كتب هادي جان بو شعيا في موقع mtv:
تطغى الاحتجاجات المصحوبة بقطع الطرقات على المشهد اللبناني منذ ان سجّلت الليرة انهيارًا قياسيًّا وتاريخيًا، لم يشهده لبنان منذ نشأته وإعلان استقلاله الأول عام 1920، إلى ما دون 10 آلاف ليرة مقابل دولار واحد.
هذا الانهيار أعازه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون إلى جهات ومنصات خارجية تعمل على ضرب العملة النقدية لزعزعة الاستقرار المالي في البلاد.
في وقت، لوّح رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب بالإعتكاف السياسي، ذاك الرجل الذي جيء به ليحاول إيهام الناس أنه نجح بإنجاز 97% من التزامات حكومته التي جاءت تحت عنوان "حكومة الإنقاذ" التي، وعلى إثرها، تداعت الأمور في لبنان ماضية بسرعة تجاه جهنّم التي اتحفنا بها "بيّ الكل" ذاك الرجل الذي أتى نتاجًا لتسوية سياسية ترتقي إلى مستوى الخطيئة العظمى.
إزاء ذلك كله، ولليوم السابع على التوالي، وبعد مرور 17 شهرًا على اندلاع ثورة 17 تشرين الأول 2019، خرج إجتماع اليرزة، في الأمس، يوم "إثنين الغضب" ليحاكي وجع العسكريين والناس.
وبرزت كلمة قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، تزامنًا مع إجتماع بعبدا الذي أقلّ ما يقال عنه أنه يشكّل انعكاسًا لنهج الطغمة السياسيّة التي تمارس البطش والاستعلاء، تكريسًا لمفهوم الدولة البوليسية غير الآبهة بمصير البلاد والعباد.
بناءً على ما تقدّم، وما يدعو للتفاؤل أن كلمة قائد الجيش حملت في طيّاتها عناوين التمرّد والثورة، سائلاً السياسيين، الذين يضعطون عليه لفتح الطرقات بالقوة، "إلى أين نحن ذاهبون؟ وماذا انتم تفعلون؟".
لكن لا بد من التوقّف مليًّا عند ما لاح من اليرزة من بريق أمل لشعب نُهِب وسُرِق وقُمِع واعتُقِل وقُتِل وفُجِّر في بلاده وأصوات البطون الخاوية تضجّ ثورة على الجميع من دون استثناء.
إذن هل يقدم قائد الجيش على تلك الخطوة التي بدأت معالمها تبرز أكثر فأكثر، ويقلب الطاولة على الجميع انطلاقًا من شعار "كلّن يعني كلّن"، خصوصًا تحت ضغط الشارع من جهة، وحفاظًا على كرامة المؤسسة العسكرية التي مُسّت في غير مناسبة من جهة والتي يعتبرها عون فوق كل اعتبار وأنها ليست مكسر عصا، حيث حذّر من مغبة انهيارها إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه، وبالتالي انهيار لبنان على المستويات كافة، والحيلولة دون سيناريو الفوضى والإسراع لوأد الفتن التي تحاك من كل حدب وصوب، فضلاً عن نغمات المؤامرة التي تعزف على جراح وطن منكوب؟
قد يصعب الوصول لجواب في القريب العاجل، خصوصًا بعدما سيقت للجيش اتهامات، خلف الكواليس، في تأجيج او تحريك تظاهرات مؤخرًا، ما يشي باستهداف قائد الجيش مباشرةً.
كما أن بورصة الانتخابات تطرح اسمه بقوة لما يمثّل من شعبية متعاظمة داخليًا وخارجيًا والكلام هنا عن الولايات المتحدة الأميركية.
لكن بالتأكيد هناك جواب واحد بقطع الشك باليقين وهو ان قامة وطنية بحجم العماد جوزف عون لن تقف مكتوفة الأيدي مهما اشتدت الصعاب ومهما استعصت الحلول ولن يقف عند اتهام من هنا ومنصب من هناك.
وليتذكر الجميع ان دخول التاريخ يتطلّب صون سيادة الوطن وكرامته شرفًا، تضحيةً ووفاءً.