يطلُّ الأوّل من آب، كما اعتدنا، مشبعًا بأملٍ متجدِّد، يحمل راية الشرف والتضحية والوفاء، ويزهر في بدايته عيدُ البطولة، عيدُ العسكر الذين نذروا العمر فداءً لوطنٍ يتعثّر. يا آب، ما أبهى حضورك حين تأتينا حاملاً دم الشهداء، لا طائفيًّا ولا فئويًّا، بل قرابِينًا مقدّسةً على مذبح لبنان الواحد، بكلّ أرضه وشعبه ورايته.
في الأوّل من آب، أعود إلى المؤسّسة التي آمنّا بها، حين تاهت بوصلات الوطن. بين وحول الميليشيات، وصراعات الأحزاب، وعبث الخارجين عن القانون، كانت المؤسّسة العسكريّة صخرة الأمان ومرفأ الرجاء. وجدت فيها – كما وجد فيها الكثير منّا – ملاذًا من وجع الانقسام، وسندًا في لحظة انهيار.
لي في صفوف الجيش أصدقاءٌ وأقرباء أفتخر بهم وبمناقبيتهم. رجالٌ، لا تعنيهم الطوائف، ولا يأبهون للمذاهب، تعالوا فوق العصبيّات الضيّقة، ولبّوا نداء الوطن دون حساب. أقسموا يمين الشرف، وصدّقوا القسم. هم أهل الأرض، أهل الكرامة، وأهل الوفاء. لا شرف أعظم من أن يهب الإنسان حياته لأمن وطنه وسلام ناسه، مهما اختلفت أديانهم أو انتماءاتهم.
في عيدك يا جيش بلادي، نتمنّى أن تُنصفك الدولة التي لا تقوم إلّا بك، وأن يعرف من في السلطة أنّ لا قيامة لهذا الوطن من دون قوّته الشرعيّة. ثابروا في صبركم، فالليل مهما طال لا بدّ أن ينقشع، ولا بدّ للفجر أن يولد، وإن تأخّر.
ويأتي آب.
وكأنّه لا يكتفي أن يحمل عيد الجيش، حتّى صارت فيه مأساة تُكمل النشيد بصرخة وجع. في الرابع من آب، منذ خمس سنوات، دوّى الانفجار، وانهدّت مدينة، وقُطعت أوصال ناس، وتبعثرت الأحلام.
في الرابع من آب ارتُكبت جريمة، لا يُمكن لأيّ سلطة أن تتهرّب من تبعاتها، ولا لأيّ مسؤول أن يغسل يديه منها.
من يُعيد لضحايا المرفأ أسماءهم وبيوتهم وكرامتهم؟
من يُعيد لأمّهاتهم النوم، ولأولادهم الطفولة؟
من يُقيم ميزان العدالة في وطنٍ تُغيّبه السياسة وتلوّثه المصالح؟
بين الأوّل والرابع من آب خيط دم، خيطُ شهادةٍ لا تعرف الانتماء، وصرخةُ ضحايا لا يعرفون الحقد، بل عرفوا فقط أن يحبّوا هذا الوطن، فدفعوا الثمن.
رجائي أن ينتفض قضاء الأرض قبل أن يُدينه قضاء السماء. وإن خانتنا عدالة البشر، ننتظر عدالة الربّ، التي لا تُهزم.
يا ربّ،
بارك شهداء الجيش الذين سقوا أرض لبنان بدمهم، عزّ عزيمتهم، وانظر بعينك الحانية إلى ضحايا الرابع من آب.
اجعل من عدالتك ميزانًا، ومن سيفك نُصرة، كي تستريح الأرواح، وتُضمَّد القلوب، ويعود الوطن، وطنًا.
في الأوّل من آب، أعود إلى المؤسّسة التي آمنّا بها، حين تاهت بوصلات الوطن. بين وحول الميليشيات، وصراعات الأحزاب، وعبث الخارجين عن القانون، كانت المؤسّسة العسكريّة صخرة الأمان ومرفأ الرجاء. وجدت فيها – كما وجد فيها الكثير منّا – ملاذًا من وجع الانقسام، وسندًا في لحظة انهيار.
لي في صفوف الجيش أصدقاءٌ وأقرباء أفتخر بهم وبمناقبيتهم. رجالٌ، لا تعنيهم الطوائف، ولا يأبهون للمذاهب، تعالوا فوق العصبيّات الضيّقة، ولبّوا نداء الوطن دون حساب. أقسموا يمين الشرف، وصدّقوا القسم. هم أهل الأرض، أهل الكرامة، وأهل الوفاء. لا شرف أعظم من أن يهب الإنسان حياته لأمن وطنه وسلام ناسه، مهما اختلفت أديانهم أو انتماءاتهم.
في عيدك يا جيش بلادي، نتمنّى أن تُنصفك الدولة التي لا تقوم إلّا بك، وأن يعرف من في السلطة أنّ لا قيامة لهذا الوطن من دون قوّته الشرعيّة. ثابروا في صبركم، فالليل مهما طال لا بدّ أن ينقشع، ولا بدّ للفجر أن يولد، وإن تأخّر.
ويأتي آب.
وكأنّه لا يكتفي أن يحمل عيد الجيش، حتّى صارت فيه مأساة تُكمل النشيد بصرخة وجع. في الرابع من آب، منذ خمس سنوات، دوّى الانفجار، وانهدّت مدينة، وقُطعت أوصال ناس، وتبعثرت الأحلام.
في الرابع من آب ارتُكبت جريمة، لا يُمكن لأيّ سلطة أن تتهرّب من تبعاتها، ولا لأيّ مسؤول أن يغسل يديه منها.
من يُعيد لضحايا المرفأ أسماءهم وبيوتهم وكرامتهم؟
من يُعيد لأمّهاتهم النوم، ولأولادهم الطفولة؟
من يُقيم ميزان العدالة في وطنٍ تُغيّبه السياسة وتلوّثه المصالح؟
بين الأوّل والرابع من آب خيط دم، خيطُ شهادةٍ لا تعرف الانتماء، وصرخةُ ضحايا لا يعرفون الحقد، بل عرفوا فقط أن يحبّوا هذا الوطن، فدفعوا الثمن.
رجائي أن ينتفض قضاء الأرض قبل أن يُدينه قضاء السماء. وإن خانتنا عدالة البشر، ننتظر عدالة الربّ، التي لا تُهزم.
يا ربّ،
بارك شهداء الجيش الذين سقوا أرض لبنان بدمهم، عزّ عزيمتهم، وانظر بعينك الحانية إلى ضحايا الرابع من آب.
اجعل من عدالتك ميزانًا، ومن سيفك نُصرة، كي تستريح الأرواح، وتُضمَّد القلوب، ويعود الوطن، وطنًا.