كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:
"الوضع الإنساني في غزّة كان بائساً قبل الحرب الحاليّة، وقد أصبح اليوم كارثيًّا". هذا ما تؤكّده منظّمات عالميّة، بعدما باتت المستشفيات لا تتسع للجرحى والأطفال يموتون بوتيرة مُقلقة، كما أنّ المدنيّين يواجهون مشقّة كبيرة في الوصول إلى المواد الغذائيّة الأساسيّة.
المدير الإقليمي لمنظّمة الصحّة العالميّة لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، يُعلّق على الوضع قائلاً: "نستطيع أن نشعر بالقليل من الارتياح، مع دخول 20 شاحنة إلى غزة أمس عبر معبر رفح، تحمل شحنة أولى محدودة من الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري، من الإمدادات الإنسانية اللازمة لإنقاذ الأرواح".
ويلفت المنظري، في حديثٍ لموقع mtv، إلى أنّ "هذه الشحنة تمثّل شريان حياة بالغ الأهمية لمئات الآلاف من المدنيّين، معظمهم من النّساء والأطفال، الذين قُطعت عنهم إمدادات الماء والغذاء والدواء وغير ذلك من الضروريات".
ولكن هل هذا يكفي؟ طبعاً لا... إذ يقول المنظري: "لا يزال ينتابنا القلق الشّديد، فالكميات التي دخلت حتى الآن بعيدة كلّ البُعد عن كفاية احتياجات السكان هناك، خصوصاً بعد أسبوعين من انقطاع الإمدادات المعتاد دخولها إلى القطاع قبل اندلاع الحرب".
ويُضيف: "الإمدادات التي دخلت لا تشمل الوقود، مع العلم أنّه سلعة حيويّة لا غناء عنها للمستشفيات كي تستعيد الكهرباء وتتمكّن من استئناف الوظائف التي توقّفت جراء انقطاع الكهرباء جزئياً أو كلياً".
الأرقام لا تُبشّر بالخير، إذ أنّ "أكثر من 1.6 مليون إنسان من أصل 2.2 مليون شخص يعيشون في قطاع غزة، بحاجة ماسّة إلى المعونة الإنسانيّة. ومن بين هؤلاء، يُعتبر الأطفال والحوامل والمسنّون هم الأكثر ضعفاً، علماً بأنّ ما يقرب من نصف سكان غزة تقريباً من الأطفال"، وفق المدير الإقليمي لمنظّمة الصحّة العالميّة لشرق المتوسط.
ويدقّ ناقوس الخطر مُشدّداً على أنّ "هؤلاء لا يزالون معرّضين لمخاطر جمّة وتهديدات صحيّة مُخيفة بسبب تعرّض عدد مهول من مرافق البنية الأساسيّة المدنيّة في غزة للتلف أو الدمار والنقص الحاد في إمدادات المياه. فحالياً لا تتجاوز كميات المياه المتاحة نسبة الـ 5 في المئة من احتياجات السكان، وخدمات الصّرف الصحي تدهورت جراء القصف... وعليه فإنّ المخاوف من تفشّي الأمراض والافتقار إلى الإمكانات اللازمة لتوفير الرعاية الصحيّة تتزايد، ونخشى أنه لم يتبقَّ أمامنا إلا وقت قليل قبل أن ترتفع معدلات الوفيات إلى عنان السماء".
وإذا أردنا الإشارة إلى مرحلة ما قبل الصّراع، يقول المنظري: "قبل هذا الصّراع في غزة، كان ما يقرب من ثلث سكان فلسطين يعانون من انعدام الأمن الغذائي. واليوم، نفدت البضائع تقريباً من المحال التجارية وأغلقت المخابز، كما نزح عشرات الآلاف من البشر ولا يستطيعون الطهي أو شراء الطعام بأمان"، داعياً إلى "وقف إنساني لإطلاق النار، مع السماح فوراً وبلا قيود، بدخول المساعدات إلى كلّ أنحاء غزة على نطاقٍ كبير ومستمرّ، وبما يوفّر لجميع سكان غزة حياة كريمة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك