أطفال الطبقة الوسطى إلى المياتم!
25 Jan 202206:38 AM
أطفال الطبقة الوسطى إلى المياتم!

رضا صوايا

الأخبار
كتب رضا صوايا في "الأخبار": 

تشهد مؤسسات رعاية الأطفال، منذ عامين، «إقبالاً» غير مسبوق من أسر غير قادرة على توفير هذه الرعاية لأبنائها. التدقيق في الخلفية الاجتماعية لهؤلاء يُظهر أن معظمهم ممن لم يكونوا يُصنّفون سابقاً في خانة الفئات الهشّة.

أكثر من 90% من الأطفال في المياتم هم من الفقراء ممن لا قدرة لأهاليهم على رعايتهم. هذا ما خلصت إليه دراسة أعدّتها «مؤسسة البحوث والاستشارات» قبل 16 عاماً (2006) بطلب من وزارة الشؤون الاجتماعيّة عندما كان لبنان في «عزّه». دراسة «أيام العزّ» تلك، أظهرت أن 21 ألف طفل من أصل 23 ألفاً مقيمين في دور الأيتام... ليسوا أيتاماً. وفي دراسة نشرتها «المفكرة القانونية» العام الماضي، تبيّن أن الأيتام «منذ مئة عام لا يشكّلون أكثر من 10% من أطفال المياتم»!

مع تغوّل الأزمة، الأرجح أن هذه الأرقام بدأت بالتغيّر... نحو الأسوأ، إذ تعدّت الضغوط اليومية التي تعاني منها الأسر الحدّ الأدنى من مقوّمات العيش، لتطاول أصل وجودها وتماسكها. وتحوّل الأطفال للكثير من العائلات إلى «نقمة» بدل «نعمة»، وعوض أن «يأتي الولد وتأتي رزقته معه»، أصبح همّ كثيرين من الأهل إرساله إلى حيث «رزقته»، ولو بعيداً عنهم، سعياً لمنحه فرصة لحياة لائقة أكثر.

انعكاسات الانهيار تظهر جلية لدى مقارنة الإقبال على برنامج دعم الأسرة حالياً بالسنوات التي تلت الحرب الأهليّة وما رافقها من تشتيت للأسر جرّاء ما خلّفته من يتامى وأرامل.