داني حداد
بما أنّ الطبقة السياسيّة تعاني من عجزٍ يحول دون انتخاب رئيس للجمهوريّة، على الرغم من مرور مئتين وستّ وثمانين يوماً من الشغور، فلا بأس إن بحثنا في كيفيّة التخلّص من عجزٍ آخر، صُنعت له حبوب خاصّة، في حين أنّ العجز السياسي لا حبوب له ولا دواء ولا من يداوون...
تشير الأرقام غير الرسميّة الى أنّ حوالى 50 في المئة من مستهلكي حبوب الفياغرا وأخواتها في لبنان تتراوح أعمارهم بين العشرين والأربعين عاماً، على الرغم من عدم الحاجة إليها، وهو رقمٌ صادم.
ويعيد مصدر طبّي هذا الرقم الى عامل نفسي، مشيراً الى أنّ مستهلكي هذه الأدوية يخشون من عدم قدرتهم على القيام بأداء جنسي جيّد، فيلجأون الى أساليب أخرى، في طليعتها الحبوب المنشّطة.
ويلفت المصدر نفسه الى وجود عوامل عدّة تدفع لتناول هذه الادوية لدى من هم في سنّ الشباب: الأول، الخوف من التقصير الجنسي في إحدى المرات، ما يدفع الشاب الى استخدامها ثمّ الاعتياد عليها. والثاني، الرغبة بممارسة الجنس أكثر من مرّة. والثالث، اعتقاد هؤلاء بأنّ هذه الحبوب تؤخّر الوصول الى النشوة الجنسيّة، وهذا أمر غير مثبت علميّاً، وفق المصدر الطبّي نفسه.
ويجزم المصدر بأنّ أكثريّة من يتناولون هذه الحبوب يدفعهم الى ذلك العامل النفسي لا الجسدي، في حين أنّ المتقدّمين في السنّ يعانون عادةً من نتائج التدخين وتناول الكحول، أو أسباب أخرى لها علاقة بالتقدّم في السنّ، فيبحثون عن تعويض في الحبّة الزرقاء، علّ وعسى...
ولا يقتصر استخدام حبوب التنشيط الجنسي على فئة اجتماعيّة معيّنة، خصوصاً أنّ هذه الحبوب متوفّرة بأسعار مختلفة، تتراوح بين 15 ألف ليرة لحبّة الفياغرا وألفي ليرة لبعض شبيهاتها، أو ما يسمّى بـ "الجينيريك".
أما الصيدلي جورج صيلي فيلفت لموقع الـ mtv الى أنّ بيع حبوب الفياغرا في الصيدليّات يتفاوت بين منطقة وأخرى، لافتاً الى أنّ المبيعات ترتفع في الصيدليّات المنتشرة على الاوتوستراد الساحلي في المتن وكسروان وجبيل في موسم البحر، وتبلغ نسبتها الأعلى في منطقة المعاملتين حيث تنتشر الفنادق والملاهي الليليّة، لأنّ الكثير من مستهلكيها يشترونها من هذه المناطق إذ يخجلون من شرائها من الصيدليات المحاذية لمنازلهم.
كما أنّ المبيعات ترتفع في أيّام محدّدة، وتبلغ أوجها في عيد العشّاق وليلة رأس السنة.
ومن الأمور اللافتة التي يشير إليها صيلي أنّ هناك بعض النساء اللواتي يشترين هذه الحبوب ويستخدمنها، خصوصاً أنّ إحدى الدراسات أكدت أنّها تساعد المرأة أيضاً في العمليّة الجنسيّة.
وتجدر الإشارة أيضاً الى توفّر أصناف شبيهة بالفياغرا وبأسعار "تشجيعيّة"، مثل Levitra، Cialis و Cegurexالأرجنتيني الصنع. بالإضافة الى Talys و Duralisاللبنانيّي الصنع. كما هناك حبوب صُنّعت في الصين وهي مزيج من الأعشاب والمواد الكيماويّة.
ويؤكد صيلي أنّ نسبة الإقبال على هذه الحبوب في لبنان مرتفعة بالمقارنة مع أميركا وأوروبا، حيث يحظّر شراؤها من دون وصفة طبيّة، على عكس لبنان، لافتاً الى أنّ اختبارات تجري على أدوية جديدة أكثر تطوّراً تعزّز الرغبة الجنسيّة وليس القدرة الجنسيّة فقط.
ولعلّ ما نأمله أخيراً أن ينتصب اللبنانيّون ويقومون بتحرّك شعبي ضاغط من أجل انتخاب رئيس للجمهوريّة. وإذا لم يحرّكهم، لهذه الغاية، ضميرٌ وطني فلن تنفع معهم حبّة، لا زرقاء ولا صفراء ولا برتقاليّة...