نداء الوطن
يدخل لبنان اجتماع "الميكانيزم" المقرر غدًا الجمعة بقدر عالٍ من التحضير السياسي والدبلوماسي، فيما يُنظر إليه على أنه أول اجتماع جدي يمكن أن يرسم الإطار الفعلي لمسار النقاشات المقبلة وطبيعتها، بعدما اتسمت الجلسة السابقة بطابع تمهيدي أو تعارفي أكثر مما هو تفاوضي. وتكثفت الاستعدادات اللبنانية في الساعات الماضية عبر رئيس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم، انطلاقًا من مقاربة مدروسة تقوم على إدارة تفاوضية هادئة ومتدرجة، بعيدًا من منطق حرق المراحل أو وضع كامل الأوراق على الطاولة دفعة واحدة.
وشكّل الاجتماع الذي عُقد أمس بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والسفير كرم محطة أساسية في بلورة آلية التعاطي مع جلسة الغد، حيث جرى التوافق على مقاربة تفاوضية تتيح للبنان هامشًا أوسع للمناورة، وتحافظ على العناصر الإيجابية التي يمتلكها، مع التشديد على ضرورة قراءة مسار النقاش خطوة بخطوة، وربط أي تقدم بتحقيق أهداف واضحة ومحددة. وتقوم هذه المقاربة على مبدأ التدرج، بما يمنع استباق النتائج أو القفز فوق الأولويات الوطنية.
وفق المعطيات المتوفرة، يدخل لبنان الاجتماع حاملًا أربعة أهداف أساسية، مرتبة ضمن سلّم أولويات واضح: أولًا، وقف الأعمال العدائية وعمليات القتل باعتبارها شرطًا إلزاميًا لفتح أي نقاش جدي، ثم معالجة ملف الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم، يليه انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق، تمهيدًا لاستكمال ترسيم الحدود البرية. ويُنظر إلى هذا التدرّج على أنه الإطار العملي الوحيد القادر على تحقيق نتائج قابلة للتنفيذ، بعيدًا من الطروحات الشعاراتية أو غير الواقعية.
وفي موازاة ذلك، يولي الجانب اللبناني اهتمامًا خاصًا لطبيعة الطرح الإسرائيلي المنتظر على طاولة الاجتماع، من حيث مضمونه وسقوفه السياسية والأمنية، إذ يُعتبر أي تقدّم مشروطًا بجدية هذا الطرح واستعداده لملاقاة المطالب اللبنانية، وخصوصًا في ما يتعلق بوقف الاعتداءات المتكررة. وزُوّد السفير كرم بلائحة مفصلة أعدّها الجيش اللبناني، توثق بدقة الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، لا سيما بين الجلسة السابقة وتاريخ الاجتماع المرتقب، تمهيدًا لاستخدامها في حال أُثير النقاش حول هذا الملف.
تفاؤل أميركي بدفع المفاوضات
وتفيد المعطيات الدبلوماسية بأن المناخ الأميركي المحيط بالاجتماع يتسم بإيجابية مشجعة، مع تأكيدات أن واشنطن ستدفع باتجاه حوار جدّي ومثمر، بعيدًا من المراوحة أو الاكتفاء بتبادل المواقف الشكلية، وهو ما يعلّق عليه الجانب اللبناني آمالاً لدفع المفاوضات نحو مسار عملي وفعّال. وفي ردّ على ما تم تداوله في بعض الأوساط، تنفي مصادر مطلعة ما يُشاع عن نية تطعيم الوفد اللبناني بعضوين شيعي وسني، مؤكدة أن الوفد الحالي يتمتع بتفويض وصلاحيات كاملة تمكّنه من إدارة النقاش باسم الدولة اللبنانية، ووفقًا للأطر الرسمية والمؤسسات الدستورية.
لا مبادرة مصرية
وعلى خطّ الحراك الدبلوماسي، علمت "نداء الوطن" أن زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت لا تحمل في طياتها أي مبادرة سياسية مباشرة أو مقترحات حلول، بل تهدف أساسًا إلى الاستماع واستطلاع المواقف. فمدبولي، الذي يصل عشية انعقاد الاجتماع الثاني لـ "الميكانيزم"، سيُجري سلسلة لقاءات يطّلع من خلالها على واقع الأزمة اللبنانية، وينقل الأجواء إلى القيادة المصرية، التي ستُقيّم لاحقًا ما إذا كانت ستتدخل بطرح مبادرة أو تترك الأمور لمسارها الحالي. وتتضمّن الزيارة أيضًا جانبًا اقتصاديًا، حيث يسعى مدبولي إلى تفعيل العلاقات بين لبنان ومصر، خصوصًا في ما يتعلّق بسوق العمل المصري في لبنان، إضافة إلى بحث إمكانية تفعيل الاتفاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.
وشكّل الاجتماع الذي عُقد أمس بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والسفير كرم محطة أساسية في بلورة آلية التعاطي مع جلسة الغد، حيث جرى التوافق على مقاربة تفاوضية تتيح للبنان هامشًا أوسع للمناورة، وتحافظ على العناصر الإيجابية التي يمتلكها، مع التشديد على ضرورة قراءة مسار النقاش خطوة بخطوة، وربط أي تقدم بتحقيق أهداف واضحة ومحددة. وتقوم هذه المقاربة على مبدأ التدرج، بما يمنع استباق النتائج أو القفز فوق الأولويات الوطنية.
وفق المعطيات المتوفرة، يدخل لبنان الاجتماع حاملًا أربعة أهداف أساسية، مرتبة ضمن سلّم أولويات واضح: أولًا، وقف الأعمال العدائية وعمليات القتل باعتبارها شرطًا إلزاميًا لفتح أي نقاش جدي، ثم معالجة ملف الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم، يليه انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق، تمهيدًا لاستكمال ترسيم الحدود البرية. ويُنظر إلى هذا التدرّج على أنه الإطار العملي الوحيد القادر على تحقيق نتائج قابلة للتنفيذ، بعيدًا من الطروحات الشعاراتية أو غير الواقعية.
وفي موازاة ذلك، يولي الجانب اللبناني اهتمامًا خاصًا لطبيعة الطرح الإسرائيلي المنتظر على طاولة الاجتماع، من حيث مضمونه وسقوفه السياسية والأمنية، إذ يُعتبر أي تقدّم مشروطًا بجدية هذا الطرح واستعداده لملاقاة المطالب اللبنانية، وخصوصًا في ما يتعلق بوقف الاعتداءات المتكررة. وزُوّد السفير كرم بلائحة مفصلة أعدّها الجيش اللبناني، توثق بدقة الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، لا سيما بين الجلسة السابقة وتاريخ الاجتماع المرتقب، تمهيدًا لاستخدامها في حال أُثير النقاش حول هذا الملف.
تفاؤل أميركي بدفع المفاوضات
وتفيد المعطيات الدبلوماسية بأن المناخ الأميركي المحيط بالاجتماع يتسم بإيجابية مشجعة، مع تأكيدات أن واشنطن ستدفع باتجاه حوار جدّي ومثمر، بعيدًا من المراوحة أو الاكتفاء بتبادل المواقف الشكلية، وهو ما يعلّق عليه الجانب اللبناني آمالاً لدفع المفاوضات نحو مسار عملي وفعّال. وفي ردّ على ما تم تداوله في بعض الأوساط، تنفي مصادر مطلعة ما يُشاع عن نية تطعيم الوفد اللبناني بعضوين شيعي وسني، مؤكدة أن الوفد الحالي يتمتع بتفويض وصلاحيات كاملة تمكّنه من إدارة النقاش باسم الدولة اللبنانية، ووفقًا للأطر الرسمية والمؤسسات الدستورية.
لا مبادرة مصرية
وعلى خطّ الحراك الدبلوماسي، علمت "نداء الوطن" أن زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت لا تحمل في طياتها أي مبادرة سياسية مباشرة أو مقترحات حلول، بل تهدف أساسًا إلى الاستماع واستطلاع المواقف. فمدبولي، الذي يصل عشية انعقاد الاجتماع الثاني لـ "الميكانيزم"، سيُجري سلسلة لقاءات يطّلع من خلالها على واقع الأزمة اللبنانية، وينقل الأجواء إلى القيادة المصرية، التي ستُقيّم لاحقًا ما إذا كانت ستتدخل بطرح مبادرة أو تترك الأمور لمسارها الحالي. وتتضمّن الزيارة أيضًا جانبًا اقتصاديًا، حيث يسعى مدبولي إلى تفعيل العلاقات بين لبنان ومصر، خصوصًا في ما يتعلّق بسوق العمل المصري في لبنان، إضافة إلى بحث إمكانية تفعيل الاتفاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.