مسؤولون لـ النهار: موسكو وطهران مستغربتان لعدم اقناع سوريا بضبط النفس
مسؤولون لـ النهار: موسكو وطهران مستغربتان لعدم اقناع سوريا بضبط النفس

لفت مسؤولون لبنانيون متابعون للتطورات في سوريا لـ"النهار" الى أن "من أبرز أسباب انهيار هدنة عيد الأضحى التي كانت محددة لمدة اربعة ايام تنتهي اليوم الآتي:
أولاً: الاشتراطات الصارمة لكل من قيادة القوات النظامية ومسلحي المعارضة ان الهدنة ستخرق على الفور، اذا تبين  للفريق الأول ان المسلحين يتخذون مواقع جديدة أو يتلقون ذخائر، وللفريق الآخر اذا ما اطلقت النار عليهم.
ثانياً: عدم وحدة المسلحين المعارضين، بدليل اعلان رئيس "المجلس العسكري الاعلى" ذلك وتأكيده ان فصائل اخرى غير ملتزمة وقف النار على غرار "جبهة النصرة".
ثالثاً: عدم إنشاء مرجعية مقيمة في دمشق وجهاز من الأفرقاء للإفادة عن اي خرق واجراء الاتصالات الأزمة لمعالجته، قبل فتح كل فريق النار على خصمه.
رابعاً: انعدام الثقة بين الطرفين المتقاتلين.
خامساً: الانقسام الدولي الحاد بين دول مؤيدة للنظام، ودول تطالب بمد المقاتلين بالسلاح.
ونقل عن المسؤولين استغرابهم "فشل موسكو وطهران في إقناع النظام في سوريا بإظهار قدرة استيعابية لضبط النفس اكثر من المسلحين المشرذمين، من اجل إمرار هدنة العيد التي أرادها الإبرهيمي، وهو الذي وصفها بأنها "خطوة صغيرة". وبرّروا استغرابهم بالقول ان "روسيا وايران كانتا قد اقنعتا سوريا بالمبادرة الى إعلان وقف النار من جانبها، وفقاً لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فيما تجاوب مع الابرهيمي رئيس المجلس العسكري الاعلى ملتزما وقف النار"، منبها في الوقت نفسه الى أن "ثمة فصائل أخرى معارضة لا مونة له عليها".
ولفتوا الى ان "اختبار هدنة العيد، أظهر ان دعوة الإبرهيمي لم تكن في محلها إذ ولدت ميتة"، منتقدين "الموقف الروسي واعتبروه جامدا ولم يطأ مرة واحدة عتبة المرونة، رغم رفض هذا الموقف الذي وصفه سفير دولة كبرى في لبنان بأنه عقيم ولا يتبدل مع مواقف الخصم المتعارضة معه""، مشددين على انه "منذ وصول الأزمة السورية الى مجلس الامن، وهو يستعمل الفيتو لمصلحة إبقاء الرئيس بشار الاسد رئيساً لسوريا، ومطالبة الدول التي تمول المعارضة بالمال وبالسلاح بالكف عن ذلك. واللافت ان تلك الدول اعلنت رسميا انها لا تفعل ذلك، والجديد الان انزعاج الوزير لافروف من وصول صواريخ مضادة للطائرات تطلق من الكتف، منبهاً الى خطورة استعمالها وخطرها على المدنيين"، متسائلين "ماذا سيفعل الإبرهيمي بعد فشله في تحقيق هدنة العيد التي حولت أيامه دموية كبقية الأيام؟ هل يستمد من الروس دعما جديدا لصياغة خطة مخرج لأزمة سوريا أم سيباشر كتابة استقالته من المهمة التي تبدو "مستحيلة"؟".