أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع انه "فعليا منذ سنة 2005 الى الآن، ومنذ نهاية الحرب حتى الآن، الدولة تقريبا غائبة أو مغيبة، وفي الوقت الحاضر أضيف الى غيابها غياب رئيس الجمهورية، ولهذا فإن الخطوة الأولى على طريق أي حل لأي معضلة، لأي مشكلة عمالية كانت أو غير عمالية، هي إنتخاب رئيس جمهورية، وليس هذا فقط، فهذه هي الخطوة الأولى، والخطوة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة هي قيام دولة فعلية في لبنان، فمن دون قيام دولة فعلية في لبنان لا نستطيع أن نأمل شيئا على مستوى الأجور والليرة والبطالة والمعدات وتصريف الإنتاج. إذ يجب أن تكون الدولة موجودة، ومن هناك يتم الإنطلاق الى الحلول التقنية".
وقال في لقاء لمناسبة عيد العمال: "الإعتقاد السائد أنه طالما ليس هناك انتخابات رئاسية ولا دولة فعلية فهذا لا يعني ألا نقوم بأي مبادرة. كلا، بل يجب أن نفعل، وعلينا على الأقل أن نكون جاهزين في كل الملفات التقنية، في كل المجالات وفي جميع جوانب الأزمة العمالية، حتى حالما تقوم الدولة، ننفذ ونصل الى تحقيق الحلم الذي نحلم به".
واعتبر جهجه أن البطالة هي "سبب الهجرة لأن أي لبناني مجال العمل مفتوح أمامه هنا، لا يعقل أن يفكر بالهجرة". وتطرق الى مشكلة الدين العام، فقال: "أعترف أمامكم بكل صراحة، حتى بضعة شهور خلت لم أكن متصورا كم الفساد في الدولة اللبنانية، وأنا هنا أتحدث وفق انطباع شخصي ومن دون دراسات وافية بين يدي، أعتقد أن حجم الفساد السنوي في إدارات الدولة اللبنانية في المناقصات وخلافها من قصة الإنترنت غير الشرعي الى موضوع النفايات، الى غيرها من الملفات التي طرحت، ولم أكن أقدر أن حجم الفساد بلغ هذا الحد، فهو يبلغ حوالى 800 مليون دولار سنويا، فتصوروا أن ليس علينا أن نجبي هذه المبالغ من أحد، بل أن نمنع سرقتها، فلو كنا قادرين - ونحن قادرون بالتأكيد - وفي هذه المناسبة أنا أعدكم أن أول أهداف القوات اللبنانية، عند انتظام العمل السياسي في لبنان، هو محاربة الفساد".
وشدد على أن " صاحب الكف النظيف لا يخشى أحدا، في المقابل الحرامي جبان، وبالتالي من المؤكد سوف نحقق هدفنا بمحاربة الفساد"، وقال: "هذا المبلغ وحده كاف لبدء تسكير الدين العام وتخفيف العبء عن الميزانية العامة".