طبقا لما توقعه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، لم تجد الحكومة خيارا أفضل من توسيع مطمر الكوستا برافا للقفز فوق المخاوف المتنامية من عودة القمامة إلى الشارع، في موقف جعل الأنظار تتجه أولا إلى الصيفي لرصد خطواتها المقبلة، بعدما كانت أحد أشرس معارضي خيار المطامر قبل نحو عامين، في معركة لم يخش الكتائبيون نقلها إلى الشارع. إلا أن اللافت يبقى في أن الكتائب تستعد اليوم لنقل المعركة إلى المحافل الدولية، لـ "الاقتصاص من مرتكبي الجرائم البيئية"، وإن كان ملف النفايات يدق المسامير في العلاقلات الكتائبية مع مختلف الأفرقاء، لا سيما التيار الوطني الحر.
وفي السياق، أعلن نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ عبر "المركزية" "أننا اليوم في طور درس خطواتنا المقبلة، علما أننا نعرف أنهم سيوسعون المطامر بشكل سريع. وفي الانتظار، نحن نعد لخطوات دولية في هذا السياق، ونتجه إلى تنبيه المجتمع الدولي إلى خطورة التلوث والجريمة البيئية في لبنان، ليتحمل مسؤولياته عشية المؤتمرات الدولية التي ستعقد لدعم لبنان وقد نلجأ إلى القضاء الدولي، بعدما طرحنا هذه المسألة في إطار لقاءاتنا وزياراتنا الدولية الأخيرة. ذلك أن البيئة النظيفة حق من حقوق الانسان. وما يجري في حق البيئة يشكل انتهاكا صارخا لهذه الحقوق ويضرب مفهوم السيادة ونحن نحمل المسؤولية لكل من سيتعاطى مع الحكومة بغض النظر عن هذا الملف".
واعتبر الصايغ "أننا أمام أناس تخطوا الفساد في ما يرتكبونه، وبلغوا مستوى الجريمة المنظمة، وقد صار الركون إلى المجمتع الدولي السبيل الوحيد للمقاومة، للاقتصاص من مرتكبي الجرائم البيئية، تماما كما لجأنا إلى القضاء الدولي للإقتصاص من قتلة باقة من الشخصيات الوطنية".
وفي ما يتعلق بالسجال الكتائبي العوني الجديد على خلفية النفايات، أشار إلى أن "هذا دليل المأزق الذي يتخبط فيه أفرقاء الحكم. ونحن نعتبر أن هناك حزبا واحدا حاكما في لبنان، وإن بألوان مختلفة، وهو يريد جر المعارضة و"الأوادم في البلد" إلى سجالات تشبه قضية النفايات التي يتحملون مسؤوليتها، وهم ممتعضون من المقاربة الجذرية التي نواجههم بها لإجتثاث الفساد والهدر، فيما هم يفضلون إلهاء الناس بمعالجات مخدرة، إلى جانب إنزعاجهم من الارتدادات الدولية للفساد المتفشي في لبنان. تبعا لذلك، لن ينال لبنان أي مساعدة، إن لم يثبت، وهو لن يثبت، أنه جدير باحترام وثقة المجتمع الدولي".
وفي تعليق على لقاءات معراب المكوكية التي غاب عنها "الكتائب" على رغم الجهود المبذولة لتصويب مسار العلاقات على خط الصيفي-معراب، اعتبر أنه "مشهد غريب أن نرى أفرقاء السلطة المختلفين في الحكومة، مجتمعين بشكل ثنائي، فيما الاشتباك السياسي بلغ نقطة اللارجوع، علما أن القوات ممتعضة مما يجري في أروقة الحكومة"، لافتا إلى أن "المشكلة الأساسية تكمن في أهمية التناغم بين الموقف والموقع، وفي هذا الاطار، الكرة في ملعب القوات ليرسموا هذا التناغم، مع العلم أن الدكتور جعجع يقول إن هذا الأمر لا يرتبط بالمعارضة والموالاة بل بسيادة الدولة. إن واقع الأمور يفيد أن المشكلة لا تنحصر بالسيادة بل بتغطية الأداء الخاطئ بحكم الأمر الواقع، الذي يعرض السيادة للخطر.
وسأل الصايغ: "هل المطلوب في لبنان، في ظل الوضع الاقتصادي السيئ، أن نواصل الممارسة السياسية في غياب العناوين الواضحة. تبعا لذلك، لا حلف مع القوات، خصوصا بعدما أتوا برئيس من 8 آذار؟".
وختم معتبرا أن "قضية الاصلاحات الانتخابية فضيحة كبرى، خصوصا أن الانتخابات تأجلت لـ 9 أشهر من أجلها. غير أن البطاقة الممغنطة في بلد مثل لبنان تعد هرطقة لتأجيل انتخابي جديد، لأن الاحصاءات الانتخابية تشير إلى نتائج كارثية على الجميع".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك