من منّا لم يحلم يوماً بالعمل من المنزل بعيداً عن روتين المكاتب. من منّا لم تراوده هذه الفكرة مراراً فيسرح بخياله ليجد نفسه ممدّداً على الأريكة وبجواره كوب القهوة بعيداً عن زميله "المتطفّل"!
المضحك المبكي في القصة أنّ هذا الحلم يُحقق قسراً بعد تفشي فيروس "كورونا" حول العالم حاصداً عشرات آلاف المصابين وعدداً كبيراً من الوفيّات.
فشركات عدة حول العالم أقفلت أبوابها احترازيّاً ودعا بعضها الموظفين إلى انجاز الأعمال من المنزل كشركتَي "فيسبوك" و"تويتر"، بالإضافة إلى معظم الشركات في الصين والبلدان التي باتت موبوءة.
أمّا في البلدان التي تسجّل حالات إصابة بفيروس "كورونا" من دون أن تبلغ بعد حالة الوباء، فقد شجّعت معظم الشركات موظفيها على ملازمة المنزل متى شعروا بأحد عوارض الفيروس التاجي تفادياً لانتشاره في مكان العمل.
كذلك أوصت الشركات التي يستمرّ موظفوها بالقدوم إلى العمل بتنظيف الأسطح التي يتمّ لمسها بشكلٍ متكرّر واستخدام القفازات أو المحارم الورقيّة لفتح مقابض الأبواب أو استخدام السلم الكهربائي والمصاعد. كما يطلب منهم التقيّد بقواعد آداب السعال والعطس عبر تغطية الفم والأنف بمنديل أو بكوع اليد.
كذلك، من الضروري التقيّد بتوصيات منظمة الصحة العالمية إن لناحية غسل اليدين جيّداً وتكرار الفعل على مدار الساعة وتجنّب لمس العينين والأنف والفم بعد ملامسة اليد لسطح يُرجح وجود الفيروس عليه، وعدم الاقتراب من المصابين بالسعال أو العطس أو الحمّى، أقله لمسافة متر واحد.
هذه التوصيات والارشادات لا تقتصر فقط على مكان العمل إنّما بات ملحّاً الالتزام بها في كلّ مكان، حتى لا يتحقق "الحلم"، لكن بدلاً من الأريكة في المنزل.. إلى فراش الحجر الصحي في المستشفى دُر!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك