يا بيّي
20 Jun 202512:27 PM
يا بيّي
كتب شربل فخري

في هذه الحياة، كثيرون يستحقّون الشكر والتقدير. من المعلّم الذي يبذل جهده لتعليم الأجيال، إلى الطبيب الذي يسهر على راحة المرضى، إلى الأم التي تفني عمرها حبّاً وعطاءً. كلّ هؤلاء لهم في قلوبنا مكانة سامية، ويستحقّون كلمات الوفاء والعرفان. لكن، يبقى هناك شخص واحد، لا تُوفيه الكلمات حقّه، ولا تُنصفه المواقف مهما كثرت. إنّه الأب… “يا بيّي”، أنت البركة في كلّ بيت، والركن الثابت في كلّ عائلة.

الأب ليس مجرّد معيلٍ يكدّ ويتعب لتأمين لقمة العيش، بل هو المعنى الحقيقي للسند. هو الذي يحمل هموم العائلة في قلبه دون أن يشتكي، ويقف شامخًا أمام المصاعب ليكون الدرع الحامي لأبنائه. هو الذي يضحّي براحة جسده، وطمأنينة نفسه، من أجل أن يرى أبناءه في خير وسلام.
يا بيّي، كم من مرّة عدتَ إلى البيت متعبًا، وكنتَ أول من يسأل عن أحوالنا!
كم من ليلةٍ سهرْتَ فيها دون أن نشعر، فقط لتطمئن علينا!
وكم من حلم دفنتَه في قلبك، كي تُمهّد الطريق لأحلامنا!
أنتَ المعلّم الأوّل، والقدوة التي نحتذي بها، والمثل الأعلى في الصبر والشهامة. في صمتك حِكم، وفي نظراتك حنان، وفي خطواتك عزم لا يلين.

يا بيّي، وجودك في حياتنا نعمة لا تُقدّر، ودعاؤك لنا هو الأمان الحقيقي.
كلّ كلمات الشكر تتضاءل أمام عظمتك، وكلّ جوائز العالم لا توازي بسمة رضاك.
في زمنٍ يتبدّل فيه كل شيء، تبقى أنت الثابت، النور، والعنوان الأجمل للرجولة الحقيقية.
يا بيّي… دمتَ لنا بركة، ودام ظلك فوق رؤوسنا، فبوجودك تحلو الحياة.