يوحي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في "صيفيته" في قصر بيت الدين التاريخي وكأنه أجرى تعديلاً على مقارباته عبر إيلائه الأولوية المطلقة للواقع الاقتصادي - المالي بعد طي المواجهة السياسية الكبرى التي شهدتها البلاد إثر جعل حادثة البساتين محاولة لكسر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من "التيار الوطني الحر" برئاسة الوزير جبران باسيل و"حزب الله".
ولم يكن أدل على هذا التبدل من الخطاب التصالحي الذي اعتمده عون منذ وجوده في المقر الصيفي في بيت الدين وحضه على التمسك بالمصالحة التاريخية في الجبل والحرص على عدم هزها تحت وطأة أي خلاف سياسي.
والأكثر إثارة للانتباه كان "الغداء العائلي" البالغ الدلالة، الذي أقامه عون على شرف جنبلاط العائد من السفر والذي جاء مع عقيلته ونجله النائب تيمور وعقيلته، مرحباً برئيس الجمهورية في الشوف وهو اللقاء الأول الذي يجمعهما بعد صلحة البساتين في قصر بعبدا التي رعاها عون بين رئيس التقدمي والنائب طلال إرسلان في حضور رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.
غير أن المفاجأة التي شكلها غداء بيت الدين كانت في مشاركة الوزير باسيل وعقيلته، إضافة إلى كريمة الرئيس ميراي عون وزوجها، وهي اعتبرت حدثاً سياسياً كون لقاء جنبلاط وباسيل وجهاً لوجه يجري للمرة الأولى بعدما كان الأخير السبب السياسي لحادثة البساتين التي وقعت إثر انفجار احتقان شعبي خلال جولة كان يقوم بها رئيس "التيار الحر" في منطقة عاليه وسبقتها مواقف من باسيل اعتبرت استفزازية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك