رسائل نصرالله الساخنة محاولة لاعادة نصب موازين قوى جديدة
موقع النشرة

 

صعّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من حربه النفسية والاعلامية على اسرائيل وخصومه السياسيين في وقت واحد، ووجّه رسائل في اتجاهات مختلفة بدءا من اسرائيل مرورا بالمشتغلين على الازمة السورية وليس انتهاء بالداخل اللبناني. فالامور وصلت بالنسبة لـ"حزب الله" إلى مرحلة لم يعد يجوز معها الانكفاء أو السكوت بحسب تعبير قيادي حليف قريب من الحزب، لا سيما في هذه المرحلة حيث يتعرض إلى حملة داخلية مركزة، يعتبر البعض أنها تحصل بإيعاز وتمويل من الخارج لاحراجه وتعريته إعلاميا، أكان من خلال توجيه أصابع الاتهام بضلوعه بالاغتيالات السياسية الممتدة منذ سنوات، أو عبر إقحامه بزواريب الحرب الدائرة في سوريا.

ويلاحظ القيادي أنّ ردّ السيد نصرالله جاء بالتزامن الكامل مع تسارع التطورات الاقليمية وتشعبها ودخولها في متاهات جديدة، كما في عز الحملات المنسقة والمتدرجة صعودا على خلفيات مختلفة، بحيث يصحّ القول أنّ بقاء الحزب في موقع المتلقي قد يفقده المبادرة ويؤثر في معنويات عناصره ومؤيديه، كما يرخي بظلاله الثقيلة على حلفائه خصوصا في هذا الوقت بالذات حيث يتعرض مؤيدو النظام السوري إلى شتى أنواع الضغوط السياسية والمعنوية، وهي ضغوط قد تتحول إلى اقتصادية في حال دعت الحاجة.

وإذا كانت الرسالة التي وجّهها نصرالله باتجاه القيادات السياسية والعسكرية في تل ابيب محصورة بقدرات "حزب الله" على تطوير حربها ومقاومتها لمقارعة القوة العسكرية ونصب ميزان قوى رعب متعادل، فإنّ الرسالة الموجهة إلى الداخل أبعد بكثير وعنوانها أنّ "حزب الله" لن يقف مكتوف الايدي تجاه ما يحصل في سوريا، ولا تجاه مواقف الفريق السياسي اللبناني الداعم ماليا وعسكريا للمعارضة السورية، وذلك بعد أن وصلت الأمور إلى حد الاستفزاز القاتل من خلال استغلال أيّ حادث أمني على غرار الانفجار الذي حصل في مستودع للذخائر  بالقرب من بلدة النبي شيت البقاعية، أو سياسي يتعرض له الحزب مثل ترويج وثائق مشكوك بامرها لحشره سياسيا في زاوية المحكمة الدولية والتلويح باعادة فتح ملفات الاغتيالات ورفعها إلى تلك المحكمة التي يعتبرها "حزب الله" حالة شاذة هادفة إلى تقويض صورة الحزب لدى المجتمع الغربي والرأي العام الاقليمي والعربي في وقت واحد.

ويقرأ المصدر في موقف نصرالله من الازمة السورية الرسالة الاكثر صرامة، خصوصا بعد ان فرض نفسه لاعبا اساسيا على مستوى الحدث الاقليمي المتسارع. فتأكيده ان الحزب لم يتدخل حتى الان في الحرب العسكرية الدائرة في سوريا بالرغم من موقفه السياسي المعلن، عقب عليه بالتلميح بانه لن يقف مكتوف الايدي في حال اقتضت الضرورات التي تبيح المحظورات ذلك.  فالازمة الراهنة وصلت بتداعياتها الخطيرة إلى لبنان وانتهى الامر وكل ما يقال غير ذلك هو من باب عدم الاعتراف بالحقيقة، كما ان عدم الاعتراف بقدرة "حزب الله" على تعديل شروط الاشتباك هو من باب التجني، وذلك في ظل ترابط كامل وناجز بين مكونات الازمات المتنقلة في ظل تحولها إلى صراع روسي اميركي مكشوف يحتم على القوى الاساسية لعب دور على الصعد كافة.