كتبت لارا يزبك في "المركزية":
يقف التيار الوطني الحر حتى اللحظة، وحيدا على الساحة المسيحية، مُعارضا التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون. هو يقول ان موقفه هذا يأتي من منطلقات "مبدئية" حيث يرفض التمديد لاي شخص في منصبه.
فقد اشارت نائبة رئيس التيار للشؤون السياسية، مارتين نجم كتيلي، في تغريدة عبر "اكس" منذ ايام الى ان "إصرار البعض المعروف على تشويه موقف التيار من قيادة الجيش يستوجب وضع الأمور في نصابها. النائب جبران باسيل لم يفاتح احداً ممن التقاهم بالموضوع. وعندما سُئل كانت اجابته واضحة وصريحة وهي ان موقف التيار مبدئي ضد التمديد".
اما الهيئة السياسية في التيار فانتقدت بعد اجتماعها مطلع الشهر "مَن يخرج عن مبادئه كتقديم اقتراح قانون للتمديد لشخص، بحجة الخوف على الفراغ في وقت تتوافر فيه وسائل أخرى قانونية لمنع هذا الفراغ، ويكسر مبدأ رفضه لتشريع الضرورة، لا لسبب الا للنكايات السياسية والمصالح الخاصة"، معتبرة ان "هذا شأن" هذا الفريق و"يبقى على الرأي العام ان يحكم على تقلباته وادائه".
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن التمسك بالمبادئ حجة غير موفقة ولا تقنع احدا. فالجدير ذكره، أن ما يدفع نحوه الفريق البرتقالي اليوم هو سلّة تعيينات عسكرية امنية وربما مالية موسّعة يقرّها مجلس الوزراء. فبعد ان قاطعه وزراؤه لأشهر ولم يشاركوا حتى في الجلسات بعد اندلاع الحرب في الجنوب، يعمل باسيل على اقناع حلفائه في الثنائي الشيعي وايضا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بعقد جلسة لاقرار تعيينات ولا مانع لديه من مشاركة وزرائه فيها ومن فرض هذه التعيينات على رئيس الجمهورية الجديد... كلّ ذلك للتخلص من همّ القائد جوزيف عون، الذي يزعجه رئاسيا، وللانتقام منه بعد ان رفض تنفيذ اجندة التيار إبان عهد الرئيس ميشال عون.
على اي حال، لن نتوقف كثيرا عند مبدئية التيار، تتابع المصادر.. فالمهم اليوم ان ثمة شبه اجماع مسيحي على اهمية بقاء العماد عون في منصبه. صحيح ان لا تفاهم على "الوسيلة" التي تفضي الى هذا البقاء، لكن هناك تقاطعا بين بكركي والقوات اللبنانية والكتائب على ضرورة عدم المس بالمؤسسة العسكرية وبقيادتها تحديدا في هذا الظرف الدقيق، حتى ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وبعد تلقيه اتصالا من العماد عون يوم الخميس، أعلن مساءَ اليوم ذاته في مقابلة تلفزيونية انه لا يمانع هذا التمديد خاصة اذا كان البديل منه، تعيينات مفصلة على قياس البعض، غامزا من قناة باسيل.
امام هذا الواقع، يصبح السؤال: هل سيتمكن حزب الله وايضا ميقاتي، مِن مجاراة باسيل ومسايرته والذهاب نحو التعيين؟ الامر مستبعد، وعلى الارجح، في ظل الإجماع المسيحي الذي يحشر السراي والضاحية، يتجه باسيل نحو خسارة معركة سياسية جديدة إلا اذا... تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك