هل تجلس أكثر من 6 ساعات يوميًّا؟ أنت بخطر

هل تجلس أكثر من 6 ساعات يوميًّا؟ أنت بخطر

يقضي ملايين الأشخاص حول العالم ساعات طويلة يوميا في أوضاع جلوس طويلة الأمد، سواء في العمل أو أمام الشاشات الإلكترونية.ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في الحياة اليومية، بدأ الباحثون في دراسة تأثير أنماط الحياة الخاملة على صحة الإنسان، خصوصا في ما يتعلق بآلام الجهاز العضلي الهيكلي.وعرّف الباحثون السلوك الخامل بأنه الجلوس لفترات طويلة خلال النهار مع القليل من الحركة، وهو يشمل أنشطة مثل العمل المكتبي ومشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الذكية.بهذا الصدد، أظهرت مراجعة منهجية أجراها فريق من الباحثين الصينيين، أن أنماط الحياة الحديثة، بما في ذلك العمل عن بُعد وقضاء وقت طويل أمام الشاشات، ساهمت في ارتفاع معدلات الإصابة بآلام الرقبة عاما بعد عام.وحلل الفريق بيانات من 25 دراسة شملت أكثر من 43 ألف شخص من 13 دولة، ووجد أن أكثر الأنشطة ارتباطا بآلام الرقبة كان استخدام الهواتف المحمولة، إذ زاد الخطر بنسبة 82%. وفي المقابل، كان استخدام الكمبيوتر مرتبطا بخطر أقل (23%)، بينما لم تشكّل مشاهدة التلفاز خطرا كبيرا.ووفقا للدراسة، فإن نمط الحياة الخامل يؤدي إلى آثار صحية سلبية، من بينها انخفاض تدفق الدم إلى الرقبة وضعف في قوة العضلات وخلل في حركة المفاصل وزيادة الضغط على الأقراص الفقرية. وتزداد حدة هذه الآثار عند اتخاذ أوضاع جلوس خاطئة كإمالة الرأس وانحناء الكتفين.وبيّنت النتائج أن الأشخاص الذين يجلسون لأكثر من 6 ساعات يوميا يواجهون خطر الإصابة بآلام الرقبة بنسبة 88% أكثر من غيرهم.ويعد ألم الرقبة من أكثر مشكلات الجهاز العضلي الهيكلي شيوعا عالميا، إذ يصيب نحو 70% من السكان مرة واحدة على الأقل في حياتهم، فيما تتجاوز تكلفة علاجه سنويا 87 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها.وأكد الباحثون أن تقليل هذا الخطر يتطلب استهداف الفئات الأكثر عرضة له، خصوصا النساء، من خلال حملات وقائية تشجع على النشاط البدني وتقلّل من السلوك الخامل.

4/29/2025 4:16:42 PM

فراغ يغزو عقلك فجأة ويمنعك من التفكير؟ إليك السّبب

يفقد الإنسان فجأة القدرة على التفكير أو استحضار أي أفكار، وكأن عقله توقف عن العمل للحظات، وهي ظاهرة يصفها العلماء بـ"الذهول الذهني" (Mind Blanking).وأصبح الذهول الذهني محط اهتمام الباحثين في علوم الأعصاب والوعي، حيث أثبتت الدراسات أنه ظاهرة حقيقية في الدماغ وليست مجرد شعور عابر. فبينما كان يعتقد سابقا أنه مجرد شكل من أشكال شرود الذهن، تؤكد الدراسات الآن أنه ظاهرة مستقلة بخصائصها الفريدة.وخلال لحظات الذهول الذهني، لا يعاني الشخص فقط من صعوبة في التركيز، بل يصل الأمر إلى انقطاع تام في تدفق الأفكار، مصحوبا بشعور واضح بالنعاس والتراخي.وما يجعل هذه الظاهرة مثيرة للاهتمام هو تنوع تجلياتها بين الأفراد، حيث يعاني الناس من الذهول الذهني لفترات تتراوح بين 5% إلى 20% من وقتهم في المتوسط.كما تختلف التجربة الذاتية لهذه الحالة من شخص لآخر، حيث يصفها البعض كلحظات فراغ ذهني كامل، بينما يختبرها آخرون على أنها مجرد صعوبة مؤقتة في استحضار الأفكار.وقام فريق بحثي من بلجيكا وفرنسا وأستراليا بمراجعة شاملة للدراسات السابقة حول هذه الظاهرة، وخلصوا إلى أن "الذهول الذهني" يجب أن يصنف كحالة وعي مستقلة، تشبه - ولكنها تختلف عن - حالات أخرى مثل شرود الذهن.وتكشف دراسات تصوير الدماغ أن هذه الظاهرة ترتبط بتغيرات واضحة في النشاط العصبي. فقبل لحظات من حدوث الذهول الذهني، تظهر أنماط مميزة من النشاط في مناطق الدماغ الأمامية والزمنية.عند حدوث هذا الذهول ينخفض معدل ضربات القلب ويتقلص بؤبؤ العين، كما تظهر موجات دماغية تشبه تلك المسجلة أثناء النوم، ما دفع بعض العلماء لوصف هذه الحالة بـ"النوم الموضعي" الذي يصيب أجزاء من الدماغ بينما يبقى الشخص في حالة يقظة ظاهرية.لكن المفارقة تكمن في أن الذهول الذهني قد ينتج أيضا عن فرط النشاط في بعض مناطق الدماغ الخلفية، حيث يؤدي الإفراط في التفكير إلى شلل موقت في الوظائف الإدراكية. وهذه المفارقة تدفعنا للتساؤل: هل الذهول الذهني هو نتيجة لخمول الدماغ أم لنشاطه الزائد؟يوضح الباحثون أن للذهول الذهني آثار سريرية مهمة، حيث يرتبط بعدد من الاضطرابات النفسية والعصبية. فالأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) يعانون منه بشكل متكرر أكثر من غيرهم. كما أنه مدرج في الدليل التشخيصي للإضرابات النفسية كأحد عوارض اضطراب القلق العام، ويرتبط أيضا بحالات مثل السكتات الدماغية وإصابات الرأس.وفي محاولة لفهم هذه الظاهرة المعقدة، يقترح الباحثون إطارا تفسيريا جديدا يعتبر الذهول الذهني نتاجا لتقلبات في مستويات اليقظة الفسيولوجية. فحسب هذه النظرية، عندما ينحرف مستوى التنبيه في الدماغ عن المعدل الطبيعي - سواء بالارتفاع أو الانخفاض - يصبح العقل أكثر عرضة لهذه النوبات من الصمت الذهني.ويشير الباحثون إلى أنه لا يعرف حتى الآن المدة النموذجية لنوبات الذهول الذهني، أو ما إذا كانت هناك أنواع مختلفة منه.وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تتحدى الفكرة التقليدية عن الوعي البشري كتيار مستمر من الأفكار، وقد تكون مفتاحا جديدا لفهم أعمق للطبيعة البشرية وآليات عمل العقل.

