أوساط ميقاتي لـ "السفير": لا يمكن لـ "14 آذار" رفض الجلوس والحوار حتى إسقاط الحكومة فهذا أمر مستحيل
أوساط ميقاتي لـ "السفير": لا يمكن لـ "14 آذار" رفض الجلوس والحوار حتى إسقاط الحكومة فهذا أمر مستحيل

علمت صحيفة «السفير» أن السفيرة الأميركية مورا كونيلي أكدت لرئيس الجمهورية ميشال سليمان أن موقف الإدارة الأميركية «ليس دعماً لحكومة نجيب ميقاتي، فهم ليسوا مع حكومة ضد اخرى، «انما نحن ضد الفراغ ومع استمرار عمل المؤسسات الشرعية، والحكومة شأن داخلي لبناني يقرره اللبنانيون بأنفسهم».

وقالت مصادر ديبلوماسية إن «كونيلي أبلغت سليمان أن دفعة من السلاح الأميركي النوعي والمتطور ربما تصل للجيش اللبناني قبل حلول عيد الاستقلال في الثاني والعشرين من تشرين الثاني المقبل.

في هذا السياق، تعلّق أوساط الرئيس نجيب ميقاتي على هذا الكلام الأميركي، منطلقة أيضا من اتصالات أجرتها أخيرا مع الأميركيين، عبر سفيرتهم في بيروت مورا كونيلي وتقول لـ«السفير» إن الموقف الأميركي «طبيعي في الظروف الراهنة». تضيف: «يقول الأميركيون بوضوح إن الفراغ ممنوع ولو لفترة وجيزة، اتفقوا على بديل حكومي قادر على تسيير أمور البلد ونحن نقبل بما يتفق عليه اللبنانيون».

لم يحدّد الأميركيون هذا البديل وشكله، ولم يتطرقوا الى بقاء رئيس الحكومة الحالي أم لا، لم يدخلوا في التفاصيل تاركين إياها للبنانيين، لكن أوساط ميقاتي تشير الى أن رئيس الحكومة قال قبل يوم تشييع الشهيد وسام الحسن من القصر الجمهوري، إنه مستعد لكل الاحتمالات معترفا بأن جريمة الاغتيال تستدعي ردّة فعل، وكان على استعداد للجلوس وللحوار في شأن الحكومة وهذا ما أبلغه لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي طلب منه التريث لتمرير المرحلة، «إلا أن ما قبل يوم التشييع شيء وما بعده شيء آخر» على حد تعبير أوساط رئيس الحكومة.
وتضيف أوساط ميقاتي: «شارع 14 آذار السنّي والمسيحي لم يتقبل ردّة الفعل التي جرت يوم الأحد وخصوصا الدعوة الى الهجوم على السرايا».

لا لكشف الأمن

وبالعودة الى الموقف الأميركي فإنه يسعى بحسب الأوساط الميقاتية نفسها الى «تغيير حكومي يتفق عليه اللبنانيون من دون التسبب بأي فراغ، ويرفض الأميركيون حكومة تصريف الأعمال لأنها ليست كافية من أجل توفير الغطاء الدستوري لأي تحرك تقوم به القوى الأمنية».

وبحسب الأوساط الحكومية «قد يكون مفهوما ألا تبقي قوى 14 آذار على «الستاتيكو» القائم بعد اغتيال اللواء الحسن المحسوب على خطها السياسي والذي كان يحظى بغطاء أكيد من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقد يكون التغيير مقبولا لكنّ فرض استقالة الحكومة بالقوة من دون رؤية لتشكيل حكومة مستقبلية أمر غير مقبول بدوره».

وتضيف: «لا يمكن ترك البلد في حال من الفراغ الحكومي لأشهر عدة وخصوصا أن تشكيل الحكومات يتطلب وقتا للتوافق، من غير المقبول دوليا ولا أميركيا أيضا ترك البلد في حالة من الفراغ في مرحلة أمنية لبنانية واقليمية صعبة ودقيقة حيث تحتاج القوى الأمنية في لبنان، من جيش وقوى أمن داخلي الى غطاء سياسي رسمي لتعمل على الأرض وإلا نكون قد كشفنا الأجهزة الأمنية برمتها وعطلنا أي تحرّك لها وهذا أمر مرفوض لأنه يعرّض البلد لمخاطر جمّة».

وتلفت الأوساط ذاتها: «ربما من المطلوب تحسين الوضع الحكومي وتحسين أداء التركيبة الحالية وثمة أفكار عدة منها على سبيل المثال تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع فريقي 8 و14 آذار أو حكومة ثلث بثلث بثلث تجمع الفريقين الى فريق وسطي أو حكومة تكنوقراط أو حتى حكومة من قوى 14 آذار بأكملها، هذه الأفكار كلها مطروحة في انتظار اختيار الأنسب، والمطلوب أن تقبل قوى 14 آذار الجلوس على الطاولة ونقاش هذه الافكار كلها خوفا على أمن البلد واستقراره».

وتشير الأوساط ذاتها: «الأميركيون أدلوا بدلوهم، وقوى 14 آذار أيضا، لكن لم يسأل أحد قوى 8 آذار عن موقفها وهل هي مستعدّة لتسليم السلطة؟ لم يسأل أحد النائب وليد جنبلاط عن رأيه بالتغيير الحكومي. وليد جنبلاط يكرر موقفه المحذّر من الفراغ ويكرر قوله بأنه متمسك بحكومة الرئيس ميقاتي فإما يغرق معها أو يعوم معها ولا أحد ينسى موقفه من قبوله بهذه الحكومة شرط أن يكون الرئيس ميقاتي رئيسا لها».

وتختم الأوساط الميقاتية قائلة: «لا يمكن لـ«قوى 14 آذار» رفض الجلوس والحوار حتى إسقاط الحكومة فهذا أمر مستحيل وخصوصا أن هذه القوى تحتاج ايضا الى أكثرية نيابية لإسقاط الحكومة ينبغي عليها تأمينها».