍ من أبناء القدس؟
تطبيلٌ وتزميرٌ، وخطابات عالية السقف، وتهديدات للأعداء وإطلاق أوصاف وشتائم يميناً ويساراً لأميركا وترامب، وتغريدات وتجييش جماهيري لإيقاظ العواطف النائمة حيال هذه الأرض المنسيّة... لكن ماذا فعلوا؟ كيف حمَوا القدس مَن يدّعون أنّهم حُماتها؟ وأين ذكروها لمرّةٍ واحدة خارج السياسة ولعبة المصالح الكبرى وتناتش الجغرافيا؟
ماذا بقيَ ممّن كان إسمُهم العرب؟ أين عروبتهم؟ وكيف فكّروا باسترجاع القدس خارج المؤتمرات واللقاءات والندوات والمجالس الفارغة التي لم تضع القدس سوى جثّة مرميّة بين أيدي الساكتين عن الحق والراضخين لرياح الصفقات الكبرى؟
تلهّيتم، وما زلتم، بأدوات واهية، ونجَحوا في جرّكم إلى حيث يُريدون كي تنتهي القدس في عقولِكم وحساباتكم، بينما كانت الدولة العُظمى تُحيك وتعمل وتخطّط لتُعلن... وبالفعل، سقطتم في الإمتحان سقوطاً مدوياً.
سجّلوا أنّه "سقوط القرن" في سجلّ العرَب ودولهم وزعمائهم. لا أعتقد أنّ هناك أقصر من هذا المقال، لكنّ هذا الألم كان لا بُدّ له أن يُصبح سطوراً وجدانيّة. .. سطورٌ تدعو إلى الخجَل: إخجَلوا يا تجّار الحلم العربي!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك