إسرائيل تقابل الانفتاح الدبلوماسي اللبناني بغارات على الجنوب

حسمت إسرائيل التضارب في مواقف مسؤوليها حول «الجو الإيجابي» جراء المفاوضات المدنية مع لبنان، أو عزلها عن المسار العسكري؛ إذ ردّت الخميس بأربع غارات تلت إنذارات إخلاء، واستهدفت أربعة منازل في جنوب لبنان، أحدها شمال الليطاني، بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع «الميكانيزم».وبدا التصعيد الإسرائيلي رداً على نتائج الجلسة؛ إذ سربت وسائل إعلام لبنانية أن مهمة السفير سيمون كرم، وهو رئيس الوفد التفاوضي مع إسرائيل، تمثلت في بحث وقف الأعمال العدائية، وإعادة الأسرى، والانسحاب من الأراضي المحتلة، وتصحيح النقاط على «الخط الأزرق». وخلال جلسة الحكومة اللبنانية عرض الرئيس اللبناني جوزاف عون موضوع تكليف السفير سيمون كرم برئاسة لجنة الوفد اللبناني في «الميكانيزم»، و«ذلك بعد مشاورات بيني وبين الرئيس نبيه برّي والرئيس نواف سلام، حول ضرورة حصول مفاوضات في الناقورة وتطعيم اللجنة بشخص مدني»، حسبما قال، معتبراً أنه «من البديهي ألا تكون أول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي»، مشدداً على أن «تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب».وفي الجلسة نفسها، قدّم قائد الجيش العماد رودولف هيكل تقريره الشهري حول تنفيذ قرار الحكومة بـ«حصرية السلاح»، مستعرضاً أهم المهمات التي نفذها الجيش اللبناني في جنوب الليطاني.وفي هذا السياق، قدم لبنان خطوة إضافية في مسار تنفيذ «حصرية السلاح»؛ إذ تحدثت وسائل إعلام محلية عن أن الجيش صادر، برفقة «اليونيفيل»، صواريخ لـ«حزب الله» من منطقة جنوب الليطاني.وفيما يراهن لبنان على توسيع النافذة الدبلوماسية لخفض منسوب التوتر ومنع أي اندفاعة إسرائيلية نحو حرب واسعة، ظهر خطابان إسرائيليان متضاربان؛ تلقف الأول الخطوة اللبنانية بعد تعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد التفاوضي اللبناني، في حين يفصل الآخر بين المسار التفاوضي والمسار العسكري، وعدم منح هذا المسار السياسي والدبلوماسي أي أثر ميداني.وتكرس هذا الموقف الإسرائيلي العازم على فصل المسارات، وإلزام لبنان بمفاوضات تحت النار، حين أصدر المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تحذيراً لسكان قرى محرونة وبرعشيت والمجادل (جنوب نهر الليطاني) وجباع (شمال الليطاني) بإخلاء تلك المناطق إلى مسافة لا تقل عن 300 متر؛ كون الجيش «سيهاجم على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لـ(حزب الله) في أنحاء جنوب لبنان».وبالفعل، نفذ الجيش الإسرائيلي هجماته، وقال إنه استهدف مستودعات تقع داخل مناطق سكنية مدنية، معتبراً أن ذلك يُعدّ مثالاً على «استخدام الأبنية المدنية لأغراض عسكرية»، وفق تعبيره.فصل حاد بين الطاولة والميدانوتكشف هذه الرسائل أنّ إسرائيل تتعامل مع المفاوضات بوصفها قناة تقنية تتعلق بإدارة النزاع لا بمساره؛ فاستمرار التحليق المكثّف للمسيّرات فوق بيروت، وتوجيه إنذارات جديدة في الجنوب، توازياً مع الحديث عن «أجواء إيجابية»، تشي بأنّ إسرائيل ترغب في تثبيت الميدان على قواعده الحالية، ومنع التفاوض من التحول إلى أداة لخفض التصعيد.وقال النائب أشرف ريفي لـ«الشرق الأوسط» إنّ المشهد الأمني والسياسي في لبنان «لا يزال محفوفاً بالمخاطر، رغم الارتياح الظاهر الذي يواكب المفاوضات الجارية، والجهود اللبنانية لمنع أيّ عملية عسكرية واسعة». وأكد أنّ الرسائل الصادرة عن الإعلام والقيادة الإسرائيلية «تُظهر بوضوح أنّ مسار التفاوض لا يعني تلقائياً وقف استهداف الحزب أو سلاحه»، مشيراً إلى أنّ احتمال التصعيد «لا يزال وارداً بقوة».وأوضح ريفي أنّ إسرائيل «تمتلك مشروعاً استراتيجياً واضحاً يقوم على إنهاء الوجود الإيراني في المنطقة العربية كلها»، وقال: «إذا رأت إسرائيل أنّ الدولة اللبنانية عاجزة عن نزع سلاح (حزب الله)، فهي قد تلجأ إلى ضربات عسكرية. هذا الأمر ليس جديداً، وهو جزء من نظرتها للواقع الإقليمي». وأضاف: «نحن نعيش منذ عقود تحت ما سُمّي مشروع الفوضى الخلّاقة، واليوم تُهيَّأ المنطقة لما يمكن اعتباره شرق أوسط جديداً». كما توقّف عند عودة الطائرات المسيّرة الإسرائيلية إلى سماء بيروت، قائلاً: «هذا دليل على أن لبنان ما زال داخل دائرة الاستهداف».دائرة الخطرورداً على سؤال عمّا إذا كانت المفاوضات قادرة على خفض التصعيد، قال ريفي: «يُفترض أن تؤدي المفاوضات إلى خفض التوتر. ويُحسب لرئيس الجمهورية الانخراط الجدي في هذا المسار لإنقاذ لبنان من ضربة مدمّرة»، لكنه استدرك: «حتى الآن لا يمكن الاطمئنان إلى النوايا الإسرائيلية. فالاستهداف قد يستمر رغم المفاوضات؛ لأنّ المشروع الدولي - الإقليمي الكبير واضح: لن يُسمح للوجود الإيراني بالبقاء كما هو».واعتبر ريفي أنّ «لبنان لا يزال في دائرة الخطر. ونزع السلاح لم يعد مسألة مرتبطة بجنوب الليطاني فقط، بل جزء من مقاربة دولية أشمل. نحن أمام مرحلة حساسة جداً، ويجب أن نكون واقعيين؛ لأنّ القرار الكبير ليس بيدنا وحدنا».فرصة لـ«فرملة» الانزلاق نحو حربفي مقابل هذا المنحى التحذيري، قدّم عضو «كتلة اللقاء الديمقراطي» (الحزب التقدمي الاشتراكي)، النائب أكرم شهيّب، مقاربة أكثر اعتماداً على المسار السياسي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «السؤال الجوهري اليوم هو ما إذا كانت إسرائيل تؤمن فعلاً بالسلام، في ضوء الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، رغم الاجتماعات الدولية الأخيرة في شرم الشيخ». ورأى أنّ «العودة إلى تطبيق صيغة هدنة عام 1949، إذا أمكن، ستكون مكسباً كبيراً للبنان رغم كل الصعوبات»، مذكّراً بأنّ التفاوض مع إسرائيل «ليس جديداً، كما حصل في محادثات عامَي 2021-2022 وصولاً إلى الاتفاق البحري».وأشار شهيّب إلى أنّ «دخول السفير سيمون كرم إلى المفاوضات ضمن آلية (الميكانيزم)، يشكّل خرقاً مهماً». وأكد أنّ هذا المسار «يحمل جزءاً من رؤية الرئيس اللبناني، ويحظى بتوافق الرؤساء، من الرئيس برّي إلى الرئيس سلام، عبر إعطاء فرصة حقيقية للاستفادة من الضغط الأميركي والعربي والأوروبي لوقف الانزلاق نحو الحرب». وقال: «بمبادرة رئيس الجمهورية وتعيين السفير سيمون كرم، أصبحت المعادلة هي: (جيش وشعب ومفاوضات)، علّها تكون بادرة خير للبنان».وأوضح شهيّب أنّ الشعب اللبناني «ينزف يومياً بشكل أو بآخر، وأنّ الحديث الإسرائيلي عن عملية عسكرية أوسع أو دخول بري في مناطق جديدة، يزيد المخاطر، خصوصاً في ظلّ الواقع الأليم الذي نعيشه بعد الحرب، وما أدّت إليه من احتلال أجزاء واسعة من أرضنا، وما يجري في سوريا من عمليات إسرائيلية تمتدّ من الجنوب إلى الجولان وجبل الشيخ».وأضاف أنّ الانفتاح الحاصل واللقاءات الدبلوماسية الجارية «يشكّلان فرصة للحدّ من الانحدار نحو مواجهة أوسع»، معتبراً أنّ جوهر المشكلة يبقى في «العودة إلى النقطة المركزية؛ أي القرار (1701)، وبسط سلطة الدولة بأن يكون هناك جيش واحد وعلَم واحد وسلاح واحد». وقال: «اتفاق الطائف يؤكد ذلك، وقرارات مجلس الوزراء تؤكد ذلك، وخطاب قسم رئيس الجمهورية يؤكد ذلك أيضاً». وشدّد على ضرورة «عدم منح إسرائيل الفرصة لاجتياح جديد»، داعياً «كل الذين يرفضون اليوم أي نقاش حول السلاح إلى اتّقاء الله وحماية ما تبقّى من الدولة اللبنانية».

12/5/2025 6:40:55 AM

على من ضحك عون وبري؟

يختصر مشهد رئيس الجمهوريّة جوزاف عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه بري الضاحك، قبيل القدّاس الذي ترأسّه قداسة البابا في وسط بيروت، الكثير. يتحفّظ الإثنان عن ذكر أسباب الضحك، لكنّ المعلومات تشير الى أنّهما لم يوفّرا كثيرين في حوارهما، خصوصاً ممّن كانوا حاضرين في القدّاس أيضاً.ولكن، بعيداً عن الضحك، وبعض النميمة الرئاسيّة، شهد الحوار بين عون وبري موافقة الأخير على تسمية شخصيّة مدنيّة للمشاركة في لجنة "الميكانيزم"، بعد تلقّي لبنان موافقة إسرائيليّة، عبر الوسيط الأميركي، على المشاركة بمدني.لم يتردّد بري في منح موافقته، والقول لمن التقاهم "أنا اخترعت الميكانيزم"، لافتاً الى أنّ "الهدف من هذه الاجتماعات ليس التفاوض على اتفاقٍ جديد، بل على تنفيذ الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في 27 تشرين الثاني 2024". وتتحدّث المصادر عن انسجامٍ تامّ في العلاقة بين الرئاسة الأولى والثالثة لم نشهد مثيلاً لها بعد اتفاق الطائف، من دون أن تكتمل صورة "الترويكا" نتيجة التباين في بعض المواضيع مع رئيس الحكومة.وتجدر الإشارة الى أنّ بري سمع بإسم السفير السابق سيمون كرم من الإعلام، قبل أن يتبلّغه من مستشار الرئيس العميد المتقاعد اندريه رحال الذي كان طلب موعداً للقاء بري فمُنح الموعد في توقيتٍ متأخر عن الإعلان. إلا أنّ بري لم يتوقّف عند التسمية، وهو قال أمام من التقاهم أمس إنّ الإسم لا يهمّه بل المهمّة.لا يبتعد موقف بري الإيجابي عن كلامٍ قاله النائب علي حسن خليل عن حتمّية السلام، بغضّ النظر عن الموقف الشعبي العدائي تجاه إسرائيل. ويبدو واضحاً أنّ العام 2026 سيكون حاسماً على هذا الصعيد، كما لجهة إتمام ملفّ حصريّة السلاح. ولو أنّ السير قدماً في "مفاوضات السلام"، كما في ملفّ حصريّة السلاح، قد يطيح بالانتخابات النيابيّة ويشكّل عذراً لتأجيلها.أمّا بالنسبة الى موقف حزب الله المعارض لضمّ مدني الى اجتماعات "الميكانيزم"، فيؤكّد مصدر مطّلع أنّ بري مُنح تفويضاً كاملاً من حزب الله استمرّ منذ حرب الإسناد، وهو بلغ مرتبة "الأخ الأكبر" بالنسبة الى "الحزب"، فإن كان الأخير معترضاً على ما وافق عليه بري فما عليه إلا سحب هذا التفويض!ولكن، هل يعني ما سبق كلّه أنّ لبنان تجنّب، عبر هذه الخطوة المتقدّمة التي قام بها رئيس الجمهوريّة، التصعيد العسكري ضدّه؟يؤكّد المصدر نفسه أنّ التصعيد العسكري الإسرائيلي لاستهداف مخازن لحزب الله واغتيال مسؤولين فيه بات حتميّاً في ظلّ موقف "الحزب" المتمسّك بسلاحه، إلا أنّ قرار عون حمى الدولة اللبنانيّة ومرافقها من الاستهداف وحيّد المناطق التي لا تخضع لنفوذ "الحزب".وتوقّف المصدر عند الإجماع اللبناني الرسمي، الذي شمل الوزراء أيضاً بمن فيهم الشيعة، حول القرار الرئاسي، علماً أنّ عدداً من الوزراء أجابوا بأنّهم يتركون أمر التعبير عن الموقف اللبناني لرئيس الجمهوريّة عند سؤالهم عن موقفهم من مشاركة السفير سيمون كرم في اجتماعات "الميكانيزم". وسأل المصدر: إذا كان حزب الله يعارض فعلاً هذا القرار، فلماذا انتظر ثمانٍ وأربعين ساعة لكي يطلّ أمينه العام، بدل أن يصدر بياناً فوريّاً؟ قيل قديماً: اللبيب من الإشارة يفهم...

12/5/2025 6:27:39 AM

"القوات" على الموعد الأحد… نحو المستقبل

يعقد حزب القوات اللبنانيّة مؤتمره العام يوم الأحد المقبل تحت شعار "قوات نحو المستقبل"، مستوحاً من تسمية "مؤسسة نحو المستقبل" الذي رُفع منذ عقود.سيتضمّن المؤتمر، على المستوى اللوجيستي، الإداري والتنظيمي، كلمة للأمين العام اميل مكرزل الذي سيحدّد إطار المؤتمر، وكلمة لرئيس الحزب الدكتور سمير جعجع لمدة ٤٥ دقيقة، يُستكمَل بعدها النقاش بعيداً عن الاعلام، حيث سيبحث المؤتمر الاوراق التتظيمية والسياسية وخلاصة التجربة التنظيمية الطويلة.سيشارك في المؤتمر حوالى ١٢٠٠ شخص من أكثر من ١٠٠ دولة عبر تطبيق "زوم"، بحضور حوالى ١٢٠ شخصاً، من أعضاء تكتل الجمهورية القوية، أعضاء الهيئة التنفيذية ورؤساء وحدات حزبيّة.جاء هذا المؤتمر بعد خروج رئيس "القوات" من المعتقل واعادة بناء وتنظيم الحزب وسط ظروف معقدة واغتيالات وانقسامات ومواجهات. ومع ذلك، قامت ببناء جديد ووضعت شرعة حزبية وأجرت انتخابات هيئة تنفيذية.يقول مصدر في حزب القوات اللبنانيّة لموقع mtv: كان يجب أن يُعقد المؤتمر في العام الماضي، لكن الوضع الذي كان قائماً بين أيلول وتشرين الثاني خلال الحرب حال دون الانعقاد. وبالتالي، سيكون هذا المؤتمر لتتويج هذه المسيرة الحزبيّة التنظيميّة، وهو ذات طابع تنظيمي داخلي، وبعد استكمال الوضع التنظيمي تأتي هذه الخطوة التتويجية الطبيعية.ويضيف: يأتي هذا المؤتمر في لحظة وطنية وحزبية وسياسية: حزبيّاً، تحقق القوات اللبنانية انتصاراً تلو الانتصار طالبيّاً ونقابيّاً وبالحضور. وسياسياً، يأتي عشية انتخابات نيابية. ووطنياً، انطلاقا من الدور الأساسي لـ "القوات" التي تمكّنت من أن تحفر في الصخر منذ العام ٢٠٠٥ حتى اليوم.ويتابع المصدر: انطلاقاً من هذا التنظيم وهذه البنية، يشكل هذا المؤتمر رسالةً للجميع بأنه كي تتمكن من الوصول يجب ان يكون لديك هذا البناء التنظيمي وهذا العمل التراكمي. وما وصل اليه حزب "القوات" نتيجة هذا العمل والجهد البنّاء والتراكم التنظيمي المتتالي، وبالتالي يأتي هذا المؤتمر لتتويج كل هذا البناء التنظيمي الذي أظهر بعد ٢٠ سنة منذ العام ٢٠٠٥ أين كان حزب القوات اللبنانية أين كانت حين خرجت من المعتقل وأين اصبحت اليوم، حيث باتت الرقم الاول مسيحياً والرقم الصعب داخل المعادلة الوطنية ورأس حربة مشروع سياسي أسقطت كل احزاب وتيارات التضليل، ومنفتحة على الجميع انطلاقاً من هذا البنيان.ويقول المصدر "القوّاتي": "قوات" للمستقبل، أي "قوات" من أجل مستقبل لبنان ومستقبل الجمهورية القوية، وبالتالي هذا البنيان التتظيمي يضع نفسه في تصرّف الوصول الى لبنان الذي نريده. اضافة الى أن هذه الخطوة تكلل الانتصارات تلو الانتصارات النيابية وفي كل دورة انتخابية تراكم القوات أكثر من سابقتها. ويختم: وأيضاً يأتي هذا المؤتمر بعد ٥٠ سنة على هذا الصراع الذي بدأ عام ١٩٧٥ ويشكّل العام ٢٠٢٥ تتويجاً للانتصار الوطني اللبناني وليس "القواتي" فقط حيث كان حزب "القوات" رأس حربة في هذه المواجهة. فأصبح هناك أمل حقيقي للبنانيين بالذهاب الى دولة فعلية، الامر الذي لم يكن قائماً في المراحل السابقة.

12/5/2025 6:26:06 AM

نيّات إسرائيليّة خطيرة... نتنياهو يريد نفط لبنان

ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعيداً في توصيف مشهد مفاوضات الناقورة، مدًعياً الاتفاق خلاله على "بلورة أفكار للتعاون الاقتصادي" بين لبنان وإسرائيل.استغل نتنياهو القرار اللبناني بتكليف السفير السابق سيمون كرم، كأول مدني في مفوضات وجهاً لوجه مع إسرائيل، ليسوّق أن الاجتماع هو "محاولة أولية لإرساء أسس علاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان".كما أعلن، في بيان لمكتبه بعد اجتماع الأربعاء بحضور المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس، أنه أوعز "إلى القائم بأعمال مدير مجلس الأمن القومي بإرسال ممثل عنه لحضور اجتماع مع جهات حكومية واقتصادية في لبنان".أثارت تصريحات نتنياهو تساؤلات حول النيّات الإسرائيليّة بعد الخطوة اللبنانيّة، وماذا يمكن أن نفهم منها؟يقول الكاتب السياسي نذير رضا، في حديث لموقع mtv، إن "نتنياهو ذهب بعيداً بالترويج لتطبيع اقتصادي، في محاولة لاقتناص الفرصة، وممارسة المزيد من الضغوط على لبنان، وابتزازه بأن ما تم تقديمه أخيراً، لجهة ترؤس مدني لوفد التفاوض، ليس كافياً، علماً أن هذه الخطوة التي اتخذها لبنان، غيّرت مسار المفاوضات من مفاوضات أمنية - تقنية الى مفاوضات سياسية لا لُبس فيها". ويضيف: "في الواقع، لا تنقصنا إلا خطوة واحدة لتصبح المفاوضات شبيهة بمفاوضات 17 أيار 1983، وهي التفاوض الاقتصادي، بالنظر الى أن مفاوضات 17 أيار انبثقت عنه لجنتان إقتصادية وسياسية، إلى جانب اللجنة العسكرية. وهو ما يروّج له نتنياهو، الذي لا يريد في الواقع تطبيعاً مع لبنان يلزمه بتنازلات وعلاقات دبلوماسية واعتراف بسيادة الدولة اللبنانية، بل يريد اتفاقاً أمنياً اقتصادياً أوسع من 17 أيار من ناحية الحيّز الأمني، ومن الناحية الاقتصادية، وهو ما يتوجس منه لبنان". ولكن على ماذا يمكن أن يتفاوض لبنان إقتصادياً؟ وماذا يقصد نتنياهو؟يشير رضا إلى أن "هواجس لبنان، تنطلق من أن البلاد ليس لديها ما تقدمه في أي تعاون إقتصادي، إلا في مجال الطاقة النفطية والغازية في مياهه الاقتصادية، إذا افترضنا أن اسرائيل استحوذت على مياه الحاصباني منذ العام 1965 إثر ضربتها لمشروع ضخ المياه اللبناني هناك".ويضيف: "في أي تعاون إقتصادي متصل باستثمار الآبار المشتركة على الحدود الجنوبية، لن يكون لبنان في موقع مقرّر بشكل مستقل حول الشركات التي ستسثتمر في المنطقة، وسيكون الأمر خاضعاً لاعتبارات إسرائيلية أيضاً".أما النقطة الثانية، وهي الأخطر، وفق رضا، "فتتمثل في أن نتنياهو يستعجل التعاون الإقتصادي، لضمانة سحب لبنان من أي خطة عربية مستقبلية لاستثمار النفط والغاز ونقله". ويوضح: "ثمة خط نقل بحري تسيطر عليه إسرائيل لتصدير الغاز في المتوسط باتجاه أوروبا، في وقت تخلّصت سوريا من نظام الأسد والعقوبات، وفتحت مجالاً لاستثمارات عربية وغير عربية في قطاع الطاقة والنقل البحري وغيرها.. وبالمنطق، إذا كانت هناك خطة عربية للإستثمار بالغاز والنفط ونقله الى أوروبا، فسيكون ذلك عبر المرافئ السورية. وبالتالي، فإن استعجال نتنياهو لأي تعاون اقتصادي مع لبنان، سيضع لبنان في عزلة عن الحاضنة الاستثمارية العربية المستقبلية، وهو أمر سترفضه بيروت لأنه لا مصلحة لها بالخروج من الحاضنة العربية على كافة المستويات".رفع الإسرائيلي سقف شروطه ومطالبه مجدداً، رغم بادرة حسن النية من الجانب اللبناني، ليصعّب المهمة مجدداً، ما يثير مخاوف أكبر لا سيما وأن إشارات نتنياهو جاءت بعد أيام على تصريحات إسرائيلية عدة تحدثت عن اتجاه لإعادة النظر في اتفاق ترسيم الحدود البحرية 2022.يواجه لبنان مرحلة دقيقة على كافة الصعد، والضغوط الأمنية والميدانية لا يبدو أنها تقلّ خطورة عن تلك الاقتصادية والسياسية، فيما قائمة الشروط والمطالب الإسرائيلية لا تنتهي. فتل أبيب لا تتوقف عن طلب المزيد كلّما قدّمت بيروت تنازلاً جديداً.

12/5/2025 6:24:36 AM

لبنانيّة مرشّحة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة

علم موقع mtv أن الدبلوماسية اللبنانية الأصل إيفون عبد الباقي، مرشحة بشكل جدي لخلافة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي تنتهي ولايته في 31 أيلول 2026.وتحظى عبد الباقي بفرص كبيرة للوصول إلى هذا المركز الأممي الرفيع، مستندة إلى سيرة مهنية حافلة، إضافة إلى قربها من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال الفترة التي أمضتها كسفيرة للإكوادور في واشنطن، والدور الأساس الذي لعبته في تحقيق السلام بين الإكوادور والبيرو في العام 1998، بعد صراع دام 50 عاماً، حين كانت مستشارة للرئيس الإكوادوري اللبناني الأصل أيضاً جميل معوض. وإلى جانب الولايات المتحدة، شغلت عبد الباقي منصب سفيرة الإكوادور في كل من قطر، العراق، الأردن، لبنان، سلطنة عمان، سوريا وفرنسا. كما أنها عضو في مجلس السلام الدولي.تولّت عبد الباقي مسؤوليات عدة في الإكوادور، فكانت وزيرة للتجارة الخارجية والصناعة والتكامل الاقتصادي والصيد البحري والتنافس بين عامي 2003 و2005، ورُشّحت لرئاسة الجمهورية في الأكوادور ولم تنجح. كما فازت عام 2006 في الانتخابات الوطنية كعضو في برلمان دول الأنديز الذي يضم مجموعة دول في أميركا الجنوبية. وانتُخبت عام 2007 رئيسة برلمان دول الأنديز بالإجماع.كانت مرشحة في العام 2009 لوظيفة سكرتيرة منظمة اليونسكو في باريس، لكنها انسحبت في اللحظات الأخيرة لصالح مرشح آخر، وعيّنتها أخيراً المديرة العامة لليونسكو إرينا بوكوفا سفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونسكو.عبد الباقي مواليد الإكوادور في 23 شباط 1950، مجازة من معهد السوربون بالرسم والفنون، وحائزة على ماجستير من جامعة Harvard Kennedy School في الإدارة العام عام 1993. وتجيد 5 لغات وتكتب الشعر بثلاث لغات.عبد الباقي هي ابنة المغترب اللبناني فؤاد خويص، الذي هاجر من قرية بتاتر في قضاء عاليه، الى الإكوادور، ومتأهلة من الدكتور سامي عبد الباقي.

12/5/2025 6:22:55 AM

{{ article.title }}

{{safeHTML(article.Text)}}

{{article.publishDate}}

Article Image

المزيد

إسرائيل تقابل الانفتاح الدبلوماسي اللبناني بغارات على الجنوب

حسمت إسرائيل التضارب في مواقف مسؤوليها حول «الجو الإيجابي» جراء المفاوضات المدنية مع لبنان، أو عزلها عن المسار العسكري؛ إذ ردّت الخميس بأربع غارات تلت إنذارات إخلاء، واستهدفت أربعة منازل في جنوب لبنان، أحدها شمال الليطاني، بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع «الميكانيزم».وبدا التصعيد الإسرائيلي رداً على نتائج الجلسة؛ إذ سربت وسائل إعلام لبنانية أن مهمة السفير سيمون كرم، وهو رئيس الوفد التفاوضي مع إسرائيل، تمثلت في بحث وقف الأعمال العدائية، وإعادة الأسرى، والانسحاب من الأراضي المحتلة، وتصحيح النقاط على «الخط الأزرق». وخلال جلسة الحكومة اللبنانية عرض الرئيس اللبناني جوزاف عون موضوع تكليف السفير سيمون كرم برئاسة لجنة الوفد اللبناني في «الميكانيزم»، و«ذلك بعد مشاورات بيني وبين الرئيس نبيه برّي والرئيس نواف سلام، حول ضرورة حصول مفاوضات في الناقورة وتطعيم اللجنة بشخص مدني»، حسبما قال، معتبراً أنه «من البديهي ألا تكون أول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي»، مشدداً على أن «تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب».وفي الجلسة نفسها، قدّم قائد الجيش العماد رودولف هيكل تقريره الشهري حول تنفيذ قرار الحكومة بـ«حصرية السلاح»، مستعرضاً أهم المهمات التي نفذها الجيش اللبناني في جنوب الليطاني.وفي هذا السياق، قدم لبنان خطوة إضافية في مسار تنفيذ «حصرية السلاح»؛ إذ تحدثت وسائل إعلام محلية عن أن الجيش صادر، برفقة «اليونيفيل»، صواريخ لـ«حزب الله» من منطقة جنوب الليطاني.وفيما يراهن لبنان على توسيع النافذة الدبلوماسية لخفض منسوب التوتر ومنع أي اندفاعة إسرائيلية نحو حرب واسعة، ظهر خطابان إسرائيليان متضاربان؛ تلقف الأول الخطوة اللبنانية بعد تعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد التفاوضي اللبناني، في حين يفصل الآخر بين المسار التفاوضي والمسار العسكري، وعدم منح هذا المسار السياسي والدبلوماسي أي أثر ميداني.وتكرس هذا الموقف الإسرائيلي العازم على فصل المسارات، وإلزام لبنان بمفاوضات تحت النار، حين أصدر المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تحذيراً لسكان قرى محرونة وبرعشيت والمجادل (جنوب نهر الليطاني) وجباع (شمال الليطاني) بإخلاء تلك المناطق إلى مسافة لا تقل عن 300 متر؛ كون الجيش «سيهاجم على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لـ(حزب الله) في أنحاء جنوب لبنان».وبالفعل، نفذ الجيش الإسرائيلي هجماته، وقال إنه استهدف مستودعات تقع داخل مناطق سكنية مدنية، معتبراً أن ذلك يُعدّ مثالاً على «استخدام الأبنية المدنية لأغراض عسكرية»، وفق تعبيره.فصل حاد بين الطاولة والميدانوتكشف هذه الرسائل أنّ إسرائيل تتعامل مع المفاوضات بوصفها قناة تقنية تتعلق بإدارة النزاع لا بمساره؛ فاستمرار التحليق المكثّف للمسيّرات فوق بيروت، وتوجيه إنذارات جديدة في الجنوب، توازياً مع الحديث عن «أجواء إيجابية»، تشي بأنّ إسرائيل ترغب في تثبيت الميدان على قواعده الحالية، ومنع التفاوض من التحول إلى أداة لخفض التصعيد.وقال النائب أشرف ريفي لـ«الشرق الأوسط» إنّ المشهد الأمني والسياسي في لبنان «لا يزال محفوفاً بالمخاطر، رغم الارتياح الظاهر الذي يواكب المفاوضات الجارية، والجهود اللبنانية لمنع أيّ عملية عسكرية واسعة». وأكد أنّ الرسائل الصادرة عن الإعلام والقيادة الإسرائيلية «تُظهر بوضوح أنّ مسار التفاوض لا يعني تلقائياً وقف استهداف الحزب أو سلاحه»، مشيراً إلى أنّ احتمال التصعيد «لا يزال وارداً بقوة».وأوضح ريفي أنّ إسرائيل «تمتلك مشروعاً استراتيجياً واضحاً يقوم على إنهاء الوجود الإيراني في المنطقة العربية كلها»، وقال: «إذا رأت إسرائيل أنّ الدولة اللبنانية عاجزة عن نزع سلاح (حزب الله)، فهي قد تلجأ إلى ضربات عسكرية. هذا الأمر ليس جديداً، وهو جزء من نظرتها للواقع الإقليمي». وأضاف: «نحن نعيش منذ عقود تحت ما سُمّي مشروع الفوضى الخلّاقة، واليوم تُهيَّأ المنطقة لما يمكن اعتباره شرق أوسط جديداً». كما توقّف عند عودة الطائرات المسيّرة الإسرائيلية إلى سماء بيروت، قائلاً: «هذا دليل على أن لبنان ما زال داخل دائرة الاستهداف».دائرة الخطرورداً على سؤال عمّا إذا كانت المفاوضات قادرة على خفض التصعيد، قال ريفي: «يُفترض أن تؤدي المفاوضات إلى خفض التوتر. ويُحسب لرئيس الجمهورية الانخراط الجدي في هذا المسار لإنقاذ لبنان من ضربة مدمّرة»، لكنه استدرك: «حتى الآن لا يمكن الاطمئنان إلى النوايا الإسرائيلية. فالاستهداف قد يستمر رغم المفاوضات؛ لأنّ المشروع الدولي - الإقليمي الكبير واضح: لن يُسمح للوجود الإيراني بالبقاء كما هو».واعتبر ريفي أنّ «لبنان لا يزال في دائرة الخطر. ونزع السلاح لم يعد مسألة مرتبطة بجنوب الليطاني فقط، بل جزء من مقاربة دولية أشمل. نحن أمام مرحلة حساسة جداً، ويجب أن نكون واقعيين؛ لأنّ القرار الكبير ليس بيدنا وحدنا».فرصة لـ«فرملة» الانزلاق نحو حربفي مقابل هذا المنحى التحذيري، قدّم عضو «كتلة اللقاء الديمقراطي» (الحزب التقدمي الاشتراكي)، النائب أكرم شهيّب، مقاربة أكثر اعتماداً على المسار السياسي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «السؤال الجوهري اليوم هو ما إذا كانت إسرائيل تؤمن فعلاً بالسلام، في ضوء الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، رغم الاجتماعات الدولية الأخيرة في شرم الشيخ». ورأى أنّ «العودة إلى تطبيق صيغة هدنة عام 1949، إذا أمكن، ستكون مكسباً كبيراً للبنان رغم كل الصعوبات»، مذكّراً بأنّ التفاوض مع إسرائيل «ليس جديداً، كما حصل في محادثات عامَي 2021-2022 وصولاً إلى الاتفاق البحري».وأشار شهيّب إلى أنّ «دخول السفير سيمون كرم إلى المفاوضات ضمن آلية (الميكانيزم)، يشكّل خرقاً مهماً». وأكد أنّ هذا المسار «يحمل جزءاً من رؤية الرئيس اللبناني، ويحظى بتوافق الرؤساء، من الرئيس برّي إلى الرئيس سلام، عبر إعطاء فرصة حقيقية للاستفادة من الضغط الأميركي والعربي والأوروبي لوقف الانزلاق نحو الحرب». وقال: «بمبادرة رئيس الجمهورية وتعيين السفير سيمون كرم، أصبحت المعادلة هي: (جيش وشعب ومفاوضات)، علّها تكون بادرة خير للبنان».وأوضح شهيّب أنّ الشعب اللبناني «ينزف يومياً بشكل أو بآخر، وأنّ الحديث الإسرائيلي عن عملية عسكرية أوسع أو دخول بري في مناطق جديدة، يزيد المخاطر، خصوصاً في ظلّ الواقع الأليم الذي نعيشه بعد الحرب، وما أدّت إليه من احتلال أجزاء واسعة من أرضنا، وما يجري في سوريا من عمليات إسرائيلية تمتدّ من الجنوب إلى الجولان وجبل الشيخ».وأضاف أنّ الانفتاح الحاصل واللقاءات الدبلوماسية الجارية «يشكّلان فرصة للحدّ من الانحدار نحو مواجهة أوسع»، معتبراً أنّ جوهر المشكلة يبقى في «العودة إلى النقطة المركزية؛ أي القرار (1701)، وبسط سلطة الدولة بأن يكون هناك جيش واحد وعلَم واحد وسلاح واحد». وقال: «اتفاق الطائف يؤكد ذلك، وقرارات مجلس الوزراء تؤكد ذلك، وخطاب قسم رئيس الجمهورية يؤكد ذلك أيضاً». وشدّد على ضرورة «عدم منح إسرائيل الفرصة لاجتياح جديد»، داعياً «كل الذين يرفضون اليوم أي نقاش حول السلاح إلى اتّقاء الله وحماية ما تبقّى من الدولة اللبنانية».

12/5/2025 6:40:55 AM

على من ضحك عون وبري؟

يختصر مشهد رئيس الجمهوريّة جوزاف عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه بري الضاحك، قبيل القدّاس الذي ترأسّه قداسة البابا في وسط بيروت، الكثير. يتحفّظ الإثنان عن ذكر أسباب الضحك، لكنّ المعلومات تشير الى أنّهما لم يوفّرا كثيرين في حوارهما، خصوصاً ممّن كانوا حاضرين في القدّاس أيضاً.ولكن، بعيداً عن الضحك، وبعض النميمة الرئاسيّة، شهد الحوار بين عون وبري موافقة الأخير على تسمية شخصيّة مدنيّة للمشاركة في لجنة "الميكانيزم"، بعد تلقّي لبنان موافقة إسرائيليّة، عبر الوسيط الأميركي، على المشاركة بمدني.لم يتردّد بري في منح موافقته، والقول لمن التقاهم "أنا اخترعت الميكانيزم"، لافتاً الى أنّ "الهدف من هذه الاجتماعات ليس التفاوض على اتفاقٍ جديد، بل على تنفيذ الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في 27 تشرين الثاني 2024". وتتحدّث المصادر عن انسجامٍ تامّ في العلاقة بين الرئاسة الأولى والثالثة لم نشهد مثيلاً لها بعد اتفاق الطائف، من دون أن تكتمل صورة "الترويكا" نتيجة التباين في بعض المواضيع مع رئيس الحكومة.وتجدر الإشارة الى أنّ بري سمع بإسم السفير السابق سيمون كرم من الإعلام، قبل أن يتبلّغه من مستشار الرئيس العميد المتقاعد اندريه رحال الذي كان طلب موعداً للقاء بري فمُنح الموعد في توقيتٍ متأخر عن الإعلان. إلا أنّ بري لم يتوقّف عند التسمية، وهو قال أمام من التقاهم أمس إنّ الإسم لا يهمّه بل المهمّة.لا يبتعد موقف بري الإيجابي عن كلامٍ قاله النائب علي حسن خليل عن حتمّية السلام، بغضّ النظر عن الموقف الشعبي العدائي تجاه إسرائيل. ويبدو واضحاً أنّ العام 2026 سيكون حاسماً على هذا الصعيد، كما لجهة إتمام ملفّ حصريّة السلاح. ولو أنّ السير قدماً في "مفاوضات السلام"، كما في ملفّ حصريّة السلاح، قد يطيح بالانتخابات النيابيّة ويشكّل عذراً لتأجيلها.أمّا بالنسبة الى موقف حزب الله المعارض لضمّ مدني الى اجتماعات "الميكانيزم"، فيؤكّد مصدر مطّلع أنّ بري مُنح تفويضاً كاملاً من حزب الله استمرّ منذ حرب الإسناد، وهو بلغ مرتبة "الأخ الأكبر" بالنسبة الى "الحزب"، فإن كان الأخير معترضاً على ما وافق عليه بري فما عليه إلا سحب هذا التفويض!ولكن، هل يعني ما سبق كلّه أنّ لبنان تجنّب، عبر هذه الخطوة المتقدّمة التي قام بها رئيس الجمهوريّة، التصعيد العسكري ضدّه؟يؤكّد المصدر نفسه أنّ التصعيد العسكري الإسرائيلي لاستهداف مخازن لحزب الله واغتيال مسؤولين فيه بات حتميّاً في ظلّ موقف "الحزب" المتمسّك بسلاحه، إلا أنّ قرار عون حمى الدولة اللبنانيّة ومرافقها من الاستهداف وحيّد المناطق التي لا تخضع لنفوذ "الحزب".وتوقّف المصدر عند الإجماع اللبناني الرسمي، الذي شمل الوزراء أيضاً بمن فيهم الشيعة، حول القرار الرئاسي، علماً أنّ عدداً من الوزراء أجابوا بأنّهم يتركون أمر التعبير عن الموقف اللبناني لرئيس الجمهوريّة عند سؤالهم عن موقفهم من مشاركة السفير سيمون كرم في اجتماعات "الميكانيزم". وسأل المصدر: إذا كان حزب الله يعارض فعلاً هذا القرار، فلماذا انتظر ثمانٍ وأربعين ساعة لكي يطلّ أمينه العام، بدل أن يصدر بياناً فوريّاً؟ قيل قديماً: اللبيب من الإشارة يفهم...

12/5/2025 6:27:39 AM

"القوات" على الموعد الأحد… نحو المستقبل

يعقد حزب القوات اللبنانيّة مؤتمره العام يوم الأحد المقبل تحت شعار "قوات نحو المستقبل"، مستوحاً من تسمية "مؤسسة نحو المستقبل" الذي رُفع منذ عقود.سيتضمّن المؤتمر، على المستوى اللوجيستي، الإداري والتنظيمي، كلمة للأمين العام اميل مكرزل الذي سيحدّد إطار المؤتمر، وكلمة لرئيس الحزب الدكتور سمير جعجع لمدة ٤٥ دقيقة، يُستكمَل بعدها النقاش بعيداً عن الاعلام، حيث سيبحث المؤتمر الاوراق التتظيمية والسياسية وخلاصة التجربة التنظيمية الطويلة.سيشارك في المؤتمر حوالى ١٢٠٠ شخص من أكثر من ١٠٠ دولة عبر تطبيق "زوم"، بحضور حوالى ١٢٠ شخصاً، من أعضاء تكتل الجمهورية القوية، أعضاء الهيئة التنفيذية ورؤساء وحدات حزبيّة.جاء هذا المؤتمر بعد خروج رئيس "القوات" من المعتقل واعادة بناء وتنظيم الحزب وسط ظروف معقدة واغتيالات وانقسامات ومواجهات. ومع ذلك، قامت ببناء جديد ووضعت شرعة حزبية وأجرت انتخابات هيئة تنفيذية.يقول مصدر في حزب القوات اللبنانيّة لموقع mtv: كان يجب أن يُعقد المؤتمر في العام الماضي، لكن الوضع الذي كان قائماً بين أيلول وتشرين الثاني خلال الحرب حال دون الانعقاد. وبالتالي، سيكون هذا المؤتمر لتتويج هذه المسيرة الحزبيّة التنظيميّة، وهو ذات طابع تنظيمي داخلي، وبعد استكمال الوضع التنظيمي تأتي هذه الخطوة التتويجية الطبيعية.ويضيف: يأتي هذا المؤتمر في لحظة وطنية وحزبية وسياسية: حزبيّاً، تحقق القوات اللبنانية انتصاراً تلو الانتصار طالبيّاً ونقابيّاً وبالحضور. وسياسياً، يأتي عشية انتخابات نيابية. ووطنياً، انطلاقا من الدور الأساسي لـ "القوات" التي تمكّنت من أن تحفر في الصخر منذ العام ٢٠٠٥ حتى اليوم.ويتابع المصدر: انطلاقاً من هذا التنظيم وهذه البنية، يشكل هذا المؤتمر رسالةً للجميع بأنه كي تتمكن من الوصول يجب ان يكون لديك هذا البناء التنظيمي وهذا العمل التراكمي. وما وصل اليه حزب "القوات" نتيجة هذا العمل والجهد البنّاء والتراكم التنظيمي المتتالي، وبالتالي يأتي هذا المؤتمر لتتويج كل هذا البناء التنظيمي الذي أظهر بعد ٢٠ سنة منذ العام ٢٠٠٥ أين كان حزب القوات اللبنانية أين كانت حين خرجت من المعتقل وأين اصبحت اليوم، حيث باتت الرقم الاول مسيحياً والرقم الصعب داخل المعادلة الوطنية ورأس حربة مشروع سياسي أسقطت كل احزاب وتيارات التضليل، ومنفتحة على الجميع انطلاقاً من هذا البنيان.ويقول المصدر "القوّاتي": "قوات" للمستقبل، أي "قوات" من أجل مستقبل لبنان ومستقبل الجمهورية القوية، وبالتالي هذا البنيان التتظيمي يضع نفسه في تصرّف الوصول الى لبنان الذي نريده. اضافة الى أن هذه الخطوة تكلل الانتصارات تلو الانتصارات النيابية وفي كل دورة انتخابية تراكم القوات أكثر من سابقتها. ويختم: وأيضاً يأتي هذا المؤتمر بعد ٥٠ سنة على هذا الصراع الذي بدأ عام ١٩٧٥ ويشكّل العام ٢٠٢٥ تتويجاً للانتصار الوطني اللبناني وليس "القواتي" فقط حيث كان حزب "القوات" رأس حربة في هذه المواجهة. فأصبح هناك أمل حقيقي للبنانيين بالذهاب الى دولة فعلية، الامر الذي لم يكن قائماً في المراحل السابقة.

12/5/2025 6:26:06 AM

نيّات إسرائيليّة خطيرة... نتنياهو يريد نفط لبنان

ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعيداً في توصيف مشهد مفاوضات الناقورة، مدًعياً الاتفاق خلاله على "بلورة أفكار للتعاون الاقتصادي" بين لبنان وإسرائيل.استغل نتنياهو القرار اللبناني بتكليف السفير السابق سيمون كرم، كأول مدني في مفوضات وجهاً لوجه مع إسرائيل، ليسوّق أن الاجتماع هو "محاولة أولية لإرساء أسس علاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان".كما أعلن، في بيان لمكتبه بعد اجتماع الأربعاء بحضور المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس، أنه أوعز "إلى القائم بأعمال مدير مجلس الأمن القومي بإرسال ممثل عنه لحضور اجتماع مع جهات حكومية واقتصادية في لبنان".أثارت تصريحات نتنياهو تساؤلات حول النيّات الإسرائيليّة بعد الخطوة اللبنانيّة، وماذا يمكن أن نفهم منها؟يقول الكاتب السياسي نذير رضا، في حديث لموقع mtv، إن "نتنياهو ذهب بعيداً بالترويج لتطبيع اقتصادي، في محاولة لاقتناص الفرصة، وممارسة المزيد من الضغوط على لبنان، وابتزازه بأن ما تم تقديمه أخيراً، لجهة ترؤس مدني لوفد التفاوض، ليس كافياً، علماً أن هذه الخطوة التي اتخذها لبنان، غيّرت مسار المفاوضات من مفاوضات أمنية - تقنية الى مفاوضات سياسية لا لُبس فيها". ويضيف: "في الواقع، لا تنقصنا إلا خطوة واحدة لتصبح المفاوضات شبيهة بمفاوضات 17 أيار 1983، وهي التفاوض الاقتصادي، بالنظر الى أن مفاوضات 17 أيار انبثقت عنه لجنتان إقتصادية وسياسية، إلى جانب اللجنة العسكرية. وهو ما يروّج له نتنياهو، الذي لا يريد في الواقع تطبيعاً مع لبنان يلزمه بتنازلات وعلاقات دبلوماسية واعتراف بسيادة الدولة اللبنانية، بل يريد اتفاقاً أمنياً اقتصادياً أوسع من 17 أيار من ناحية الحيّز الأمني، ومن الناحية الاقتصادية، وهو ما يتوجس منه لبنان". ولكن على ماذا يمكن أن يتفاوض لبنان إقتصادياً؟ وماذا يقصد نتنياهو؟يشير رضا إلى أن "هواجس لبنان، تنطلق من أن البلاد ليس لديها ما تقدمه في أي تعاون إقتصادي، إلا في مجال الطاقة النفطية والغازية في مياهه الاقتصادية، إذا افترضنا أن اسرائيل استحوذت على مياه الحاصباني منذ العام 1965 إثر ضربتها لمشروع ضخ المياه اللبناني هناك".ويضيف: "في أي تعاون إقتصادي متصل باستثمار الآبار المشتركة على الحدود الجنوبية، لن يكون لبنان في موقع مقرّر بشكل مستقل حول الشركات التي ستسثتمر في المنطقة، وسيكون الأمر خاضعاً لاعتبارات إسرائيلية أيضاً".أما النقطة الثانية، وهي الأخطر، وفق رضا، "فتتمثل في أن نتنياهو يستعجل التعاون الإقتصادي، لضمانة سحب لبنان من أي خطة عربية مستقبلية لاستثمار النفط والغاز ونقله". ويوضح: "ثمة خط نقل بحري تسيطر عليه إسرائيل لتصدير الغاز في المتوسط باتجاه أوروبا، في وقت تخلّصت سوريا من نظام الأسد والعقوبات، وفتحت مجالاً لاستثمارات عربية وغير عربية في قطاع الطاقة والنقل البحري وغيرها.. وبالمنطق، إذا كانت هناك خطة عربية للإستثمار بالغاز والنفط ونقله الى أوروبا، فسيكون ذلك عبر المرافئ السورية. وبالتالي، فإن استعجال نتنياهو لأي تعاون اقتصادي مع لبنان، سيضع لبنان في عزلة عن الحاضنة الاستثمارية العربية المستقبلية، وهو أمر سترفضه بيروت لأنه لا مصلحة لها بالخروج من الحاضنة العربية على كافة المستويات".رفع الإسرائيلي سقف شروطه ومطالبه مجدداً، رغم بادرة حسن النية من الجانب اللبناني، ليصعّب المهمة مجدداً، ما يثير مخاوف أكبر لا سيما وأن إشارات نتنياهو جاءت بعد أيام على تصريحات إسرائيلية عدة تحدثت عن اتجاه لإعادة النظر في اتفاق ترسيم الحدود البحرية 2022.يواجه لبنان مرحلة دقيقة على كافة الصعد، والضغوط الأمنية والميدانية لا يبدو أنها تقلّ خطورة عن تلك الاقتصادية والسياسية، فيما قائمة الشروط والمطالب الإسرائيلية لا تنتهي. فتل أبيب لا تتوقف عن طلب المزيد كلّما قدّمت بيروت تنازلاً جديداً.

12/5/2025 6:24:36 AM

{{ article.title }}

{{safeHTML(article.Text)}}

{{ article.publishDate }}

Article Image

المزيد