4/27/2025 12:23:10 PM

لماذا يتغيّر مزاجك عندما تُصاب بنزلة البرد؟

كشفت دراستان حديثتان عن وجود رابط خفي بين الجهاز المناعي والدماغ يفسّر كيف يمكن للالتهابات في الجسم أن تؤثّر بشكل مباشر على الحالة المزاجية والسلوك الاجتماعي للإنسان.أجريت الدراستان من قبل جامعتي هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وقد تمهد النتائج التي توصل إليها الخبراء الطريق لعلاجات ثورية لاضطرابات القلق والتوحد تعتمد على تعديل الاستجابة المناعية بدلاً من استهداف الدماغ مباشرة. وهو ما قد يكون أكثر أماناً وفعالية من الأدوية النفسية التقليدية.ولاحظ الأطباء منذ زمن طويل أن البعض يعانون من تقلبات مزاجية بعد الإصابة بالعدوى (مثل نزلة البرد) أو عند تفاقم أمراض المناعة الذاتية. والآن، توصل الباحثون من جامعتي هارفارد وماساتشوستس إلى تفسير علمي لهذه الظاهرة الغريبة.اكتشف الفريق أن موادا كيميائية تسمى "سيتوكينات" - تنتجها خلايا المناعة أثناء الالتهابات - تستطيع التأثير مباشرة على خلايا معينة في الدماغ. وهذه المواد التي كنا نعتقد أنها تعمل فقط خارج الدماغ، تبين أنها تلعب دورا في تنظيم المزاج والسلوك الاجتماعي.ويشير الباحثون إلى أن الأمر الأكثر إثارة في هذا الاكتشاف هو تحديد الآلية الدقيقة التي تتحكم بها هذه الجزيئات المناعية في مناطق الدماغ المسؤولة عن المشاعر والسلوك. ففي اللوزة الدماغية - مركز الخوف والقلق في الدماغ - وجد الفريقان أن بعض السيتوكينات مثل IL-17A وIL-17C تعمل على زيادة النشاط العصبي، ما يؤدي إلى ظهور سلوكيات تشبه القلق لدى فئران التجارب. وفي المقابل، أظهر سيتوكين آخر هو IL-10 تأثيرا معاكسا مهدئا للأعصاب.ولكن المفاجأة الحقيقية جاءت عندما اكتشف الفريق البحثي أن بعض هذه الجزيئات المناعية - وعلى رأسها IL-17E - تنتجها الخلايا العصبية نفسها داخل الدماغ، ما يضعها في مصاف الناقلات العصبية التقليدية مثل السيروتونين والدوبامين. وهذا الاكتشاف يفتح بابا جديدا لفهم أكثر عمقا لكيفية تأثير الحمى والالتهابات على تحسين بعض عوارض التوحد لدى الأطفال، وهي ظاهرة كانت محل دراسة سابقة لنفس الفريق البحثي.من الناحية العلاجية، تمثّل هذه النتائج نقلة نوعية في التعامل مع الاضطرابات النفسية. فبدلا من محاولة تعديل كيمياء الدماغ مباشرة عبر الأدوية النفسية التقليدية التي تواجه صعوبة في عبور الحاجز الدموي الدماغي، يمكن الآن استكشاف علاجات تعمل على تعديل الاستجابة المناعية في الجسم ككل، لتؤثر تلقائيا على الحالة النفسية من خلال هذه القنوات الطبيعية للتواصل بين الجهازين المناعي والعصبي.

4/27/2025 9:41:33 AM

إليكم مخاطر الإفراط في استهلاك الكافيين

يستهلك الملايين حول العالم الكافيين بشكل يومي في فنجان القهوة أو الشاي أو مشروبات الطاقة، وحتى في بعض المكملات الغذائية.وتعمل هذه المادة الطبيعية كمنبه طبيعي للجهاز العصبي المركزي، حيث تمنحنا دفعة من النشاط واليقظة وتحارب شعور النعاس المزعج، لكن تأثيرات الكافيين لا تقتصر على مجرد إبقائنا مستيقظين، بل تمتد إلى تحسين التركيز وزيادة الانتباه، ما يجعله المفضل لدى الكثيرين لبدء يومهم أو تجاوز فترات الكسل.ومع ذلك، فإن هذه المادة التي تبدو بسيطة تخفي في تركيبها الكيميائي تأثيرات معقدة تختلف من شخص لآخر. فبينما قد يشعر البعض بالنشاط بعد فنجان واحد من القهوة، يحتاج آخرون إلى عدة أكواب للحصول على نفس التأثير. كما أن طريقة تفاعل أجسامنا مع الكافيين تتغير مع العمر والحالة الصحية والعوامل الوراثية.وتُشير الأبحاث العلمية إلى أن الكافيين يخفي مخاطر جسيمة عند سوء استخدامه. ففي الجرعات المعتدلة (حتى 400 ملغ يوميا للبالغين)، يحسّن الكافيين اليقظة والأداء المعرفي، لكن تجاوز هذه الكمية قد تؤدي إلى آثار جانبية مزعجة مثل الأرق والعصبية واضطرابات المعدة.وتكمن المشكلة الحقيقية في مصادر الكافيين المركزة، وخصوصاً المكملات الغذائية ومسحوق الكافيين النقي. فقد تكون جرعة لا تزيد عن ملعقة صغيرة من المسحوق النقي قاتلة، لأنها تعادل نحو 20 كوباً من القهوة. وهذا الخطر دفع السلطات الصحية في العديد من الدول إلى التحذير من هذه المنتجات وتنظيم بيعها.وبالنسبة للأطفال، تختلف المعايير تماما. فجسم الطفل الصغير لا يتحمل نفس كمية الكافيين التي يتعامل معها البالغون.وتقدّر الجرعة الآمنة للأطفال بنحو 3 ملغ من الكافيين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا. ما يعني أن طفلا يزن 30 كغ لا يجب أن يستهلك أكثر من 90 ملغ من الكافيين يوميا، أي ما يعادل كوبا واحدا من القهوة تقريبا.

4/26/2025 11:47:43 PM

طرق بسيطة لترطيب العين

عدّد الطبيب الروسي إيغور مالياتسينسكي بعض الطرق البسيطة التي تساعد في ترطيب العين من دون استعمال القطرات الطبية.وفي لقاء مع صحيفة Gazeta.Ru، قال الطبيب: توجد طرق بسيطة للحفاظ على رطوبة العين من دون أن نستعمل القطرات المرطبة.الطريقة الأولى: هي الرمش المتكرر، إذ يساعد الرمش على توزيع الدموع على سطح العين ويحسّن ترطيبها. ويمكن الحفاظ على رطوبة العين وصحتها أيضا من خلال إجراء تمارين بسيطة، انظر إلى شيء بعيد (بعده 6 أمتار تقريبا) لمدة 20 ثانية، ثم وجّه نظرك إلى شيء أقرب، سيساعد هذا على استرخاء عضلات الوجه والعينين وترطيب العينين قليلا. حرك عينيك برفق ثم الرمش بضع مرات للاسترخاء.ثانيا: استخدام الكمادات الدافئة يحافظ على رطوبة العين أيضا. بلِّل قطعة قماش أو منشفة نظيفة بالماء الدافئ وأغمض عينيك وضعها فوق العينين لبضع دقائق، سيساعد هذا الأمر على استرخاء عضلات العين والوجه وقد يعزز إنتاج الدموع.ويمكن أيضا استخدام الماء الدافئ والنظيف لغسل العينين وإزالة أي مهيجات تؤدي إلى جفاف العين. وفي حال التواجد في المنزل أو في مكان العمل، يمكن استعمال أجهزة التبخير التي ترطب الهواء في المكان وتحمينا من جفاف العين.وينصح الطبيب، الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة خلف الشاشات بأخذ قسط من الراحة كل ساعة تقريبا، وإغلاق العينين لبضع دقائق لحمايتهما من الإرهاق والجفاف. كما ينصح الذين يعانون من جفاف العينين بشكل متكرر بمراجعة الطبيب المختص لتحديد أسباب المشكلة ومعالجتها.

4/25/2025 9:21:26 AM

{{ article.title }}

{{safeHTML(article.Text)}}

{{article.publishDate}}

Article Image

المزيد

هل تجلس أكثر من 6 ساعات يوميًّا؟ أنت بخطر

يقضي ملايين الأشخاص حول العالم ساعات طويلة يوميا في أوضاع جلوس طويلة الأمد، سواء في العمل أو أمام الشاشات الإلكترونية.ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في الحياة اليومية، بدأ الباحثون في دراسة تأثير أنماط الحياة الخاملة على صحة الإنسان، خصوصا في ما يتعلق بآلام الجهاز العضلي الهيكلي.وعرّف الباحثون السلوك الخامل بأنه الجلوس لفترات طويلة خلال النهار مع القليل من الحركة، وهو يشمل أنشطة مثل العمل المكتبي ومشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الذكية.بهذا الصدد، أظهرت مراجعة منهجية أجراها فريق من الباحثين الصينيين، أن أنماط الحياة الحديثة، بما في ذلك العمل عن بُعد وقضاء وقت طويل أمام الشاشات، ساهمت في ارتفاع معدلات الإصابة بآلام الرقبة عاما بعد عام.وحلل الفريق بيانات من 25 دراسة شملت أكثر من 43 ألف شخص من 13 دولة، ووجد أن أكثر الأنشطة ارتباطا بآلام الرقبة كان استخدام الهواتف المحمولة، إذ زاد الخطر بنسبة 82%. وفي المقابل، كان استخدام الكمبيوتر مرتبطا بخطر أقل (23%)، بينما لم تشكّل مشاهدة التلفاز خطرا كبيرا.ووفقا للدراسة، فإن نمط الحياة الخامل يؤدي إلى آثار صحية سلبية، من بينها انخفاض تدفق الدم إلى الرقبة وضعف في قوة العضلات وخلل في حركة المفاصل وزيادة الضغط على الأقراص الفقرية. وتزداد حدة هذه الآثار عند اتخاذ أوضاع جلوس خاطئة كإمالة الرأس وانحناء الكتفين.وبيّنت النتائج أن الأشخاص الذين يجلسون لأكثر من 6 ساعات يوميا يواجهون خطر الإصابة بآلام الرقبة بنسبة 88% أكثر من غيرهم.ويعد ألم الرقبة من أكثر مشكلات الجهاز العضلي الهيكلي شيوعا عالميا، إذ يصيب نحو 70% من السكان مرة واحدة على الأقل في حياتهم، فيما تتجاوز تكلفة علاجه سنويا 87 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها.وأكد الباحثون أن تقليل هذا الخطر يتطلب استهداف الفئات الأكثر عرضة له، خصوصا النساء، من خلال حملات وقائية تشجع على النشاط البدني وتقلّل من السلوك الخامل.

4/29/2025 4:16:42 PM

فراغ يغزو عقلك فجأة ويمنعك من التفكير؟ إليك السّبب

يفقد الإنسان فجأة القدرة على التفكير أو استحضار أي أفكار، وكأن عقله توقف عن العمل للحظات، وهي ظاهرة يصفها العلماء بـ"الذهول الذهني" (Mind Blanking).وأصبح الذهول الذهني محط اهتمام الباحثين في علوم الأعصاب والوعي، حيث أثبتت الدراسات أنه ظاهرة حقيقية في الدماغ وليست مجرد شعور عابر. فبينما كان يعتقد سابقا أنه مجرد شكل من أشكال شرود الذهن، تؤكد الدراسات الآن أنه ظاهرة مستقلة بخصائصها الفريدة.وخلال لحظات الذهول الذهني، لا يعاني الشخص فقط من صعوبة في التركيز، بل يصل الأمر إلى انقطاع تام في تدفق الأفكار، مصحوبا بشعور واضح بالنعاس والتراخي.وما يجعل هذه الظاهرة مثيرة للاهتمام هو تنوع تجلياتها بين الأفراد، حيث يعاني الناس من الذهول الذهني لفترات تتراوح بين 5% إلى 20% من وقتهم في المتوسط.كما تختلف التجربة الذاتية لهذه الحالة من شخص لآخر، حيث يصفها البعض كلحظات فراغ ذهني كامل، بينما يختبرها آخرون على أنها مجرد صعوبة مؤقتة في استحضار الأفكار.وقام فريق بحثي من بلجيكا وفرنسا وأستراليا بمراجعة شاملة للدراسات السابقة حول هذه الظاهرة، وخلصوا إلى أن "الذهول الذهني" يجب أن يصنف كحالة وعي مستقلة، تشبه - ولكنها تختلف عن - حالات أخرى مثل شرود الذهن.وتكشف دراسات تصوير الدماغ أن هذه الظاهرة ترتبط بتغيرات واضحة في النشاط العصبي. فقبل لحظات من حدوث الذهول الذهني، تظهر أنماط مميزة من النشاط في مناطق الدماغ الأمامية والزمنية.عند حدوث هذا الذهول ينخفض معدل ضربات القلب ويتقلص بؤبؤ العين، كما تظهر موجات دماغية تشبه تلك المسجلة أثناء النوم، ما دفع بعض العلماء لوصف هذه الحالة بـ"النوم الموضعي" الذي يصيب أجزاء من الدماغ بينما يبقى الشخص في حالة يقظة ظاهرية.لكن المفارقة تكمن في أن الذهول الذهني قد ينتج أيضا عن فرط النشاط في بعض مناطق الدماغ الخلفية، حيث يؤدي الإفراط في التفكير إلى شلل موقت في الوظائف الإدراكية. وهذه المفارقة تدفعنا للتساؤل: هل الذهول الذهني هو نتيجة لخمول الدماغ أم لنشاطه الزائد؟يوضح الباحثون أن للذهول الذهني آثار سريرية مهمة، حيث يرتبط بعدد من الاضطرابات النفسية والعصبية. فالأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) يعانون منه بشكل متكرر أكثر من غيرهم. كما أنه مدرج في الدليل التشخيصي للإضرابات النفسية كأحد عوارض اضطراب القلق العام، ويرتبط أيضا بحالات مثل السكتات الدماغية وإصابات الرأس.وفي محاولة لفهم هذه الظاهرة المعقدة، يقترح الباحثون إطارا تفسيريا جديدا يعتبر الذهول الذهني نتاجا لتقلبات في مستويات اليقظة الفسيولوجية. فحسب هذه النظرية، عندما ينحرف مستوى التنبيه في الدماغ عن المعدل الطبيعي - سواء بالارتفاع أو الانخفاض - يصبح العقل أكثر عرضة لهذه النوبات من الصمت الذهني.ويشير الباحثون إلى أنه لا يعرف حتى الآن المدة النموذجية لنوبات الذهول الذهني، أو ما إذا كانت هناك أنواع مختلفة منه.وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تتحدى الفكرة التقليدية عن الوعي البشري كتيار مستمر من الأفكار، وقد تكون مفتاحا جديدا لفهم أعمق للطبيعة البشرية وآليات عمل العقل.

4/27/2025 12:23:10 PM

لماذا يتغيّر مزاجك عندما تُصاب بنزلة البرد؟

كشفت دراستان حديثتان عن وجود رابط خفي بين الجهاز المناعي والدماغ يفسّر كيف يمكن للالتهابات في الجسم أن تؤثّر بشكل مباشر على الحالة المزاجية والسلوك الاجتماعي للإنسان.أجريت الدراستان من قبل جامعتي هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وقد تمهد النتائج التي توصل إليها الخبراء الطريق لعلاجات ثورية لاضطرابات القلق والتوحد تعتمد على تعديل الاستجابة المناعية بدلاً من استهداف الدماغ مباشرة. وهو ما قد يكون أكثر أماناً وفعالية من الأدوية النفسية التقليدية.ولاحظ الأطباء منذ زمن طويل أن البعض يعانون من تقلبات مزاجية بعد الإصابة بالعدوى (مثل نزلة البرد) أو عند تفاقم أمراض المناعة الذاتية. والآن، توصل الباحثون من جامعتي هارفارد وماساتشوستس إلى تفسير علمي لهذه الظاهرة الغريبة.اكتشف الفريق أن موادا كيميائية تسمى "سيتوكينات" - تنتجها خلايا المناعة أثناء الالتهابات - تستطيع التأثير مباشرة على خلايا معينة في الدماغ. وهذه المواد التي كنا نعتقد أنها تعمل فقط خارج الدماغ، تبين أنها تلعب دورا في تنظيم المزاج والسلوك الاجتماعي.ويشير الباحثون إلى أن الأمر الأكثر إثارة في هذا الاكتشاف هو تحديد الآلية الدقيقة التي تتحكم بها هذه الجزيئات المناعية في مناطق الدماغ المسؤولة عن المشاعر والسلوك. ففي اللوزة الدماغية - مركز الخوف والقلق في الدماغ - وجد الفريقان أن بعض السيتوكينات مثل IL-17A وIL-17C تعمل على زيادة النشاط العصبي، ما يؤدي إلى ظهور سلوكيات تشبه القلق لدى فئران التجارب. وفي المقابل، أظهر سيتوكين آخر هو IL-10 تأثيرا معاكسا مهدئا للأعصاب.ولكن المفاجأة الحقيقية جاءت عندما اكتشف الفريق البحثي أن بعض هذه الجزيئات المناعية - وعلى رأسها IL-17E - تنتجها الخلايا العصبية نفسها داخل الدماغ، ما يضعها في مصاف الناقلات العصبية التقليدية مثل السيروتونين والدوبامين. وهذا الاكتشاف يفتح بابا جديدا لفهم أكثر عمقا لكيفية تأثير الحمى والالتهابات على تحسين بعض عوارض التوحد لدى الأطفال، وهي ظاهرة كانت محل دراسة سابقة لنفس الفريق البحثي.من الناحية العلاجية، تمثّل هذه النتائج نقلة نوعية في التعامل مع الاضطرابات النفسية. فبدلا من محاولة تعديل كيمياء الدماغ مباشرة عبر الأدوية النفسية التقليدية التي تواجه صعوبة في عبور الحاجز الدموي الدماغي، يمكن الآن استكشاف علاجات تعمل على تعديل الاستجابة المناعية في الجسم ككل، لتؤثر تلقائيا على الحالة النفسية من خلال هذه القنوات الطبيعية للتواصل بين الجهازين المناعي والعصبي.

4/27/2025 9:41:33 AM

إليكم مخاطر الإفراط في استهلاك الكافيين

يستهلك الملايين حول العالم الكافيين بشكل يومي في فنجان القهوة أو الشاي أو مشروبات الطاقة، وحتى في بعض المكملات الغذائية.وتعمل هذه المادة الطبيعية كمنبه طبيعي للجهاز العصبي المركزي، حيث تمنحنا دفعة من النشاط واليقظة وتحارب شعور النعاس المزعج، لكن تأثيرات الكافيين لا تقتصر على مجرد إبقائنا مستيقظين، بل تمتد إلى تحسين التركيز وزيادة الانتباه، ما يجعله المفضل لدى الكثيرين لبدء يومهم أو تجاوز فترات الكسل.ومع ذلك، فإن هذه المادة التي تبدو بسيطة تخفي في تركيبها الكيميائي تأثيرات معقدة تختلف من شخص لآخر. فبينما قد يشعر البعض بالنشاط بعد فنجان واحد من القهوة، يحتاج آخرون إلى عدة أكواب للحصول على نفس التأثير. كما أن طريقة تفاعل أجسامنا مع الكافيين تتغير مع العمر والحالة الصحية والعوامل الوراثية.وتُشير الأبحاث العلمية إلى أن الكافيين يخفي مخاطر جسيمة عند سوء استخدامه. ففي الجرعات المعتدلة (حتى 400 ملغ يوميا للبالغين)، يحسّن الكافيين اليقظة والأداء المعرفي، لكن تجاوز هذه الكمية قد تؤدي إلى آثار جانبية مزعجة مثل الأرق والعصبية واضطرابات المعدة.وتكمن المشكلة الحقيقية في مصادر الكافيين المركزة، وخصوصاً المكملات الغذائية ومسحوق الكافيين النقي. فقد تكون جرعة لا تزيد عن ملعقة صغيرة من المسحوق النقي قاتلة، لأنها تعادل نحو 20 كوباً من القهوة. وهذا الخطر دفع السلطات الصحية في العديد من الدول إلى التحذير من هذه المنتجات وتنظيم بيعها.وبالنسبة للأطفال، تختلف المعايير تماما. فجسم الطفل الصغير لا يتحمل نفس كمية الكافيين التي يتعامل معها البالغون.وتقدّر الجرعة الآمنة للأطفال بنحو 3 ملغ من الكافيين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا. ما يعني أن طفلا يزن 30 كغ لا يجب أن يستهلك أكثر من 90 ملغ من الكافيين يوميا، أي ما يعادل كوبا واحدا من القهوة تقريبا.

4/26/2025 11:47:43 PM

{{ article.title }}

{{safeHTML(article.Text)}}

{{ article.publishDate }}

Article Image

المزيد