الكلّ يبحث عن أي عمل يدرّ عليه المال الإضافي، كي يتمكن من إعالة عائلته وتأمين الحاجات الاساسية. والبعض يذهب إلى أبعد من ذلك... فينهون عملهم في مكان معيّن ويتنقلون بعدها بين المنازل في سعر لجني أرباح إضافية. مثل مصفف الشعر مثلا، الذي يذهب شخصيا إلى منزل السيدة، أو الذين يعطون دروسا خصوصية للأولاد بعد الظهر.

إلا أن عملا جديدا يبدو انه انضمّ إلى ما تقدّم، وهو "الحلاق"، ونعني به من يهتمّ بقص شعر الرجل ولحيته، إذ بات هناك حلاقون متجوّلون... على الاقل يمكن القول إن واحدا خطا خطوة في هذا المجال، حيث قام بنشر إعلان للتسويق لنفسه، عبر إلصاق رقمه على الجدران في الشوارع، مرفقا بتفاصيل عن الخدمات التي يقدّمها، فكتب: "حلاق متجوّل في البيوت والورش" مرفقا بالطبع رقم هاتفه حتى يتسنى للزبائن الاتصال به.

وهكذا بات بإمكان الرجل الذي لا يملك الوقت للذهاب إلى "الحلاق" بسبب مشاغله وضيق الوقت، أو الذي هو في حاجة إلى الاعتناء بنفسه للتوجه إلى موعد ما أو  اجتماع عمل بعد انتهاء الدوام مباشرة، الاتصال به فيتوجه فورا إلى حيث هو موجود.

يقولون إن الحاجة هي أم الاختراع، وفي هذه الحالة سيكون بالتأكيد هذا "الاختراع" من مصلحة كثيرين من اللبنانيين، ومن يعرف... قد يصبح الحلاق المتجوّل مهنة يتسابق عليها كثيرون في ما بعد، إلى حدّ المنافسة، علماً أنّها كانت سائدة في لبنان، ولكن منذ عقود.