إذا كنتم من هؤلاء الذين يستدينون ويختفون، أو ممّن يتأخرون أشهرا في الدفع، ففي هذه السطور تنبيه إليكم، أنتم تحديدا، لأن سمعتكم قد تصبح على كلّ شفة ولسان.
إذ يبدو أن بعض اللبنانيين ممن ذاقوا الامرّين من زبائنهم وديّنوهم فلم يعودوا يجدون لهم أثرا، ابتكروا وسيلة جديدة تساعد في إعادة اموالهم إليهم بأسرع طريقة ومن دون معاناة أو مخابرات هاتفية.
ففي الصورة المرفقة، سيارة تجوب الشوارع ليلا نهارا، ناشرة، من دون مذياع، قصّة صاحبها الذي يعاني من جراء التديين. فقد كتب هذا الرجل على سيّارته أنّ صاحب فرع لمحلات شهيرة مديون له بملبغ 4800$ بدل "تبليط الفيلّة". وهذه العبارة لوحدها كفيلة بإعادة امواله اليه وبسرعة منعاً "للفضيحة".
معاناة مشابهة، دفعت رجلاً يملك محلا للبقالة في إحدى القرى البترونيّة إلى اعتماد وسيلة تريح باله. إذ أنّ معظم أهالي قريته كانوا يبتاعون حاجياتهم من محلّه إنما بالدين ولا يدفعون إلا بعد مرور أشهر أو بعد مطالبته لهم مرّات كثيرة، ما دفعه في أحد الأيام إلى وضع لافتة كبيرة على واجهة المحلّ، مكتوب عليها وبالخطّ الكبير، أسماء المستدينين كاملة وبقربها المبالغ الواجب عليهم دفعها. فتجد الآتي: "بو طوني 25000 ل.ل.، توفيق ... 16750 ل.ل. ، المختار ... 4500 ل.ل.". ومنذ ذلك الحين، لم تعد الاستدانة رائجة في تلك البلدة، فلا أحد يرغب بقراءة اسمه عند واجهة المحلّ.
هاتان القصّتان أعادتا إلى ذهني رواية قصّها مرّة أحد السياسيّين اللبنانيّين، حينما روى أنّ والده كان يملك محلاً لبيع الفول في مقابل محلٍّ للصيرفة، فأتاه مرّة شابٌ ليبتاع فولاً إنما بالدين، فسأله الرّجل "محلّ الصيرفة ببيع فول؟"، فأجابه الشاب مستغرباً "أكيد لأ"، فتابع الرجل "فإذا، كيف بدّك ياني ديّنك؟".
فقد تكون هذه الطريقة فعالة أيضاً... ومن دون أضرار و"جرصة".