اللافت للانتباه انّ هذه الاجواء المسدودة لناحية تمثيل «سنّة 8 اذار»، أبقَت صيغة «حكومة الـ 30» كشكل نهائي للحكومة، وأسقطت كل الطروحات حول توسيع الحكومة، ولاسيما صيغة الـ 32 وزيراً، التي اصطدمت بالرفض القاطع من قبل الرئيس المكلّف، وأيضاً أسقطت طرحاً بالذهاب الى حكومة «تكنوقراط» على اعتبار انّ حكومة كهذه لا تشكّل حلاً بل تشكّل مشكلة، والبلد يحتاج الى حكومة قوية قادرة على اتخاذ القرارات حتى ولو كانت قرارات غير شعبية، وحكومة التكنوقراط تحمل ضعفها في إسمها، ولن يكون في مقدورها ان تحكم أو تتخذ أي قرار.
كذلك أسقطت طرحاً بتصغير الحكومة الى 18 وزيراً، على اعتبار انّ هذا التصغير يعيد الامور الى الوراء، ويعيد خلط الاوراق بطريقة شديدة السلبية، إذ بدل أن يحلّ مشكلة يفتح الأمور على مشكلة أو مشكلات جديدة، لأنّ هذا التصغير لا يحلّ مسألة تمثيل «سنّة 8 آذار»، كما أنّه يقود الى استبعاد قوى سياسية، وتحديداً مسيحية، عن الحكومة، ويطرح إشكالية مصير تمثيل تيار «المردة»، وحجم تمثيل «القوات اللبنانية»، أي انه يُعيد فتح بازار الحصص والأحجام على مصراعيه، ما يعني فتح مشكلة أكبر وأعمق.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك