هل بدأ الربيع التركي؟
هل بدأ الربيع التركي؟
01 Jun 201319:06 PM
هل بدأ الربيع التركي؟

في تطور لافت قد تكون له انعكاسات على الوضعين الامني والسياسي في تركيا، تواجه المتظاهرون وشرطة مكافحة الشغب في اسطنبول لليوم الثاني وسط احتجاجات متزايدة تعد من اكبر التحديات التي تواجه الحكومة ذات التوجه الاسلامي في تركيا خلال 10 سنوات من حكمها.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة تقسيم، مركز التظاهرات التي خلفت عشرات الجرحى، لكنها سرعان ما انسحبت عصرا من الساحة في وسط اسطنبول.

وقد نزل الاف المتظاهرين الى الشوارع في مدن تركية اخرى تضامنا مع المتظاهرين في اسطنبول. وجرت تظاهرات في انقرة ومدينتي ازمير وموغلا وانطاليا.

ومنعت الشرطة مجموعة من المتظاهرين من التوجه الى البرلمان ومكاتب رئيس الوزراء في انقرة.

وذكرت وسائل الاعلام المحلية ان مخزون الغاز المسيل للدموع بدأ ينفد لدى شرطة اسطنبول حيث كانت رسائل اجهزة اللاسلكي تحذر الوحدات وتطلب منهم "الاقتصاد" في استخدامه.

الرئيس التركي عبد الله غول، دعا إلى تغليب "المنطق" فيما وصلت الاحتجاجات العنيفة ضد مشاريع بناء في ساحة تقسيم وسط اسطنبول إلى "حد مقلق". وقال غول في بيان نشره مكتبه "يتعيّن علينا جميعا أن نتحلى بالنضج حتى يمكن للاحتجاجات، التي وصلت إلى حد مقلق، أن تهدأ"، داعيا الشرطة إلى "التصرف بشكل متناسب" مع حجم الاحتجاج.

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان "الشرطة بالغت في رد فعلها في بعض الحالات عندما تدخلت لتفريق المتظاهرين المحتجين على مشروع بناء في متنزه في اسطنبول".

وأقر اردوغان "حقيقة كانت هناك بعض الاخطاء، وتصرفات مبالغ بها اثناء رد الشرطة"، في وقت أعلنت وزارة الداخلية في بيان انه سيتم اتخاذ  الاجراءات القانونية بحق رجال الشرطة الذين تصرفوا بشكل "غير متناسب".

وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء التركي، أنه لن يساوم بشأن مشروع البناء الذي كان وراء اندلاع تظاهرات "تقسيم" في اسطنبول.

وشدد على أنه سيمضي قدما في خطط إعادة تنمية ميدان تقسيم بوسط اسطنبول رغم الاحتجاجات التي انطلقت منذ الاثنين، وأصيب فيها المئات.

إشارة الى أن الاحتجاجات تصاعدت لتصبح تظاهرات منددة بالحكومة بعد ان نزلت الشرطة الى ساحة تقسيم لتفريق تظاهرة احتجاج على اقتلاع اشجار في متنزه قريب، هو اخر فسحة خضراء في المنطقة التجارية الكبيرة من اجل خطط لبناء مركز تجاري.

وفي واشنطن، أعربت وزارة الخارجية الاميركية عن قلقها بشأن عدد الاشخاص الذي جرحوا في الاحتجاجات.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جينيفر بساكي "السبيل الافضل لضمان الاستقرار والامن والازدهار في تركيا هو بدعم حريات التعبير والتجمع وتشكيل الجمعيات التي كان هؤلاء الاشخاص يمارسونها على ما يبدو".

هذا وحذرت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها من السفر إلى المناطق التركية التي تشهد احتجاجات وتلك المحاذية للحدود مع سوريا.

ونصحت الوزارة رعاياها بعدم السفر إلى مدينتي أقجة قلعة وبعدم السفر أيضا إلى المناطق الواقعة على مسافة 10 كيلومترات من الحدود التركية مع سوريا، وإلى محافظات هكاري وشيرناك وسيرت وتونجلي، وتوخي الحذر عند التجول في محافظات أخرى جنوب شرق تركيا.

الى ذلك، اتهم وزير الاعلام السوري عمران الزعبي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بقيادة بلاده "بأسلوب ارهابي".

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن الزعبي قوله ان "قمع رجب طيب اردوغان رئيس حكومة حزب "العدالة والتنمية" التركي للتظاهرات السلمية أمر غير واقعي ويكشف انفصاله عن الواقع".

ورأى "ان الشعب التركي الشقيق لا يستحق هذه الهمجية ولا مبرر ان يتحدى اردوغان شعبه"، مضيفا أن اردوغان "يقود بلاده باسلوب ارهابي ويدمر مدنية الشعب التركي وانجازاتها".

وأشار الزعبي الى ان "مطالب الشعب التركي لا تستحق كل هذا العنف وعلى اردوغان اذا كان عاجزا عن اتباع وسائل غير عنفية التنحي والشعب التركي لديه كوادر كثيرة وعاقلة".