الراي الكويتية
قدّمت اوساط بارزة في المعارضة لصحيفة "الراي" الكويتية قراءة لخلفيات مواقف الشيخ قاسم، الرجل الثاني في "حزب الله"، عازية اياها الى عوامل عدة ابرزها:
اولاً: ان "حزب الله" أُحرج احراجاً ملموساً في الارتباك الذي ساد موقف وزير الداخلية مروان شربل عقب انفجار عبوة ناسفة بالشخصين اللذين نقلاها وجهّزاها في محلة انطلياس قبل ايام خصوصاً ان الوزير، الذي سارع الى تبني رواية محطة "المنار" الناطقة باسم الحزب عن ملابسات الحادث بعد اقل من ساعة من حصوله، اضطرّ لاحقاً الى اعلان تصويب لموقفه مع صدور الادعاء العسكري الذي حمّل الحادث خلفية ارهابية. ومع ان احداً لم يوجّه اي شبهة او اتهام الى الحزب، فان الاصرار على "الطابع الشخصي" للحادث اظهر الحزب كأنه يقلل اهميته مسبقاً مما عرّضه وعرّض الحكومة والسلطة معه لحملة حادة من المعارضة أغضبت الحزب.
ثانياً: تعتقد الاوساط نفسها انه أبعد من مضاعفات انفجار انطلياس، فان "حزب الله" بدأ يعدّ لمرحلة نشر أجزاء جديدة من القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكذلك ربما لقرارات اخرى تتصل بالملفات المترابطة معها اي محاولتي اغتيال الوزيرين الياس المر ومروان حماده واغتيال جورج حاوي، وذلك يرفع وتيرة التصعيد بازاء "تيار المستقبل" الذي تشكل الملفات العائدة للمحكمة الدولية ورقة القوة الاساسية التي يمتلكها مع فريق 14 آذار في المرحلة المقبلة. ولذا من غير المستبعد ان يكون الشيخ قاسم قد مهّد بموقفه الاخير للكلمة التي سيلقيها مساء اليوم الاربعاء الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في افطار للهيئات النسائية للحزب والتي ينتظر ان يتطرّق فيها الى موضوع المحكمة وملفاتها وكذلك الى تطورات اخرى كالأزمة السورية.
ثالثاً: ترى الاوساط المعارضة ان توجيه "حزب الله" حملته نحو "تيار المستقبل" وتصعيدها يأتي عقب الاهتزاز الذي شهدته الحكومة في حين يتباهى الحزب دائماً بان هذه الحكومة هي عنوان التماسك والتحالف الثابت بين قوى الاكثرية. ويبدو واضحاً ان الازمة التي تسبب بها حليف الحزب العماد ميشال عون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط حول اقتراح الكهرباء قد احرجت الحزب الى حدود بعيدة، ثم تبين لاحقاً ان هناك "امراً ما" بين الحزب والنائب جنبلاط في مناطق نفوذ الأخير استدعت زيارة الوزير غازي العريضي للسيد نصرالله. ولا تستبعد الاوساط ان يكون جنبلاط بادر قبل يومين الى اعلان موقف سلبي من اعتماد النسبية في قانون الانتخاب على سبيل توجيه رسالة واضحة الى الحزب وحلفائه داخل الحكومة تدلل على عدم مماشاتهم في اتجاهات معينة.
رابعاً: تضيف الاوساط المعارضة الى مجمل هذه العوامل، البُعد المتصل بانعكاسات التطورات السورية على لبنان. ففي رأي الاوساط نفسها ان تصعيد الحملة على "المستقبل" وفريق 14 آذار سيتواصل في ضوء الاتساع اللافت للتظاهرات المؤيدة للشعب السوري في الكثير من المناطق اللبنانية. ومع ان هذه التظاهرات لا تحصل بقرار من "المستقبل" على ما هو مؤكد وثابت، فان الحملة عليه تستهدف اطلاق رسائل تحذيرية له، وهو الامر الذي تقول الاوساط ان "المستقبل" بدأ الرد عليه بما يلزم عبر نوابه وسياسييه في الساعات الماضية.