كتب د. جورج حرب:
خلال عشرة أيّام، قطعت مفاوضات فيينّا مراحل مهمّة، وبلغت الاتفاقيّة بين الولايات المتّحدة وإيران مراحل متقدّمة، نتج عنها الإفراج عن حوالَي 15 مليار دولار وعلى دفعتين ومن خلال تحويلين منفصلين، الأوّل من جنوبيّ كوريا والثاني من بنوك أوروبيّة غربيّة.
بالتوازي وخلال عشرة أيّام، تفقد منظومة الفساد أعصابَها، فالأوّل فيها يهدّد باجتياح بيروت، والثاني شبّه الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة التي كانت تحقّق في قضيّة رجا سلامة، بالمجتاحين الإسرائيليّين ...
أضِف إلى هذه الوقائع، وضعَ استثناء قانون قيصر بطريقة جدّيّة موضع التنفيذ، على طاولة رئيس الحكومة اللبنانيّة ورئيس الحكومة المصريّة، سمَحَ من خلاله الأميريكيّون للبنان باستجرار الغاز المصريّ والكهرباء الأردنيّة، وبما يبدو أنّه انعكاس واضح لإيجابيّة الأجواء في فيينّا، عاد الثنائيّ الشيعيّ إلى الحكومة التي ستنعقد قريباً...
ألتسوية آتية حتماً - ولبنان بلد التسويات المستمرّة - ولكنّها غريبة، لأنّ التسويات عموماً، تأتي معلّبة وجديدة على اللبنانيّين، فلبنان الماضي انتَسى، ولبنان الحاليّ انتهى، ولبنان الآتي سوف يعكس موازين القوى بين من توقّع الانتصارَ ومن توهّمه.
أراد الجميع انتصاراً في سوريا، لا بل من سوريا، ليعكسه ويترجمه سيطرة وهيمنةً ومكسباً سياسيّاً في لبنان. إلى سوريا خرج المقاتلون، من الجنوب حتى الشمال، وصُرفت ملايين الدولارات... فلنعترف! الجميع خسر في سوريا ومن سوريا، لأنّ البيت الداخليّ هُدمَ، فلنعد إلى المنطق الوطنيّ الذي لا غِنى عنه.... هكذا فعلت بهم الولايات المتّحدة.
إنّ التسوية خيوطها واضحة، يريد راسموها تغيير النظام على قاعدة ترك مسافةٍ بين اللبنانيّين، تسمح للّاعبين الخارجيّين، إن لم يستطيعوا نزع السلاح، بنزع تأثيره السياسيّ في لبنان، عبر لامركزيّة ماليّة وإداريّة موسّعة، متوافق عليها في وثيقة الوفاق الوطنيّ، ومطروحة وطنيّاً منذ أسبوع من قبل رئيس الجمهوريّة. أمّا إذا كابَر أحدهم، فسيُدفع اللبنانيّون دَفعاً نحو الفيديراليّة التي هي مقتلٌ لجميع اللبنانيّين على السواء، وخسارة للرسالة التي حيّرت العالم وأزعجت إسرائيل.
النظام المقبل لامركزيّ بامتياز، وأيّام بيضاء تنتظر اللبنانيّين... بعد مخاض.
خلال عشرة أيّام، قطعت مفاوضات فيينّا مراحل مهمّة، وبلغت الاتفاقيّة بين الولايات المتّحدة وإيران مراحل متقدّمة، نتج عنها الإفراج عن حوالَي 15 مليار دولار وعلى دفعتين ومن خلال تحويلين منفصلين، الأوّل من جنوبيّ كوريا والثاني من بنوك أوروبيّة غربيّة.
بالتوازي وخلال عشرة أيّام، تفقد منظومة الفساد أعصابَها، فالأوّل فيها يهدّد باجتياح بيروت، والثاني شبّه الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة التي كانت تحقّق في قضيّة رجا سلامة، بالمجتاحين الإسرائيليّين ...
أضِف إلى هذه الوقائع، وضعَ استثناء قانون قيصر بطريقة جدّيّة موضع التنفيذ، على طاولة رئيس الحكومة اللبنانيّة ورئيس الحكومة المصريّة، سمَحَ من خلاله الأميريكيّون للبنان باستجرار الغاز المصريّ والكهرباء الأردنيّة، وبما يبدو أنّه انعكاس واضح لإيجابيّة الأجواء في فيينّا، عاد الثنائيّ الشيعيّ إلى الحكومة التي ستنعقد قريباً...
ألتسوية آتية حتماً - ولبنان بلد التسويات المستمرّة - ولكنّها غريبة، لأنّ التسويات عموماً، تأتي معلّبة وجديدة على اللبنانيّين، فلبنان الماضي انتَسى، ولبنان الحاليّ انتهى، ولبنان الآتي سوف يعكس موازين القوى بين من توقّع الانتصارَ ومن توهّمه.
أراد الجميع انتصاراً في سوريا، لا بل من سوريا، ليعكسه ويترجمه سيطرة وهيمنةً ومكسباً سياسيّاً في لبنان. إلى سوريا خرج المقاتلون، من الجنوب حتى الشمال، وصُرفت ملايين الدولارات... فلنعترف! الجميع خسر في سوريا ومن سوريا، لأنّ البيت الداخليّ هُدمَ، فلنعد إلى المنطق الوطنيّ الذي لا غِنى عنه.... هكذا فعلت بهم الولايات المتّحدة.
إنّ التسوية خيوطها واضحة، يريد راسموها تغيير النظام على قاعدة ترك مسافةٍ بين اللبنانيّين، تسمح للّاعبين الخارجيّين، إن لم يستطيعوا نزع السلاح، بنزع تأثيره السياسيّ في لبنان، عبر لامركزيّة ماليّة وإداريّة موسّعة، متوافق عليها في وثيقة الوفاق الوطنيّ، ومطروحة وطنيّاً منذ أسبوع من قبل رئيس الجمهوريّة. أمّا إذا كابَر أحدهم، فسيُدفع اللبنانيّون دَفعاً نحو الفيديراليّة التي هي مقتلٌ لجميع اللبنانيّين على السواء، وخسارة للرسالة التي حيّرت العالم وأزعجت إسرائيل.
النظام المقبل لامركزيّ بامتياز، وأيّام بيضاء تنتظر اللبنانيّين... بعد مخاض.