كتب الأب الياس كرم:
في لبنان، لا همّ يعلو على همّ متابعة المعاملات في الدوائر الرسمية. فالداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود. تجربة المواطن مع هذه الإدارات غالبًا ما تكون محفوفة بالإحباط والتعب، إذ لا يتشجّع اللبناني على خوض هذا المسار ما لم يكن له في تلك الدوائر "سند" أو معرفة.
علّقنا آمالًا على الحكومة الجديدة أن تُطلق عجلة الإصلاح الإداري، لكن الواقع إلى الآن يُظهر أن الأمور ما زالت تراوح مكانها، ولا سيما في الدوائر العقارية وإدارات شؤون السير. المعاملات متراكمة، بعضها محتجز لأسباب "اعتباطية" أو غامضة، والإدارة تتذرّع بحجج واهية، وتختبئ خلف "علل الخطايا" التي باتت مزمنة.
رغم هذا المشهد القاتم، وسط الرتابة، والوجوه العابسة الجالسة خلف المكاتب بالكاد ترفع نظرها نحو المواطن، تبقى هناك ومضات أمل. فثمّة موظفون ومسؤولون – لا يتعدّى عددهم أصابع اليدين – يستحقّون التقدير، ويعيدون شيئًا من الثقة المفقودة.
ومن بين هذه الومضات، برزت لي تجربة مشرقة في المديرية العامة للأمن العام، منطقة العدلية. كانت زيارتي الأولى لهذا المركز، فوجدت نفسي أمام مشهد غير مألوف في إداراتنا: تنظيم، تهذيب، لياقة، واستقبال محترم من قبل العناصر الأمنية، من دون تمييز أو تفرقة، بل بابتسامة ترحيب وتوجيه واضح لمجرى المعاملة.
هذا الانطباع الإيجابي حثّني على الإضاءة، من خلال هذه الكلمات، على الدور الحضاري الذي تضطلع به المديرية العامة للأمن العام، قيادةً وعناصر، كأحد النماذج النادرة التي لا تزال تؤمن بأن خدمة المواطن ليست منّة، بل واجب.
كل التحية والتقدير للواء حسن شقير، المدير العام، وللسادة الضباط وكافة العناصر، الذين يؤدّون مهامهم بإخلاص، رغم الظروف المعيشية والأمنية الصعبة، واضعين نصب أعينهم تسهيل شؤون المواطنين اللبنانيين والأجانب، بأقصى ما تتيحه الإمكانات.
وعلى رجاء أن تقتدي سائر الدوائر الرسمية بهذه المؤسسة العريقة، التي تشكّل وجه لبنان الحقيقي، سواء في المطار، أو في المرفأ، أو عبر المعابر الرسمية.
بوركت خدمتكم، أنتم ومن معكم من القوى الأمنية، فأنتم بقيّة الأمل لمستقبل أفضل لهذا الوطن.
في لبنان، لا همّ يعلو على همّ متابعة المعاملات في الدوائر الرسمية. فالداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود. تجربة المواطن مع هذه الإدارات غالبًا ما تكون محفوفة بالإحباط والتعب، إذ لا يتشجّع اللبناني على خوض هذا المسار ما لم يكن له في تلك الدوائر "سند" أو معرفة.
علّقنا آمالًا على الحكومة الجديدة أن تُطلق عجلة الإصلاح الإداري، لكن الواقع إلى الآن يُظهر أن الأمور ما زالت تراوح مكانها، ولا سيما في الدوائر العقارية وإدارات شؤون السير. المعاملات متراكمة، بعضها محتجز لأسباب "اعتباطية" أو غامضة، والإدارة تتذرّع بحجج واهية، وتختبئ خلف "علل الخطايا" التي باتت مزمنة.
رغم هذا المشهد القاتم، وسط الرتابة، والوجوه العابسة الجالسة خلف المكاتب بالكاد ترفع نظرها نحو المواطن، تبقى هناك ومضات أمل. فثمّة موظفون ومسؤولون – لا يتعدّى عددهم أصابع اليدين – يستحقّون التقدير، ويعيدون شيئًا من الثقة المفقودة.
ومن بين هذه الومضات، برزت لي تجربة مشرقة في المديرية العامة للأمن العام، منطقة العدلية. كانت زيارتي الأولى لهذا المركز، فوجدت نفسي أمام مشهد غير مألوف في إداراتنا: تنظيم، تهذيب، لياقة، واستقبال محترم من قبل العناصر الأمنية، من دون تمييز أو تفرقة، بل بابتسامة ترحيب وتوجيه واضح لمجرى المعاملة.
هذا الانطباع الإيجابي حثّني على الإضاءة، من خلال هذه الكلمات، على الدور الحضاري الذي تضطلع به المديرية العامة للأمن العام، قيادةً وعناصر، كأحد النماذج النادرة التي لا تزال تؤمن بأن خدمة المواطن ليست منّة، بل واجب.
كل التحية والتقدير للواء حسن شقير، المدير العام، وللسادة الضباط وكافة العناصر، الذين يؤدّون مهامهم بإخلاص، رغم الظروف المعيشية والأمنية الصعبة، واضعين نصب أعينهم تسهيل شؤون المواطنين اللبنانيين والأجانب، بأقصى ما تتيحه الإمكانات.
وعلى رجاء أن تقتدي سائر الدوائر الرسمية بهذه المؤسسة العريقة، التي تشكّل وجه لبنان الحقيقي، سواء في المطار، أو في المرفأ، أو عبر المعابر الرسمية.
بوركت خدمتكم، أنتم ومن معكم من القوى الأمنية، فأنتم بقيّة الأمل لمستقبل أفضل لهذا الوطن.