علينا أن نستأذن، بدايةً، من النجمة فلانة والفنّانة الاستعراضيّة فلانة، والمغنية والراقصة التي تحتلّ صورهنّ أغلفة المجلات و"الفايسبوك" و"تويتر" و"انستغرام" و"سنابشات" وتنتشر، عبر المواقع الالكترونيّة، الأخبار عن "سيلفي" التقطنها مع معجبين، أو عن خلافٍ مع مدراء أعمالهنّ، أو عن صورة لإحداهنّ وقد ظهر فيها سروالها الداخلي. فسال لعاب الكتّاب والقرّاء معاً.

سننشغل اليوم عنكنّ جميعاً بقصّة ممثّل لم ينل الكثير من أدوار البطولة، ولو أنّ خبرته التمثيليّة كبيرة وأداءه آسر ومقنع، وهو، على الرغم من قصر قامته، زرع خشبات مسارح عدّة بخطواته فنال تصفيقاً بالأيدي والأعين، كما نال تقدير من تابعه على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، منذ زمن الأبيض والأسود وصولاً الى زمن الألوان و، حتى، عمى الألوان الذي أصاب بعض جمهور هذه الأيّام...

 

في الأمس أسرنا كميل سلامة، ممثّلاً وكاتباً ومخرجاً، ومعه مجموعة من الممثّلين، في عملٍ متواضع جدّاً إنتاجيّاً، ولا يعتمد على إبهار العين ولا على الإثارة ولا، خصوصاً، على فخذ الممثّلة ذات التنّورة القصيرة التي تحضر في كلّ أعمال الشانسونيّيه كجزءٍ لا يتجزّأ من "مستلزمات العمل". حرّك لنا كميل سلامة، ومعه مجموعة من الممثّلين ممّن اقترن بعضهم باسمه، عقولنا ونال منّا ضحكات خرجت من الرأس والقلب معاً، و"قطف" من جمهوره في مسرح القلب الأقدس في الجميّزة تصفيقاً وقوفاً في ختام مسرحيّته "إنجازات حياة" التي تستحقّ المشاهدة، وتستحقّ الترويج وتستحقّ رعاية إعلانيّة...

 

أما كميل سلامة، ومثله مجموعة من الفنّانين المستحقّين لهذه الصفة، في زمن "بوس الواوا" وأخواتها من أغنيات هزّ الخصر وما فوقه وتحته، فيستحقّ الشكر والتهنئة على "إنجازه" المسرحيّ الجديد، لأنّه، مع قلّة، يذكّرنا بأنّ المسرح اللبناني على قيد الحياة، وهو سيبقى كذلك إن أقبلنا على مشاهدة "إنجازات حياة" ومثيلاتها من الأعمال المحترمة، على قلّتها. علّها تكثر عدداً، نأمل.