كتبت صباح وتّار في موقع mtv:
أخذ حي الشيخ جرّاح إسمه من طبيب القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي، واسمه الأمير حسام الدين الجرّاحي. وكان يُلقّب بـ"الشيخ الجرّاح"، وعندما تُوفي بُنيت زاوية فوق قبره، وفي عام 1895 بُني مسجدٌ فوق الزاوية، وسمي نسبةً له بـ "مسجد الشيخ جراح"، وعُرف بحيّ الجرّاح.
هذا الحي المقدسي هو نقطة رصد إستراتيجيّة مهمّة لإسرائيل تربط بين شرق وغرب القدس.
في عام 1880، وصل الى القدس اليهودي يوسف بن رحاميم هاربًا من الاضطهاد الذي طال اليهود في أوروبا. فسارع لنجدته ابن حيّ الشيخ جرّاح عبد ربه خليل بن إبراهيم، وأجّر اليهودي الأرض على ان يدفع ثمن الإيجار سنويًّا على مدار 90 عامًا. ووفق القانون الشرعي يسمى هذا الاستئجار بالتحكير ويتيح لليهود إستئجار الأرض ويمنع بيعها لهم بموجب الأنظمة والقوانين العثمانيّة.
في العام 1956، توصلت 28 عائلة، وجميعها من اللاجئين الذين هُجّروا من منازلهم عقب نكبة فلسطين عام 1948، إلى اتفاق مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية (كانت الضفة الغربية تحت الحكم الأردني) ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على توفير مساكن لهذه العائلات بحي الشيخ جراح، مقابل تنازلهم عن حقّهم كلاجئين وتملّكهم البيوت بعد ثلاث سنوات.
وبعد احتلال "إسرائيل" الحيّ عام 1967، أي بعد حرب النكسة ومع توسع الاحتلال الصهيونيّ، مُنع اتصال الأحياء المقدسيّة، وتمّ فصلها من خلال وحدات استيطانيّة. عانى الفلسطينيّون من استيطان اليهود في الحي، وتهجير بعض العائلات الفلسطينية وطردها من منازلها.
مع انتهاء فترة التحكير، ظنّ الفلسطينيون أنهم يمكنهم استعادة أرضهم. ولكن، عام 1997، قبل انتهاء مدّة التحكير بقليل، ذهب فلسطينيو الحي إلى المحاكم الإسرائيليّة، مطالبين باستعادة الأراضي الوقفية معانتهاء التحكير، إلّا أن المحكمة رفضت واعتبرت الاوراق مزوّرة.
وفي العام 2003، قامت الجمعيات الاستيطانية ببيع حقوق الملكية بالأرض إلى شركة "نحلات شمعون" الاستيطانية. وأرادت، في عام 2008، هدم الحيّ وإقامة مستوطنة كبيرة لتفصل أحياء القدس العربيّة عن القدس واستطاعت تهجير ثلاث عائلات.
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية الخميس الماضي عن مصادقتها على 14 اتفاقية، وتسليمها إلى أهالي حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، عبر وزارة الخارجية الفلسطينية، وهي وثائق جديدة تضاف إلى مجموعة من وثائق سابقة كانت قد سلمتها أيضاً الى الجانب الفلسطيني، تدعم تثبيت حقوق أهالي الحيّ بأراضيهم وممتلكاتهم.
رغم ما حصل ويحصل وسيحصل في حيّ الجرّاح من إضطهاد لحقوق الفلسطينيين، إلّا أنّ فلسطين بأكملها عربيّة، وستبقى الأرض للفلسطينيّين حتّى آخر شجرة زيتون.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك