أنتظرك بشوقٍ لا يهدأ، أترقّب مجيئك بلهفة القلب وارتعاشة الرجاء. أنتظر ميلادك في مذود البهائم، في موضعٍ حقيرٍ بنظر العالم، عظيمٍ في قصد السماء. أنتظر ملكًا، ما إن أطلّ حتى انفتحت أبواب السماء الموصدة، واندفعت النعمة إلى الأرض.
أنتظر طفلًا قاد رعاةً فقراء ومجوسًا عظماء إلى السجود، طفلًا هزّ العروش، وأقلق الملوك، ووبّخ الشيوخ، وقهر نفوسًا استعبدتها الشياطين. أنتظر ثورة طفلٍ تنازل عن عليائه ليعيدنا إلى مجد عرشه السماوي.
أنتظرك آتيًا من قلب الظلمة، لتوقد نور الحق في دروبنا المعتمة. أنتظرك لتسحق كبرياء الأرض، وتطفئ شهوات الجسد ونزواته وملذاته.
أنتظر سلامك الذي بشّرت به الملائكة، وتعليمك الذي أنار بصائر المتكبرين وكشف زيف المرائين.
أنتظر كلمتك التي نطقتَ بها من على الجبل، فزرعت فينا شريعة جديدة، دون أن تتنكر للحقيقة التي سبقتها.
أنتظر عجائبك، لتحرير الإنسان من علله النفسية والجسدية. أنتظر اقتحامك هياكل القلوب التي شوّهت الحرية التي وهبتها لها منذ أن أبدعتها يداك.
أنتظرك حاملًا السوط، تجلد رذائل البشر: كبرياءهم، وجشعهم، وشهواتهم، وحسدهم، وشراهتهم، وغضبهم وكسلهم.
أنتظر ثورتك، أيها الطفل المولود، لتطهر النفوس من حب الرئاسة والكلام الفارغ.
مَن سواك، يا طفل المغارة، يعزّي القلوب المنكسرة والأرواح المنسحقة؟
مَن غيرك يقيم الموتى، ويشفي المخلّع، ويفتح عيون العميان، ويطهّر البرص؟
مَن غيرك، أيها المولود قبل الدهور، يتحنّن على الفقير والمريض والجائع والعطشان بلا مقابل؟
ومَن سواك يقترب من المسجون، ويحتضن الخاطئة، ويلمَس نازفة الدم؟
أنت وحدك حوّلت الماء إلى خمر، وأسكنت العاصفة، وسرتَ على صفحة المياه.
أنت وحدك كثّرت الأرغفة والسمك، وأشبعت الآلاف دون مِنّةٍ أو حساب.
أيها الطفل الثائر في صمت المغارة ودهشة المحيطين بالمذود، لم يعرفك إلا الحمار والثور:
«عرف الثور مالكه، والحمار معلف صاحبه، أمّا شعبي فلم يعرف» (إشعيا 1: 3).
في ميلادك تعانقت السماء والأرض، وقدّمنا لك أمًا بتولًا، وحدها صدّقت السر، وحدها أصغت للصوت، وحدها سلّمت مشيئتها لمشيئتك.
فاجعلنا في ثورتك مريميّين، نردد: نحن عبيدٌ لخدمتك.
اجعل قلوبنا مغارة بيت لحم، ونفوسنا بنقاء الرعاة والمجوس، وعقولنا ببرارة يوسف البار.
أنتظرك، يا سيدي، لتشفي النفوس المريضة المثقلة بالخطيئة.
أنتظر دخولك إلى هياكل هذا الزمان، حيث تجّار الكرامة وصيارفة القيم أذلّوا شعبك.
أنتظرك لتطردهم إلى ظلمة ضمائرهم، حيث البكاء وصريف الأسنان.
أنتظرك لتشعل فتيل السلام في عالمٍ أنهكته الحروب، وتطفئ نيران قادةٍ سكروا بالدم والدمار.
أنتظرك لتواجه هيرودس هذا العصر، القاتل بدمٍ بارد، ونيرون المتجدّد في كل زمان ومكان.
أنتظرك، لأن لا أحد سواك يغيث المجربين، ويضمد جراح المتألمين، ويعضد الأيتام والأرامل والمنكسرين.
أنت وحدك، الآتي من مذودٍ حقير، قادر أن تصنع العجائب في عالمٍ يسعى إلى تأليه الآلة ونسيان الإنسان.
نعم يا سيدي، يا طفل مغارة بيت لحم، حرّك ثورتك.
انتفض على الظلم والطغيان والقهر، وعلى مستكبري الأرض وولاةٍ نكّلوا بأولادك وأحبّائك.
«لا تخذلنا إلى الانقضاء لأجل اسمك، ولا تنقض عهدك» (دانيال 3: 34).
نعم يا سيدي، نحن غير مستحقين، ومع ذلك تأنّستَ من أجلنا. فانصب خيمتك بيننا، وظلّلنا بنعمتك.
ثورتك ليست كثوراتنا: ثورتك حب، وولادتك سلام، وتأنّسك تأليه لنا.
ولذلك ننتظرك.
أنتظر طفلًا قاد رعاةً فقراء ومجوسًا عظماء إلى السجود، طفلًا هزّ العروش، وأقلق الملوك، ووبّخ الشيوخ، وقهر نفوسًا استعبدتها الشياطين. أنتظر ثورة طفلٍ تنازل عن عليائه ليعيدنا إلى مجد عرشه السماوي.
أنتظرك آتيًا من قلب الظلمة، لتوقد نور الحق في دروبنا المعتمة. أنتظرك لتسحق كبرياء الأرض، وتطفئ شهوات الجسد ونزواته وملذاته.
أنتظر سلامك الذي بشّرت به الملائكة، وتعليمك الذي أنار بصائر المتكبرين وكشف زيف المرائين.
أنتظر كلمتك التي نطقتَ بها من على الجبل، فزرعت فينا شريعة جديدة، دون أن تتنكر للحقيقة التي سبقتها.
أنتظر عجائبك، لتحرير الإنسان من علله النفسية والجسدية. أنتظر اقتحامك هياكل القلوب التي شوّهت الحرية التي وهبتها لها منذ أن أبدعتها يداك.
أنتظرك حاملًا السوط، تجلد رذائل البشر: كبرياءهم، وجشعهم، وشهواتهم، وحسدهم، وشراهتهم، وغضبهم وكسلهم.
أنتظر ثورتك، أيها الطفل المولود، لتطهر النفوس من حب الرئاسة والكلام الفارغ.
مَن سواك، يا طفل المغارة، يعزّي القلوب المنكسرة والأرواح المنسحقة؟
مَن غيرك يقيم الموتى، ويشفي المخلّع، ويفتح عيون العميان، ويطهّر البرص؟
مَن غيرك، أيها المولود قبل الدهور، يتحنّن على الفقير والمريض والجائع والعطشان بلا مقابل؟
ومَن سواك يقترب من المسجون، ويحتضن الخاطئة، ويلمَس نازفة الدم؟
أنت وحدك حوّلت الماء إلى خمر، وأسكنت العاصفة، وسرتَ على صفحة المياه.
أنت وحدك كثّرت الأرغفة والسمك، وأشبعت الآلاف دون مِنّةٍ أو حساب.
أيها الطفل الثائر في صمت المغارة ودهشة المحيطين بالمذود، لم يعرفك إلا الحمار والثور:
«عرف الثور مالكه، والحمار معلف صاحبه، أمّا شعبي فلم يعرف» (إشعيا 1: 3).
في ميلادك تعانقت السماء والأرض، وقدّمنا لك أمًا بتولًا، وحدها صدّقت السر، وحدها أصغت للصوت، وحدها سلّمت مشيئتها لمشيئتك.
فاجعلنا في ثورتك مريميّين، نردد: نحن عبيدٌ لخدمتك.
اجعل قلوبنا مغارة بيت لحم، ونفوسنا بنقاء الرعاة والمجوس، وعقولنا ببرارة يوسف البار.
أنتظرك، يا سيدي، لتشفي النفوس المريضة المثقلة بالخطيئة.
أنتظر دخولك إلى هياكل هذا الزمان، حيث تجّار الكرامة وصيارفة القيم أذلّوا شعبك.
أنتظرك لتطردهم إلى ظلمة ضمائرهم، حيث البكاء وصريف الأسنان.
أنتظرك لتشعل فتيل السلام في عالمٍ أنهكته الحروب، وتطفئ نيران قادةٍ سكروا بالدم والدمار.
أنتظرك لتواجه هيرودس هذا العصر، القاتل بدمٍ بارد، ونيرون المتجدّد في كل زمان ومكان.
أنتظرك، لأن لا أحد سواك يغيث المجربين، ويضمد جراح المتألمين، ويعضد الأيتام والأرامل والمنكسرين.
أنت وحدك، الآتي من مذودٍ حقير، قادر أن تصنع العجائب في عالمٍ يسعى إلى تأليه الآلة ونسيان الإنسان.
نعم يا سيدي، يا طفل مغارة بيت لحم، حرّك ثورتك.
انتفض على الظلم والطغيان والقهر، وعلى مستكبري الأرض وولاةٍ نكّلوا بأولادك وأحبّائك.
«لا تخذلنا إلى الانقضاء لأجل اسمك، ولا تنقض عهدك» (دانيال 3: 34).
نعم يا سيدي، نحن غير مستحقين، ومع ذلك تأنّستَ من أجلنا. فانصب خيمتك بيننا، وظلّلنا بنعمتك.
ثورتك ليست كثوراتنا: ثورتك حب، وولادتك سلام، وتأنّسك تأليه لنا.
ولذلك ننتظرك.