علمت "الجمهورية" ان موقفا دوليا سيصدر في اليومين المقبلين، سيكون أكثر وضوحا ويزيل الالتباس من حقيقة الموقف الدولي حيال الوضع اللبناني.
وذكّرت المصادر بموقف الغرب الأساسي من مسألة تشكيل الحكومة ورفضه الطريقة التي تشكلت بها وتحت اي ظروف، وتساءلت كيف يمكن ان ندعم حكومة تضم "حزب الله"؟ ولاحظت ان استقالتها واردة ومتاحة، ولكن يبدو ان هناك صعوبة لتشكيل أخرى في الوقت الراهن.
وقالت المصادر إن دعمها للحكومة مرده إلى الدور الذي تلعبه في حفظ الاستقرار، ولكن المجتمع الدولي بدأ يعيد النظر بهذا الدعم بعد إرسال "حزب الله" الطائرة "ايوب" إلى إسرائيل نظرا لما يمكن ان تسببه من حرب إقليمية، ومن ثم تورطه في الأزمة السورية، وأخيرا عودة الاغتيالات إلى الساحة اللبنانية.
ولفتت الى أن اللقاءات الدورية التي تجريها الدول الغربية مع رئيس الحكومة لا تعني بالضرورة دعما لحكومته، إنما معظمها كناية عن زيارات استطلاعية أو لوضعه بصورة موقف معين من دون التخفيف من عامل العلاقة الشخصية الذي يربط بين بعض المسؤولين الغربيين ورئيس الحكومة.
توازيا، أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي باسم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الذين زاروا بعبدا، تصميمهم على وجوب إحالة المسؤولين عن جريمة الاغتيال الى القضاء وإدانتهم المطلقة لاي محاولة لزعزعة استقرار لبنان عن طريق الاغتيالات السياسية مؤكدين دعمهم للاستقرار والحفاظ على الأمن، واستمرار العمل الحكومي. ورأى بلامبلي إن على اللبنانيين أن يتفقوا على طريقة لتجاوز المرحلة الراهنة، على أن يتمّ ذلك "من خلال مسار سياسي سلمي وتأكيد استمرارية المؤسسات والعمل الحكومي للمحافظة على الأمن والاستقرار والعدل في لبنان".
واعلن وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو في مؤتمر صحافي عقده في مبنى الأمم المتحدة أن الأمانة العامة تابعت عن كثب ما حصل في لبنان مشيرا الى اللقاء الذي جمع المنسق الخاص في لبنان مع سليمان بحضور سفراء الدول الخمس لمجلس الأمن في لبنان من دون ان يعلق على الأحداث التي حصلت في الأيام الأخيرة .
وقالت المصادر التي اطلعت على وقائع اللقاء ان تحرك السفراء الخمس باتجاه قصر بعبدا كان بمبادرة بريطانية وبناء على إصرار من سفيرها في بيروت توم فليتشر الذي بادر الى إجراء الاتصالات اللازمة مع زملائه الأربعة ودعاهم الى اجتماع عقد قبل زيارة القصر الجمهوري في مكتب بلامبلي، ووضع خلاله نص البيان الذي أُذيع في أعقاب اللقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
واعتبرت المصادر ان التفاهم بين السفراء كان إجماعا نادرا لم يتحقق من قبل حول أي ملف من ملفات المنطقة والعالم. ولفتت المصادر الى ان ما دار خلاله عبر عنه السفراء في البيان الذي تلي، لكنهم أضافوا الكثير من التفاصيل ومنها القول انهم ضد ما يؤدي الى اي فراغ سياسي او حكومي في لبنان، وانهم ليسوا مع الحكومة كحكومة، ومتى تحقق توافق لبناني على البديل فسيساعدون على تنفيذ التفاهم الذي قد يتحقق. واعتبروا ان اي فراغ قد يؤدي الى الفوضى وخراب البلاد وهو أمر يخدم النظام في سوريا ومن خطط ونفذ وقتل اللواء الحسن".
وأبدى السفراء الخمس استعداهم لمساعدة رئيس الجمهورية في البحث عما يلي المرحلة الحالية توصلا الى ما يخدم الاستقرار في لبنان.