"اللواء": لقاء الحريري مع وفد "المستقبل" في جدّة يرسم معالم مواجهة مقبلة لا خطوط حمراً فيها
"اللواء": لقاء الحريري مع وفد "المستقبل" في جدّة يرسم معالم مواجهة مقبلة لا خطوط حمراً فيها

جاء في صحيفة "اللواء": تستعد قوى الرابع عشر من آذار، مباشرة بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، إلى البدء بتنفيذ الخطّة التي رسمها لقاء الرئيس سعد الحريري، مع كل من الرئيس فؤاد السنيورة والنائب نهاد المشنوق والنائب السابق غطّاس خوري في المملكة العربية السعودية، لإسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في الضربة القاضية، وعلى هذا الصعيد تفيد المعلومات المتوافرة لـ"اللواء" بأنّ "لقاء الحريري ووفد تيّار "المستقبل" في جدّة، قد مهّد الطريق لمعركة شرسة مع قوى الثامن من آذار، الغاية الأساسية منها إسقاط حكومة "القمصان السود"، وقلب الطاولة على "حزب الله" وحلفائه غير المؤتمنين وفق ما دار من مناقشات على إدارة دفّة البلد في المرحلة المقبلة، على اعتبار أنّ استمرار قبضة "حزب الله" على السلطة يعني تعاظم الهيمنة السوريّة-الإيرانيّة على لبنان".

الحريري في لقائه مع وفد تيّار المستقبل، قال بوضوح إنّه لا خطوط حمراء بعد اليوم، في مواجهة فريق الثامن من آذار، بعدما اسباحت هذه القوى كل المحرّمات، مع تأكيده على ضرورة إبقاء كلّ التحرّكات ضمن الإطار الدستوري، أي تجنّب تكرار ما جرى مقابل السراي الحكومي ومحاولة اقتحامها من قبل المتظاهرين الذين شاركوا في تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن، وقد غمز الرئيس الحريري من أنّ هذا التصرّف قد أثار غضب المملكة العربية السعودية، من دون أن يعني ذلك وفق الحريري أيضا وقوف قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى جانب الرئيس نجيب ميقاتي.

باختصار، ووفق مصدر شارك في اللقاء لـ"اللواء"، إنّ "الزيارة كانت في غاية الإيجابيّة، وأنّ الحريري رسم ووفد تيّار المستقبل برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في جدّة، معالم المواجهة المقبلة إنطلاقا من لاءات ثلاثة "لا للحكومة، لا للحوار، لا للسلاح"، ويضيف المصدر إنّ "الموقف الذي اتخذ، قيادات الرابع عشر من آذار غير بعيدة عنه، لا بل إنّ أسس التحرّك التي ترسّخت في هذا اللقاء، سبق وأن ناقشها الرئيس السنيورة مع قيادات الرابع عشر من آذار، وعلى رأسها رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، ورئيس حزب "الكتائب" الرئيس أمين الجميّل الذي كان قد التقى السنيورة قبل ثلاثة أيام في منزله بحضور منسّق اللجنة المركزية في حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل، وبالتالي بحسب المصدر إنّ قوى الرابع عشر من آذار، ماضية حتّى النهاية في معركتها، التي سيخوضها الرئيس سعد الحريري إلى جانب باقي قيادات المعارضة من لبنان وفي أقرب وقت ممكن.

وبالإضافة إلى المواجهة السياسية، تسعى قوى الرابع عشر من آذار، إلى تصعيد تحرّكاتها الخارجية، بهدف ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة ورئيسها من أجل الإستقالة، وفي هذا الإطار يمكن القول إنّ اللقاءات التي باشرها الرئيس السنيورة فور عودته من المملكة العربية السعودية مع السفراء الغربيين، وعلى رأسهم الممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، تصب في خانة تسويق خطّة الرابع عشر من آذار لإسقاط الحكومة الحالية وصولا إلى تشكيل حكومة إنقاذية حيادية لتمرير المرحلة المقبلة إلى حين موعد الانتخابات النيابية المزمعة في العام المقبل، وفي هذا الإطار تشير المعلومات المتوافرة لـ"اللواء" إلى أنّ "الرئيس السنيورة استطاع تسويق أفكار الرابع عشر من آذار لإسقاط الحكومة، خصوصا بعد الموقف الملتبس الذي راج في الأيام الماضية حول تمسّك المجتمع الدولي بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي"، وتضيف المعلومات إنّ "بلامبلي سينقل رؤية قوى الرابع عشر من آذار للحل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليبنى على الشيء مقتضاه".

وكان اللقاء بين الرئيس السنيورة وبلامبلي وفق المعلومات المتوافرة لـ"اللواء" استّهل بتوضيح من بلامبلي لموقف المجتمع الدولي من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، حيث أكّد أنّ المجتمع الدولي غير متمسّك بهذه الحكومة، لكنّ الأساس في هذه المرحلة المصيرية، هو الحفاظ على الأمن والإستقرار في لبنان ومنع امتداد النيران السوريّة إلى لبنان لأنّ ذلك سيرتّب مخاطر لن تكون محمودة العواقب، وهنا أكّد السنيورة أنّ ما حصل كان ردّة فعل عفويّة تعاملت معها قيادات الرابع عشر من آذار بمنتهى المسؤوليّة لأنها لم تكن موافقة في الأساس على هذا التصرّف، وأضاف السنيورة إنّ الإستقرار في لبنان لا يمكن أن توفّره هذه الحكومة المتهمة أصلا بزعزعته وبالتالي لا مجال لبقائها، معتبرا أنّ مصلحة المجتمع الدولي في رحيلها وليس استمرارها الذي يمثّل انتصارا للمحور السوري-الإيراني على المجتمع الدولي.