البابا في لبنان… وهذه التفاصيل
20 Aug 202515:52 PM
البابا في لبنان… وهذه التفاصيل
داني حداد

داني حداد

خاص موقع Mtv
سيزور البابا لاون الرابع عشر لبنان في اليوم الأخير من تشرين الثاني المقبل. الأمر حُسم، لكنّ الإعلان عنه مؤجّل. وعلم موقع mtv أنّ الزيارة ستستمرّ لثلاثة أيّام وتتضمّن برنامجاً حافلاً سيبدأ الإعداد له بين القصر الجمهوري والسفارة البابويّة حيث سيبيت البابا ليلتين.

اللافت في زيارة البابا هو التكتّم في الإعلان عنها، سواء من قبل دوائر القصر الجمهوري أو البطريركيّة المارونيّة التي كانت نفت حصولها، في حين علم موقع mtv أنّ الترتيبات بدأت للإعداد لهذه الزيارة على أكثر من مستوى، ويجري البحث عن الموقع الذي سيترأس فيه البابا القداس، بالإضافة الى تفاصيل كثيرة، خصوصاً أنّ الفترة الزمنيّة الفاصلة عن الزيارة ليست كبيرة.
وستتبع الزيارة رحلةً يقوم بها البابا لاون الرابع عشر الى تركيا، بالتزامن مع الذكرى الـ 1700 لمجمع نيقية الأول الذي انعقد في العام 325 ميلاديّة، بدعوة من الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول. وشهد المجمع، الذي يُعتبر حدثاً مسيحيّاً مهمّاً، مناقشات حاسمة بشأن العقيدة المسيحيّة وبلورة ما يُعرف بـ "قانون الإيمان النيقاوي". وتجدر الإشارة الى أنّ البابا فرنسيس كان يعتزم القيام بهذه الزيارة، لكنّ وفاته حالت دون ذلك.

سيكون البابا لاون الرابع عشر الرابع بين أسلافه الذي يزور لبنان. أولى الزيارات كانت للبابا بولس السادس في العام 1964، من دون أن تكون رسوليّة إذ شكّلت محطّةً أثناء توجّهه من روما الى الهند.
استغرقت الزيارة حينها ساعةً واحدة، واستقبله الرئيس شارل حلو، بينما تجمّع الآلاف في جوار المطار الذي لم يخرج منه البابا.
أمّا الزيارة التاريخيّة فهي تلك التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني، الذي كان بدأ حبريّته بعد سنوات قليلة على اندلاع الحرب اللبنانيّة، وشارك في قداس بداية الحبريّة في تشرين الأول 1978 الرئيس الياس سركيس. 
وفي العام ١٩٩٧، حصل البابا الراحل على أكبر استقبال شعبي في تاريخ لبنان لشخصيّة غير لبنانيّة، خصوصاً أنّ المسيحيّين كانوا يعانون حينها من إحباطٍ على المستوى السياسي، فرأوا فيها أملاً وتعويضاً، خصوصاً أنّ البطريرك مار نصرالله بطرس صفير شكّل بديلاً، بالنسبة الى كثيرين، عن الزعماء المسيحيّين الذين غُيّبوا نفياً أو سجناً.

بعد ١٥ سنة، سيقف بابا آخر على أرض لبنان هو بندكتس السادس عشر. ففي العام ٢٠١٢، وفي شرقٍ دائم التوتّرات، حضر البابا محفّزاً على السلام وتقبّل الآخر وتغليب الاعتدال.
أمّا البابا فرنسيس، فخصّ لبنان بأكثر من تحيّة، من دون أن تتسنّى له فرصة زيارة لبنان.

إذاً، بعد أسابيع من التكتّم عن الزيارة من قبل السفارة البابويّة والبطريركيّة المارونيّة، كما من قبل القصر الجمهوري الذي فضّل أن يصدر الإعلان الرسمي عنها من قبل الفاتيكان، سيصبح الحديث عن هذه الزيارة مادّةً إعلاميّة، اللهم إلا إذا انعكست التطوّرات السياسيّة والأمنيّة سلباً عليها.