رأت مصادر متابعة واسعة الاطلاع لصحيفة "السياسة" الكويتية ان "حزب الله فهم الخطوة السعودية على أنها تحد واضح لا لبس فيه لسياسة غطرسة القوة التي يمارسها في الفترة الأخيرة والتي وصلت حدود تهديد الخصوم بالإيذاء الجسدي، كما ورد في الخطبة العنترية الأخيرة لرئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد, كما رأى فيها تدشيناً لمرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة، بعد أن ظن أن الخصوم سيستسلمون بعد خطاب "النصر" المزعوم للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله".
وأكدت أن "ترجمة الحضور القوي للرئيس سعد الحريري في القمة اللبنانية ـ السعودية هو تحصين موقف قوى "14 آذار" المقاومة لابتزاز "حزب الله"، والرافضة لمنطق الاستعلاء الذي يمارسه. فالهجوم السعودي المضاد عبر بالدرجة الأولى عن ثقة بميزان القوى الإقليمية الراهن، على عكس ما ظن الحزب والمحور الإيراني ـ السوري".
ولفتت إلى أنه "في كل الأحوال فإن السعودية تفصل بين الشأنين اللبناني والسوري، وتعتبر أن ثمة خطوطاً حمرا في لبنان لا يمكن لأحد تجاوزها، وفي مقدمها سعد الحريري شخصياً، بالإضافة إلى ما يمثله من نهج وتحالف سياسيين، وهذه رسالة لـ"حزب الله الذي بشر بأن الزمان هو زمانه وأنه قادر على إملاء الشروط، مفادها بأن الحريري هو بوابة الاستقرار الإقليمي في لبنان ولا يمكن لأي حكم أن يقوم في لبنان من دون موافقة الحريري شخصياً".
وشددت على أن "السلوك السعودي قطع الطريق على سيناريوهات كارثية كان قد وضعها "حزب الله"، تقضي بتشكيل حكومة تناسبه وإجراء انتخابات نيابية ملائمة، وصولاً إلى انتخاب مرشحه سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، كما أنها رسالة للقوى والشخصيات ذات المواقف الرمادية مثل رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، بأن التلاعب بالمسلمات في لبنان ممنوع"
وتوقع أن "يعمد حزب الله إلى مزيد من التصعيد، ما ينسف أي إمكانية لتشكيل حكومة جديدة في الفترة المتبقية من عهد الرئيس سليمان، ويطيح بأي إمكانية للتوافق على اسم الرئيس المقبل للجمهورية، أي الدفع باتجاه الفراغ الرئاسي"، لافتة إلى أنه "يبقى أمل ضئيل بأن يفهم رعاة "حزب الله" وخصوصاً إيران، الرسالة السعودية، فيقررون التجاوب جزئياً، لجهة تسهيل مهمة الرئيس سليمان التوفيقية لتشكيل حكومة جامعة ولكن من غير الحزبيين، إلا أن هذا أمر مستبعد أقله في الأسابيع القليلة المقبلة".