بين حديث صحفي لرئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وحديث صحفي آخر لرئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، يُمكنك بإمعان القراءة بين سطور علاقة الرئاسة الأولى والرئاسة الثالثة. لا لزوم لتكرار الكلام من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون ومن الحريري لطمأنة "المُحبّين" على الإيجابية والتفهّم اللذين يطبعان المسافة بين قصر بعبدا والسراي الحكومي... وحتى "بيت الوسط"!
الرجلان مُتّفقان. أيّ اتفاق وما مضمونه، قد يُترَك ذلك لسجلات العهد وما سيُقال لاحقاً عنه متى تمّت "أرشفته" على أنّه الرابع بعد "الطائف".
بين الرجلين مَن سُمّيَ بعد 31 تشرين الثاني 2016 بـ"رجل العهد" تيمّناً بالقدرة والحضور والنفوذ الذين ينتظرونه خلال ست سنوات. جبران باسيل، رُسِمَ له أن يكون الميزان بين الرئيس ودولة الرئيس، فيحفظ "الهدوء والسكينة" في حين ويدقّ على ناقوس التوتّر حيناً آخر.
في العودة إلى العلاقة بين عون والحريري، لا يُمكن فصل "القطوع" الذي مرّ على نجل رفيق الحريري والدور الذي لعبَه رئيس الجمهورية ووزير الخارجية حينها في إعادة الأمور إلى مجاريها، أقلّه على مستوى الوضع السياسي والشعبي للحريري و"تيار المستقبل". إلى هنا، باسيل مرتاح إلى الجامع بين الرئاستين في الظروف المقبلة كافّةً، الأمر الذي وصل به إلى القول إنّ "جميع الذين يدقّون على الطبل سيدقّون على التنكة في النهاية" في رسالة متعددة الإتجاهات مسيحياً وشيعياً ودرزياً وسنياً.
ومَن يُتابع الصحف، يعتقد بأنّ الحريري وباسيل اتفقا على نشر جوٍّ غير قابل للإهتزاز بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء، أقلّه بما يقدران على التحكّم به، بينما توحي أمامهما الصورة في الأيام الأخيرة أنّ خصوم العهد بدأوا يتقاربون و"يتغامزون"... إلى حدود التكتّل.
لا يرى عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر، في حديث لموقع mtv، أنّ هناك "معركة صلاحيات" في عملية تأليف الحكومة، فـ"رئيس الجمهورية ميشال عون أقسم اليمين على الدستور والصلاحيات معروفة وواضحة لناحية مَن يتولّى التشكيل ولا تحتمل الكثير من الإجتهادات"، مُعتقداً أنّ "عون لا يقبل بتعدّي أحد على صلاحياته ولا يسمح لنفسه بالتعدّي على صلاحيات الآخرين".
ولفت إلى أنّ "العرقلة ليست من جانب "تيار المستقبل" بل الطلبات المتكاثرة للحصص والحقائب، ومَن يُطلق بعض الطروحات الوزارية هو "أصل الخربطة"، مشدداً على أنّه "ليس من مصلحة البلد اللعب على الكلام التصعيدي".
مشهد التموضعات يتبدّل بسرعة وكواليس العلاقات والإتصالات مفتوحة، خصوصاً أنّ خصوم الحكم "العوني" لا يتبادلون إلاّ النوايا الإيجابية... فمَن سـ"يدقّ على الطبل" ومَن سـ"يدقّ على التنكة"؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك