قد يكون الحلف السياسي في لبنان خياراً ملزماً في ظلّ الإنقسامات العامودية والأفقية، طائفياً ومذهبياً وسياسياً. قد تضطرّ لعقد تحالفات آنيّة وأخرى استراتيجيّة، ولإيجاد أخصامٍ كذلك!
عُرفَ رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان بتحالفه الدائم داخلياً مع خطّ "المقاومة" أو مع حزب الله، كما بعلاقته المميّزة مع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله. إلاّ أنّ حلفه "الإستراتيجي" لم يكن يوماً عائقاً أمام خياراته وقراراته في الملفات والإستحقاقات الداخلية، وموافقه في عدد من الإستحقاقات كان خير دليل.
بالأمس قرّر أرسلان مقاطعة الإستشارات في بعبدا، مفوّضاً كتلة "ضمانة الجبل" التي يرأسها، بالتعبير عن موقفه بعدم تسمية أيّ شخصية لتُكلّف بتأليف الحكومة العتيدة؛ تمايُز أرسلان بموقفه المتخذ على الرغم من تسمية حليفه حزب الله للرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، وعلى الرغم من حضور حليفه جبران باسيل على رأس تكتّل لبنان القوي الإستشارات وعدم تسمية أحد، أظهر استقلالية موقفه وخياره بالكامل.
مصادر قيادية في الحزب الديمقراطي اللبناني علّقت، في اتصالٍ مع موقع mtv على الأمر، معتبرةً أن "خطوة رئيس الحزب هي بكل بساطة تعبّر عن شخصه وشخصيته، "فهذا هو طلال أرسلان"، لا يبدّي مصلحته على قناعاته، وقناعاته تمتدّ من مصلحة لبنان واللبنانيين، فبالتالي لا يمكن أن نسمّي من شارك على مدى سنوات وعقود في السياسات المالية والاقتصادية بعد أن وصل البلد إلى ما وصل إليه، إنما نتمنى التوفيق لما فيه مصلحة الوطن".
وختمت المصادر مؤكدة أنّ "موقفنا من تأليف الحكومة نعلن عنه في وقتٍ لاحق، ونحن أوّل من طالب ويطالب يومياً بضرورة تأليف حكومة إنقاذٍ تقوم بالإصلاحات المطلوبة، إنّما الأساس في هذا الأمر هو من يكون على رأسها، وكيفيّة تعاطيه بما يتلاءم مع خطورة المرحلة وحساسيّتها، ويبقى دعاؤنا الدائم للقادم من الأيّام "أن يلطف الله بالبلاد والعباد".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك