كتب إيلي القصيفي في "أساس ميديا":
لم تستجرّ دموع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فور إعلان تشكيل الحكومة حماسةً شعبيّة لتأييدها. حتّى في طرابلس قوبل إعلان ولادة الحكومة ببرودة شعبية كما لو أنّ رئيسها ليس طرابلسيّاً 24 قيراط، أو أنّ العزم الذي لطالما بشّر به الميقاتي أصبح اليوم موضع اختبار وتشكُّك.
لكنّ الأمر لا يتّصل بميقاتي حصراً، إذ إنّ السخط الشعبي ضدّ المنظومة الحاكمة ما عاد يعبّر عن موقف سياسي وحسب، بل وعن غضب إزاء الخسارات الكبرى التي تكبّدتها غالبية اللبنانيين خلال السنتين الماضيتين، ولذلك فهو سخط عميق ومتجذّر.
لقد وُلدت الحكومة الجديدة بعد 13 شهراً من تعطيل العهد والوزير جبران باسيل وحزب الله لولادتها. 13 شهراً كانت كافية لوصول 75 في المئة من اللبنانيين إلى تحت خطّ الفقر، ولوقوفهم ساعات وساعات أمام محطات البنزين والأفران، إضافة إلى فقدان الأدوية الأساسيّة والغلاء الفاحش. وعلى الرغم من ذلك فإنّ 13 شهراً من التعطيل لم تكن بالنسبة إلى رئيس الجمهورية مضيعة للوقت، ولذلك نصح الوزراء الجُدد بفائض أُبُوّته لهم وللّبنانيّين الجياع بعدم إضاعة الوقت، إذ "لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة". وهي نصيحة لم تفُت ميقاتي الذي قال لوزرائه أيضاً إنّ "الوقت ثمين، ولا مجال لإضاعته".
لكن إذا كان الرئيسان قد تماثلا في الحكمة في الجلسة الحكومية الأولى، فإنّ فهم الممارسة السياسية في لبنان بات يستوجب فهم فلسفة الوقت عند رئيس الجمهورية وصهره. فأن يكون 40% من عهد عون فراغاً بفراغ، ثمّ فجأة يضخّ الرئيس الاستعجال في شرايين الوزراء الجدد، فهذا أمرٌ أعصى على الفهم مِن تصريحات بعض الوزراء الجُدد الذين يذكّرون بشخصيّات مسرحيّة "شاهد ما شافش حاجة"، ما عدا وزير الإعلام الذي لا يخفى عليه شيء.
والحال هذه، هل كان يُتوقّع أن يرشّ اللبنانيون على رئيس الحكومة ووزرائه الورود والأرزّ لإعلان ولادة الحكومة؟
لقراءة المقال كاملاً: https://www.asasmedia.com/news/390355
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك