معبّرةٌ زيارة رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة، على رأس وفد، الى البيت المركزي الكتائبي. هي الزيارة الأولى للمتسابق الرئاسي، وهي الصفة التي لا بدّ أن تلتصق بفرنجيّة في المرحلة المقبلة، الى مقرّ حزبي.
الصيفي البداية، والبقيّة تأتي...
ليس في الأمر مصالحة. المصالحة بين حزب الكتائب وتيّار المردة تمّت منذ سنوات، وغُسلت القلوب وشُفيت. ولكن، في الأمر نظرة الى المستقبل، وقبله الى الحاضر، وما فيه من غسل جيوب يخشى منه اللبنانيّون، مع كلامٍ عن خفض رواتب وفرض ضرائب.
تسمع في الصيفي من يردّد، مراراً: نحن من حذّرنا، ونحن من توقّعنا، ورفعنا الصوت وأطلقنا النبض... لكنّ الناس لم يتنبّهوا، ونتائج الانتخابات النيابيّة شاهدة.
وتسمع، من أصداء اجتماع "الكتائب" - "المردة"، توافق على رفض مدّ اليد على جيوب متوسّطي الحال والفقراء وعدم فرض ضرائب جديدة وعلى ضرورة محاربة الفساد ووقف الهدر...
وكان، في اللقاء الموسّع، شرحٌ كتائبيّ عن الطعن الذي سيقدّمه "الكتائب" بخطّة الكهرباء، "وهو طعنٌ لا يلغي الخطّة ولكن يصوّب مسارها القانوني"، كما يقول مصدرٌ في الصيفي.
إلا أنّ لقاء الأمس يتعدّى حدود الاجتماع الموسّع بين حزبَين. يبدو واضحاً أنّ فرنجيّة اختار الخروج من زغرتا، بالمعنيين السياسي والجغرافي، وبدأ حركةً سياسيّة ستشمل أكثر من عنوانٍ متوقّع وغير متوقّع. هي ليست بداية حملة انتخابيّة رئاسيّة ولكنّها إعلان، على طريقة "نحن هنا"، والساحة لنا أيضاً، ولا بأس في التواصل مع أكثر من فريق، حتى مع من هو في موقع المعارضة، ويكاد يكون الوحيد في ذلك، أي "الكتائب".
لقد آن أوان خروج فرنجيّة من زغرتا الى رحاب الوطن، وله فيه أكثر من صديقٍ وحليفٍ ومؤيّد.
أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي أبداً. قولٌ مأثورٌ، فرنسيّ الأصل، يصلح لكلّ زمانٍ ومكان...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك