قانون يشكّل متنفّساً للتجّار... فمتى التنفيذ؟
08 Jul 202006:35 AM
قانون يشكّل متنفّساً للتجّار... فمتى التنفيذ؟
المحامي جميل مراد

المحامي جميل مراد

كتب المحامي جميل مراد في موقع mtv:
في 10-10-2018، صدر القانون رقم 81/2018، "المعاملات الإلكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي"، بعد سنين طويلة من النقاشات والتعديلات المتعددة التي تم إدخالها على صيغته الأساسية، فشكل صدوره إنجازا نوعيا تشريعيا لبنانيا كونه جاء يؤكد وينظم دخول لبنان إلى عالم "الغد" أو عالم "الأمس" (لكثير من البلدان المتطورة)، لا سيما من الناحية التجارية حيث جاء الباب الثاني من هذا القانون يتحدث عن "التجارة والعقود الإلكترونية" من المادة 30 وحتى المادة 64.

نحن لا نتكلم هنا عمّا يعرّفه المواطن اللبناني في يومياته بالـ "شراية أون لاين"، والتي نشطت أخيراً في زمن كورونا في ظل الإقفال القسري للمحال التجارية، وإن كان يشكل جزءا بسيطا منها، بل عن تجارة إلكترونية كاملة متكاملة شأنها شأن التجارة التقليدية.
أوجد هذا القانون الإطار القانوني للتجارة والعقود الإلكترونية فتحدّث عن الشروط الواجب تأمينها من كل من يريد أن يمارس التجارة الإلكترونية كما وعن الشروط الشكلية للعرض والقبول الإلكترونيين ومن ثم للتوقيع الإلكتروني وصولا لحفظ السند أو العقد الإلكتروني وسبل حمايته التي نصّ عليها القانون أو أحال على نصوص القوانين العامة في كل ما لم يتضمنه من أحكام، كقانون الموجبات والعقود وأصول المحاكمات المدنية وقانون حماية المستهلك وقانون التجارة.

ولأن التجارة الإلكترونية تترافق وعامل أساسي ومهم هو "دفع الثمن"، تطرق هذا القانون للخدمات المصرفية والمالية الإلكترونية ونظمها بدءاً بعمليات الدفع الإلكتروني والتحويل الإلكتروني للأموال النقدية مرورا بالبطاقات المصرفية وصولا إلى النقود الإلكترونية والرقمية إنتهاءً بالشيك الإلكتروني.
هذا القانون ينتظر صدور المراسيم التطبيقية كي يوضع موضع التنفيذ الفعلي، فالجهات المعنية مطالبة بالتنبه لهذا القانون والمسارعة إلى إصدار هذه المراسيم، كونه يشكل بديلاً ومتنفساً للتجّار اللبنانيّين في ظلّ الصعوبات الإقتصادية المتسارعة والمتعاظمة.