من سيدفع الثمن؟ قلب أيّ أُم من أمهات الأسرى سيحترق أيضاً بعد قلب والدة العريف الشهيد علي البزال؟
وحده قلب الام يعرف معنى الشهادة، زينب البزال "ام علي" اختلفت في منزلها عمّا كانت عليه خلال اعتصامها في ساحة رياض الصلح، وبدت غير كل مرة، فالأمل في عودة ولدها علي سالماً بات من الماضي. تضع قليلاً من الماء على وجهها وعينيها اللتين جفت فيهما الدموع، وتحتضن بذلة علي العسكرية ومن حولها في دار منزل الشهيد في البزالية نساء موشحات بالسواد متمتمة: "غابت شمسك يا حبيبي، حياتي بعد فراقك ظلامٌ، فلمن أشكو ألم البُعاد".
وأضافت: "ابني لم يستشهد بالامس، بل منذ خمسة ايام"، هكذا حدّثها قلبها الملتهب بالنار، لكن كان لديها بعض الأمل. وتتابع قائلة لـ "النهار": "نحن اولاد كربلاء، وأولئك المجرمون هم اولاد الذل، كان علي الولد الحنون". وتنظر إلى حفيدتها الوحيدة مرام (4 سنوات) التي تجول في بهو المنزل، وهي كل ما تبقى لها، "لكن كيف اجيب مرام لدى سؤالها عن والدها، والله حرقوا لي قلبي، عملت العجائب والحكومة ما سألت علينا".
وتتوجه الوالدة الى اهالي العسكريين المخطوفين المعتصمين داخل الخيم في وسط بيروت: "اخرجوا منها فلن تنفعكم، الدولة غير آبهة لكم والارهابي يستغل وجعنا".
اما والد الشهيد فشدد على ان مطلبه الوحيد االشروع في تنفيذ احكام اعدام الارهابيين الموجودين في السجون اللبنانية وخصوصا جمانة حميد وعمرالاطرش".
وأضاف: "نحن لا نريد بعد الآن ان نفجع بأي عسكري من أبنائنا. اتخذوا الموقف الشجاع وحرروا ابناءنا".