ليلة رأس السّنة حافلة في لبنان: أين ستُودّعون الـ2025؟
18 Dec 202506:50 AM
ليلة رأس السّنة حافلة في لبنان: أين ستُودّعون الـ2025؟
جيسيكا حبشي

جيسيكا حبشي

خاص موقع Mtv
تبدّل إيقاع لبنان مع حلول الأعياد. فأضواء الميلاد تملأ الشوارع، والموسيقى تتسلّل من المقاهي، وحفلات رأس السنة تحتلّ واجهة المشهد، وكأنّ البلد يمنح نفسه استراحة قصيرة من ثقل الأزمات ومن ترقّب ما ستحمله الأيام المقبلة. وككل نهاية عام، يختار اللبنانيون الاحتفال، لا إنكارا للواقع الضبابي الذي يعيشونه، بل تمسّكاً بالحياة وبلحظات الفرح الأخيرة في الـ2025. فكيف يتحضّر لبنان لليلة رأس السنة؟ وماذا عن الأسعار؟
 
تُعتبر ليلة 31 كانون الأول محطة أساسية في روزنامة السهر في لبنان. مطاعم وفنادق وملاهٍ ليلية تتسابق على تقديم برامج احتفالية تشمل عشاءً، وعروضاً موسيقيّة، وحفلات فنيّة وسهرات تمتدّ حتى الفجر. وفي نظرة عامّة على الأجواء الاحتفاليّة، يبدو واضحاً هذا العام ازدياد الطلب على الحجوزات، سواء من المُقيمين أو من مغتربين اختاروا قضاء الأعياد في وطنهم، ما أعاد بعض الزخم إلى القطاع السياحي. أمّا بالنسبة لأسعار الحفلات والسهرات التي يُحييها فنّانون، فتتراوح بين 80 دولاراً وتصل الى 600 دولار على الشّخص.
 
وفي هذا السيّاق، يكشف رئيس نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي أنّ "الجوّ إيجابيّ في لبنان، وحركة الوافدين على صعيد الاغتراب جيّدة، والأرقام الى ارتفاع، وسنصل الى 20 ألف وافدٍ يوميّاً، أي ما بين الـ80 والـ100 رحلة الى لبنان يوميّاً، ولكن هذه الفترة ستمتدّ ما بين 18 و19 كانون الأوّل الى 3 و4 كانون الثاني"، مُعتبراً، في مقابلة مع موقع mtv، أنّ "ما نشهده هو جرعة أوكسيجين وأملٌ موسميّ، فصحيحٌ أنّ هناك حالة من الأمل والتفاؤل، ولكنّنا بحاجة الى استقرار أمني وسياسيّ تنتج عنه استدامة في الاقتصاد وفي القطاع السياحي".
وإذ يُشير الرامي الى أنّ "أسعار حفلات الملاهي مقبولة"، يلفُت في المقابل الى "غياب فنّاني الصفّ الأوّل عن سهرات لبنان بسبب التّهويل بالحرب، ولكنّ المغتربين اللبنانيّين على صعيد أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا سيحضرون للاجتماع بعائلاتهم الصّغيرة، وبالقطاع السياحي في لبنان الذي سيحتضنهم كعائلتهم الكبيرة وسيُقدّم لهم خدمات ممتازة وراقية".

ماذا عن تحضيرات المطاعم؟ يُجيب الرامي: ستكون الأجواء في المطاعم احتفاليّة بامتياز وغالبيتها ستُقدّم الطعام والمشروب A la carte كأيّ ليلة أخرى لتشجيع المواطنين على الخروج من منازلهم خلال هذه الليلة، وفي بعض المطاعم هناك تسعيرة على الشّخص مقابل العشاء، وبالتالي، هناك مروحة أسعار لمختلف الخدمات السياحيّة ما سيُخوّل المواطن الاستمتاع خلال هذه الليلة وفق ميزانيّته.
 
لا تقتصر الأعياد في لبنان على بُعدها الاجتماعي والاحتفالي، بل تُشكّل دفعة إيجابيّة لمختلف القطاعات الاقتصادية. فموسم الميلاد ورأس السنة ينعكسُ حركة ناشطة في قطاعات السياحة والمطاعم والفنادق، كما يُحرّك تجارة التجزئة من ألبسة وهدايا وحلويات وزينة، إضافة إلى قطاع النقل وخدمات التوصيل. هذا النشاط الموسميّ يُساهم في ضخ سيولة ولو محدودة في السوق، ويوفّر فرص عمل موقتة لآلاف العاملين، من نُدُل وفنّانين وموسيقيّين وسائقي أجرة وموظفي مبيعات. 
وفي هذا الإطار، يقول الرامي "نأمل خيراً خلال هذه الفترة من العام، فالدّورة السياحية جيّدة على صعيد مكاتب السفر والسياحة ومكاتب تأجير السيارات والفنادق في العاصمة، أمّا بالنّسبة لقطاع المطاعم، فاللبناني يحجز في اللحظة الأخيرة كما تعوّدنا، ولكنّ الآمال مُرتفعة لتكون هذه الليلة مميّزة وفترة الأعياد متألّقة في لبنان".
 
رغم كلّ التحديات، تبقى الأعياد في لبنان مساحة أمل وفرصة لالتقاط الأنفاس، فهي تُعيد الحياة إلى الشوارع، وتجمع الناس حول لحظات فرح بسيطة ولكنّها صادقة. وبين سهرة وأخرى، وضوء شجرة وزحمة حجوزات، يُثبت اللبناني مرة جديدة قدرته على التأقلم وصناعة الفرح بإمكاناته المتاحة.