دخلت دائرة بعلبك-الهرمل "وبقوّة" ميدان المنافسة الانتخابية بفضل القانون الجديد الذي يعتمد على النسبية بعدما غابت "المنازلات" عنها لعقود نتيجة النظام الاكثري الذي كان "يحسم" النتيجة سلفاً نظراً الى ثقل الصوت الشيعي الذي يُغرق الدائرة ويُذيب الاصوات الاخرى.
فعلى عكس برودة الطقس التي تلفح البقاع الشمالي بثلوجها وامطارها، تبدو الحرارة الانتخابية في ارتفاع نتيجة "حساسية" الدائرة سياسياً و"تفضيلياً"، غير ان النسبية قد تخرق "الجدار الاصفر" الذي يُقيمه "حزب الله" في منطقة يعتبرها خزّانه الجماهيري من باب الصوت التفضيلي الذي سيعتمد عليه كثيرون ممن يخالفون "حزب الله" بالتوجّه السياسي والانمائي في المنطقة.
تُعتبر دائرة بعلبك-الهرمل من الدوائر الانتخابية الكبيرة في لبنان اذ تضمّ 10 مقاعد نيابية تتوزّع على الشكل الاتي: 6 مقاعد للشيعة، 2 للسنّة، واحد للموارنة وواحد للكاثوليك. اما توزيع الناخبين وفق الاتي: الموارنة 22.679، ارثوذوكس 2.709، كاثوليك 15.405، ارمن ارثوذكس 214، ارمن كاثوليك 46، سنة 43.363، وشيعة 223.115".
تشهد الدائرة حركة انتخابية لافتة شأنها شأن دوائر اخرى من دون الاعلان حتى الان عن اسماء مرشّحين وخريطة التحالفات. وحدها "القوات اللبناينة" افتتحت المنازلة البعلبكية بترشيح رسمي لرئيس جهاز التنشئة السياسية طوني حبشي منذ اشهر لخوض غمار الاستحقاق النيابي عن المقعد الماروني.
"عجقة" طامحين للدخول الى "جنّة" البرلمان على فاعليات سياسية وحزبية وعشائرية في المنطقة لبلورة نواة التحالفات الانتخابية عشية فتح باب الترشيحات في 5 شباط المقبل. احاديث انتخابية كثيرة في الهمس وفي الصالونات عن منازلة لن تكون "نزهة" وبانها ستشهد خرقا للائحة التي يعمل "حزب الله" و"حركة امل" على تشكيلها، تحديداً في مقاعد ثلاثة: ماروني، سنّي وشيعي.
يسيل حبر كثير عن هوية اللاعبين "الانتخابيين" المُعلنين والمُحتملين على حلبة دائرة بعلبك-الهرمل. عشائر العائلات الكبيرة، مرشّحون شيعة وسنّة "مستقلّون" لطالما خاضوا غمار المعركة في لوائح بوجه "حزب الله" منذ العام 1992 وحتى اليوم، "القوات اللبنانية"، "تيار المستقبل"... لكن ماذا عن الامين العام السابق الشيخ صبحي الطفيلي الذي لم يغب عن المشهد الانتخابي داعماً للوائح المناوئة للحزب.
يبدو ان قائد "ثورة الجياع" التي اطلقها عنواناً لدورات انتخابية سابقة ليس في وارد ترك الساحة لمن "نشروا سرطان الفوضى والخطف والقتل والحرمان" على حدّ تعبيره. ويؤكد لـ"المركزية" "اننا لن نتردد في حمل همّ المظلومين في المنطقة، والعمل لايصال نواب الى المجلس النيابي صادقين في خدمة المنطقة واهلها، ولا زلنا نبحث عن افضل السبل الممكنة لذلك، خصوصاً ان من مثّل بعلبك-الهرمل منذ العام 1992 وحتى اليوم نشر فيها سرطان الفوضى والخطف والقتل والحرمان عن عمد، وكأن اهلها اعداء".
فبرأيه "لو حصلت انتخابات حقيقية وشفّافة واُعطي لكل صوت حقه، لكانت حصة التحالف الشيعي لا تتجاوز النائبين في منطقة بعلبك الهرمل، لكن مع القانون الحالي و"التزوير" وعلى طريقة الانتخابات الرئاسية في مصر المعروفة النتائج سلفاً، قد لا ينجح في الإنتخابات اللبنانية اي حامل لجنسية لبنانية".
ومن لبنان الى ايران التي شهدت نهاية العام الفائت وبداية الحالي سلسلة اضطرابات شعبية في مناطق عدة احتجاجاً على الاوضاع الاقتصادية، يعتبر الطفيلي "ان الشعوب المظلومة قد تُقهر لأمد، لكن القهر يزيد انفجارها خطراً"، ويقول "احلم بان يعتبر حاكم طهران قبل ضياع الفرصة ويتدارك، ويرفع الظلم والقهر عن الناس قبل سقوط طهران بيد الدول الكبرى كما سقطت الكثير من شعوبنا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك