سيمون أبو فاضل
الديار
لم يخلص الاجتماع الأخير بين الحزب التقدمي الاشتراكي وبين القوات اللبنانية الى تفاهم انتخابي بحيث لا يزال النائب وليد جنبلاط متمسكا بترشيح المحامي ناجي البستاني فيما الدكتور سمير جعجع يرفض ضمه الى لائحة الاشتراكي - القوات برئاسة تيمور جنبلاط.
فبعد أكثر من أربعة اجتماعات عقدها بالجملة أو بالمفرق عضوا اللقاء الديمقراطي النائبان نعمة طعمة وأكرم شهيب مع رئيس حزب القوات اللبنانية ووصلت الى طريق مسدود بدا أن جعجع يصر على سحب بستاني لتصنيفه له مؤيدا لفريق الثامن من آذار وكانت له علاقات مع القيادة السورية، فيما يستغرب النائب جنبلاط هذا الكلام ويعلق لسائليه حول موقف القوات من بستاني بقوله «أليس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حليفا للرئيس السوري بشار الأسد، وأليسوا هم من رشحوا وانتخبوا ميشال عون لرئاسة الجمهورية وهو حليف السوريين، وللأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «فإن ما تقدم عليه القوات من اتهام ليس في مكانه حسب أوساط جنبلاط، لأن البستاني له حيثية شعبية في المنطقة عدا أن مناصري القوات اللبنانية في الشوف صوتوا لمصلحته في الانتخابات السابقة، أي أن ثمة تعاوناً انتخابياً سابقاً كان قائما مع البستاني في ظل الوصاية السورية فكيف اليوم نتهم هذا المرشح لكونه محاميا لوزارة الدفاع أو لصلته السابقة بالقيادة السورية في وقت كانت كل البلاد تتواصل مع السوريين والقوات تعلم ذلك.
وينطلق جنبلاط من رغبته بترشيح بستاني بأن للرجل حضورا مسيحيا في المنطقة ومن شأن ذلك أن يعزز الوجود المسيحي في حال اختيارهم نائبهم لمتابعة شؤونهم ، لا سيما أن بعضهم لا يزال يعيش المرحلة السابقة ولا يتوجه نحو المختارة، ولذلك فإن اختيار البستاني يأتي في اطار تكملة المصالحة في كل الاتجاهات بعد أن كانت حصلت مع أفرقاء النزاع في الجبل يومذاك برعاية الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وجمعت الاشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب والأحرار وفريق لقاء قرنة شهوان يومذاك
ولذلك كان يأمل جنبلاط أن تتعالى القوات اللبنانية حسب الأوساط الاشتراكية عن هذا الموقف وألا يستكمل جعجع معركته ومحاولة الغائه لقوى سياسية حزبية او تصفية حساباته مع الآخرين اسوة بما هو الامر مع جان عبيد وفارس سعيد... سيما ان منطقة الجبل حساسة اجتماعيا ولها خصوصيتها، عدا انه من غير المقبول ان يتراجع الزعيم الدرزي عن قرار له صلة بتعزيز التعايش المسيحي -الدرزي. واستغربت الاوساط هذه الحدية مع البستاني الذي يصنف من بين الذين تعاطفوا مع جعجع ابان اعتقاله واهتم واحتضن الكثير من محازبي القوات ابان مرحلة الاضطهادات لها، في وقت ينسج جعجع علاقات مع قوى أخرى ويتواصل مع غير جهات على علاقة بالقيادة السورية أسوة بتيار المردة الذي اظهر القوات عبر عدة مواقف احتمال التحالف الانتخابي معه، فيما النائب سليمان فرنجية لم يتنكر يوما لصداقته بالرئيس الأسد وتأييده حزب الله.
وتبرر القوات اللبنانية رفضها البستاني حسب أوساط رفيعة فيها، بعدم قبولها أن تشرع حضوراً قوياً لمرشح من قوى الثامن من آذار له حيثية في منطقة الجبل، ولذلك يتمسك جعجع بضرورة سحب جنبلاط له ، مشيرة الى ان انتخاب القوات للأخير في الدورات السابقة جاء لأنه كان مرشحا مقابلا للنائب جنبلاط في الجبل أي أن المعادلة يومذاك فرضت ذلك وليس من باب التأييد السياسي له.
ومن شأن توقف الاتصالات واستحالة التفاهم بين الاشتراكي والقوات اللبنانية أن تتجه معراب نحو خيارات أخرى كأن تتحالف مع التيار الوطني الحر أم مع رئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان وحده دون حليفه الاورثوذكسي مروان أبو فاضل حسب أوساطها نظرا لوجود مرشحها الأورثوذكسي عن دائرة عاليه أنيس نصار.
الا أن الحزب الديموقراطي اللبناني يستبعد إمكانية التحالف مع معراب لاعتبارين أولهما التباين السياسي بين الفريقين اضافة الى اصرار ارسلان على حليفه أبو فاضل أسوة بتمسك جعجع برفض البستاني، أي ان الأمور لا تتجه الى التحالف وفق الحسابات المتضاربة بين الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية التي ترفض أي تحالف جديد مع التيار الوطني الحر اذا ما تحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي.
ومن جانب التيار الوطني الحر فإن احتمال التحالف مع النائب طلال ارسلان لا يبدو مستبعدا نظرا لوجود نواة لائحة لديها تتمثل بوزير البيئة طارق الخطيب والوزير السابق ماريو عون والمرشح غسان عطالله وسيزار أبي خليل عن دائرة عاليه بما يمكن للتيار أن يتكامل مع الوزير طلال ارسلان وأبو فاضل حيث بدا واضحا في حفل رفع الستارة عن نصب الأمير مجيد ارسلان حضور رئيس الجمهورية شخصيا وكذلك مشاركة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في مؤشر على أن التيار وهذا الحزب في محور واحد.
وفي ظل هذا الواقع يبقى التحالف بين تيار المستقبل والاشتراكي قائما دون وضع اللمسات الأخيرة مشهده النهائي اذا ما كان سيضم قوى أخرى أو سيبقى بين الجانبين سيما ان معوقات لها صلة بالمواقف السياسية والحسابات تؤدي الى فشل نسج التحالفات الواسعة.
وفي موازاة هذا المشهد الضبابي ،لم تتضح بعد مسودة التحالفات، لكل من حزبي الكتائب اللبنانية والاحرار، رئيس حزب التوحيد العربي، الوزير الاسبق وئام وهاب، الحزب الشيوعي، الحزب القومي، فيما يرفض تحالف الحراك المدني الذي يضم في صفوفه المرشحة عن مقعد الشوف الماروني الإعلامية غادة عيد التحالف مع القوى الحزبية.