لبنان لن يموت. لا أحد يستطيع أن يُطفئ طموح أبنائه. مهما اشتدت الأزمات وتكاثفت العواصف، سينهض هذا البلد من جديد، لأنه بلد الإيمان، بلد الإرادة، بلد العزيمة.
كلماتٌ لامست قلبي كما الندى، وأنا أشارك في افتتاح مصنع للرخام يملكه الأخوان جورج وسيمون شقير. لست هنا في مقام الترويج، بل في مقام الإضاءة على ما هو جوهريّ: لبنان يتميّز بأبنائه، ولا سيّما برجال الأعمال، الصناعيين، المربّين، أصحاب الاختصاص، وكل من قرّر أن يحوّل التحدّي إلى فرصة، وأن يحمل على كتفيه مشروع بناءٍ وإنماء، في وطنٍ يحتاج إلى كل مبادرة.
لبنان هو بلد المبادرات الفردية بامتياز: مؤسسات صناعية، تربوية، سياحية، طبية، ثقافية، إعلامية، مطاعم، مستشفيات، مسارح، مهرجانات، دور أزياء، معاهد تدريبية، محطات تلفزيونية ومواقع إخبارية...
كلها انطلقت من أفراد، من حالمين، من مؤمنين بلبنان، في غياب شبه كامل للدولة، التي لا تكتفي بتقاعسها، بل تعرقل أحيانًا اندفاعة أصحاب المشاريع، وتزيد الطين بلّة بسياساتها المالية التي أوصلتنا إلى نكبة مصرفية، قضت على ثقة الناس بالمصارف، وسلبت المودعين أحلامهم.
يُضاف إلى ذلك تقصير الوزارات في إعداد خطط إنمائية فاعلة تُحاكي حاجات المواطن اليومية، وتمنحه قليلًا من الإيجابية في وجه هذا الكمّ من القلق.
لكن، رغم كل شيء، شعب لبنان عظيم. بعقله، بعلمه، بطموحه، بنضاله، بكرامته، بإبداعه، بثقافته، بعنفوانه...
شعبٌ لا يعرف اليأس، ولا يستسلم للإحباط. شعبٌ يعشق الحياة ويواجه الخوف بشجاعة. شعبٌ آمن بالله وبالخير، وبأن لبنان يستحق الحياة. ومن يحب لا يسيء. ومن يعشق لا يخون.
في الاحتفال الذي ذكرت، تكرّر التصفيق بحرارة كلّما ذُكر اسم لبنان. هذا البلد الذي ورد اسمه عشرات المرّات في الكتاب المقدّس، البلد الذي أنجب قدّيسين وأتقياء، والذي لا يزال صامدًا رغم أهوال العقود.
لأن الله يرى في هذا البلد خميرة مقدّسة، ونفوسًا صالحة، تؤمن به وتترجّى رحمته.
لبنان لا يزال يحمل في قلبه شعلة روحيّة قلّ مثيلها في عالمنا المعاصر. هو البلد الذي استُخدم في الكتاب المقدّس رمزًا للجمال والخصب والعلوّ:
"الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو" (مزمور ٩٢: ١٢).
جباله، أرزه، تاريخه، تراثه، لغته، أناسه... كلّها إشارات إلى حضورٍ إلهيٍّ ما، لا ينطفئ.
نعم، نحن في قلب العاصفة.
لكنّ شعبنا يتطلّع دائمًا إلى شروق الشمس. لذلك يعبر العواصف ولا ينكسر.
هنيئًا لكل لبناني يُبادر، بمفرده أو ضمن جماعة، من أجل إنجازٍ جديد، من أجل حياة أفضل، من أجل بقاء لبنان حيًّا، نابضًا، مبدعًا، ومتقدّمًا، في الصناعة والتجارة، في الثقافة والتربية، في الفنّ والجمال.
تذكّروا: من ينتظر أن تنتهي العاصفة كي يعيش، قد لا يرى الشمس أبدًا.
فلنحيا، رغم الرياح. ولنبادر، رغم الغياب. ولنُحبّ، رغم الجراح. فلبنان، ما دام فيه من يؤمن، لن يسقط أبدًا.
كلماتٌ لامست قلبي كما الندى، وأنا أشارك في افتتاح مصنع للرخام يملكه الأخوان جورج وسيمون شقير. لست هنا في مقام الترويج، بل في مقام الإضاءة على ما هو جوهريّ: لبنان يتميّز بأبنائه، ولا سيّما برجال الأعمال، الصناعيين، المربّين، أصحاب الاختصاص، وكل من قرّر أن يحوّل التحدّي إلى فرصة، وأن يحمل على كتفيه مشروع بناءٍ وإنماء، في وطنٍ يحتاج إلى كل مبادرة.
لبنان هو بلد المبادرات الفردية بامتياز: مؤسسات صناعية، تربوية، سياحية، طبية، ثقافية، إعلامية، مطاعم، مستشفيات، مسارح، مهرجانات، دور أزياء، معاهد تدريبية، محطات تلفزيونية ومواقع إخبارية...
كلها انطلقت من أفراد، من حالمين، من مؤمنين بلبنان، في غياب شبه كامل للدولة، التي لا تكتفي بتقاعسها، بل تعرقل أحيانًا اندفاعة أصحاب المشاريع، وتزيد الطين بلّة بسياساتها المالية التي أوصلتنا إلى نكبة مصرفية، قضت على ثقة الناس بالمصارف، وسلبت المودعين أحلامهم.
يُضاف إلى ذلك تقصير الوزارات في إعداد خطط إنمائية فاعلة تُحاكي حاجات المواطن اليومية، وتمنحه قليلًا من الإيجابية في وجه هذا الكمّ من القلق.
لكن، رغم كل شيء، شعب لبنان عظيم. بعقله، بعلمه، بطموحه، بنضاله، بكرامته، بإبداعه، بثقافته، بعنفوانه...
شعبٌ لا يعرف اليأس، ولا يستسلم للإحباط. شعبٌ يعشق الحياة ويواجه الخوف بشجاعة. شعبٌ آمن بالله وبالخير، وبأن لبنان يستحق الحياة. ومن يحب لا يسيء. ومن يعشق لا يخون.
في الاحتفال الذي ذكرت، تكرّر التصفيق بحرارة كلّما ذُكر اسم لبنان. هذا البلد الذي ورد اسمه عشرات المرّات في الكتاب المقدّس، البلد الذي أنجب قدّيسين وأتقياء، والذي لا يزال صامدًا رغم أهوال العقود.
لأن الله يرى في هذا البلد خميرة مقدّسة، ونفوسًا صالحة، تؤمن به وتترجّى رحمته.
لبنان لا يزال يحمل في قلبه شعلة روحيّة قلّ مثيلها في عالمنا المعاصر. هو البلد الذي استُخدم في الكتاب المقدّس رمزًا للجمال والخصب والعلوّ:
"الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو" (مزمور ٩٢: ١٢).
جباله، أرزه، تاريخه، تراثه، لغته، أناسه... كلّها إشارات إلى حضورٍ إلهيٍّ ما، لا ينطفئ.
نعم، نحن في قلب العاصفة.
لكنّ شعبنا يتطلّع دائمًا إلى شروق الشمس. لذلك يعبر العواصف ولا ينكسر.
هنيئًا لكل لبناني يُبادر، بمفرده أو ضمن جماعة، من أجل إنجازٍ جديد، من أجل حياة أفضل، من أجل بقاء لبنان حيًّا، نابضًا، مبدعًا، ومتقدّمًا، في الصناعة والتجارة، في الثقافة والتربية، في الفنّ والجمال.
تذكّروا: من ينتظر أن تنتهي العاصفة كي يعيش، قد لا يرى الشمس أبدًا.
فلنحيا، رغم الرياح. ولنبادر، رغم الغياب. ولنُحبّ، رغم الجراح. فلبنان، ما دام فيه من يؤمن، لن يسقط أبدًا.