كتب داني حداد في موقع mtv:
تبدو الحكومة كمن يهرول في مكانه. خططٌ كثيرة ولا تنفيذ. قلّة خبرة، وأحياناً قلّة كفاءة، لدى بعض الوزراء.
أحدهم، وزير الاقتصاد والتجارة، يأتي من كوكبٍ آخر. الرجل لا يجيد قراءة العربيّة. والأهمّ أنّه لا يقرأ وجع الناس.
وزير الاتصالات في "كوما". المنصب أكبر منه. وزير التربية اقترح في جلسة الحكومة في الأمس الترخيص لفروعٍ جامعيّة في المناطق، بينما بعض الجامعات على وشك الإفلاس.
وزيرة الإعلام قالت، في حديثٍ إذاعي أمس، إنّها ستكثر من "النزلات" الى السوق لكي تتحسّس أكثر ألم الناس...
لا يتحمّل هؤلاء الوزراء، ولا بقيّة أعضاء الحكومة، مسؤوليّة ما وصلنا إليه. المسؤوليّة تتحمّلها الطبقة السياسيّة التي حكمت بعد الطائف، وصولاً الى الحكومة السابقة ومعها العهد الحالي، صاحب الآمال الكبيرة وكذلك الخيبات.
ولكنّ الحكومة الحاليّة تبدو أعجز من أن تفعل شيئاً. والآتي أعظم عليها وعلى البلد. وهي قد لا تصمد كثيراً بعد. وقد يسقط منها وزراء سيعلنون استقالتهم، ولعلّنا سنودّعهم غير آسفين.
ولكنّنا نخشى أن نودّع لبنان أيضاً. لبنان الذي نعرفه مات أو يكاد. لبنان الحالي هو سوق سوداء الدولار، والحليب الذي يحلّق سعره، والمازوت الذي يكاد ينفد، والطحين شبه المفقود، والجوع الذي ينام في أسرّة كثيرين...
يحصل ذلك، بينما بعض الحمقى يناصرون هذا الزعيم أو ذاك، ويتظاهرون رافعين هتافات التأييد لمن جوّعهم. تافهون. "خَرْجُن".
بلدنا يستحقّ الحياة. معظم سياسيّيه يستحقّون الحرق. كم حُرقت قلوبٌ بسببهم. تأمّلوا وجوه الناس المكفهرّة وهم يخرجون من "السوبرماركت". أعانهم الله وسامح مَن منهم يلعن الساعة التي بقي فيها في "وطن النجوم". لن يبقى إلا ضوء النجوم حين تحلّ العتمة قريباً...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك