في أوج الحديث عن أزمة اقتصاديّة يمرّ فيها لبنان، من تفاقم البطالة والفقر عطفاً على تجميد القروض السكنيّة المدعومة من المصارف، كانت المطاعم والمنتجعات السياحيّة تمتلئ يوماً بعد آخر خلال فصل الصيف باللبنانيّين من مختلف الفئات الاجتماعيّة في صورة تنقل وضعاً سياحيّاً واقتصاديّاً مُخالفاً لواقع سيّء...
فما تفسير هذا التناقض؟
البروفسور جاسم عجاقة ينطلق من تعريف المنظمات العالميّة للسائح كـ"شخص يتحرّك جغرافياً أكثر من 2 الى 3 كيلومتر ويصرف المال بهدف تحقيق الرفاهية الخاصة به عبر السباحة والطعام والمشروب"، مُشيراً إلى أنّ "السياحة الخارجيّة تشكّل 25% من الناتج المحلّي الاجمالي و25% من اليد العاملة فيها".
وأضاف: "السيّاح بمعظمهم لبنانيين مغتربين ولا يصرفون الكثير من المال في لبنان بعكس الأجانب الذين يشترون بكثرة".
وإذا لفت إلى أنّ "عدد اللبنانيين كبير بينما المصروف قليل"، رأى على الصعيد الداخلي أنّ "المواطن اللبناني لديه استهلاكات تقضي بالذهاب الى المطاعم بشكل دائم إلى حدّ بات المطعم يشكّل مصدر استهلاك لنسبة معيّنة وغير قليلة من مدخول المواطن".
وقال عجاقة: "أكثر الاستهلاكات في المطاعم هي النرجيلة والمشروبات وبنسبة أقلّ الطعام، فنرى المنتجعات الشعبيّة هي الأكثر اكتظاظاً مقارنةً بسواها"، مُضيفاً: "هذا الأمر يجعل الكثير من المطاعم تستخدم سياسة التقشّف ما يدلّ على أنّ المدخول يتراجع شيئاً فشيئاً".
وأكّد مستنتجاً أنّ "هناك تناقضاً بين الأزمة الاقتصاديّة والعادة الاستهلاكيّة للبنانيّين".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك