يتبادل غالبية العشاق صور "السيلفي" يوميا في ما بينهم، فتراهم يلتقطون صورا في المكتب وفي المنزل، في الشارع والسيارة، ويرسلونها لبعضهم مرفقة بعبارات حبّ. كذلك يفعل أولئك الذين فرقتهم المسافات، فباتوا يعيشون في بلدين مختلفين، فلا تعود تكفيهم الصور، إنما ينتقلون إلى المحادثات المصوّرة، التي تعوّض لهم ولو قليلا عن آلاف الكليومترات الفاصلة بينهما. وهنا، قد تتطوّر أمور كثيرة، إذ تعمد بعض الفتيات إلى إرسال صور عارية أو مثيرة، بلباس النوم أو بوضعيات جنسية، لحبيبها، من دون أن تدرك ما سيجلبه ذلك لها في المستقبل.
يشرح الدكتور في علم النفس والاجرام والقانون مارسيل عبدالله أن الأسباب التي تدفع الفتيات إلى فعل هذه الامور، متعددة، فقد يكون هدفها التسلية أو إثارة حبيبها وإغراءه خصوصا أنه بعيد عنها، ولإبقاء الشعلة متقدة بينهما، أو لإرضاء رغبات الشريك الذي يسيطر عليها ويلحّ عليها كي تثبت له أنها لا تزال تحبّه.
يوضح عبدالله أنه في البداية، "يشعر الثنائي بلذة عند تبادلهما هذه الصور والأفلام لكنها في النهاية قد تتحوّل إلى كابوس تاركا وراءه آثارا نفسية وعائلية واجتماعية مدمّرة"، في ما لو تمّ نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انفصال الحبيبين. فيعمد الشاب إلى تهديد الفتاة، "إما تعودين إليّ أو أنشر الصور"، وهو ما يسمّى "الإباحية الانتقامية".
وهنا، تقع الفتاة أمام حلّين، إما تستجيب لتهديداته، فتعود إليه وتعيش إلى ما لا نهاية في دائرة الابتزاز، علما ان شبانا كثيرين يقولون بأنهم تخلّصوا من الصور والأفلام فيما هم يحتفظون بنسخ عنها. اما الحلّ الثاني، فيكون في عدم الإذعان له والمضيّ في حياتها من دون أن تكترث لما يمكن أن يفعله، وبالتالي قد تعرّض نفسها للمذلة في حال نفّذ تهديداته ونشر صورها على وسائل التواصل الاجتماعي، عبر فتح حسابات بأسماء وهمية، في حين يلجأ البعض إلى نشر الصور في مواقع اباحية، فيقوم أصحاب هذه المواقع، بدورهم، بابتزاز الضحية.
وامام ما تقدّم، وفي حال رفضت الفتاة الخضوع واختارت الحلّ الثاني، كيف بإمكانها ان تحمي نفسها؟ يشير عبدالله إلى أنه يجب على الفتاة الضحية، "أن تبادر للاتصال بشبكة التواصل الاجتماعي لحذف تلك الصور قبل أن تتوسّع دائرة انتشارها بحيث يصعب بعد ذلك ضبطها، ثم عليها أن تتقدم بشكوى ضد المعتدي"، موضحا ان هذا الواقع ينطبق على الرجل والمرأة على حد سواء إذ أنّ الرجل أيضا قد يخضع لهذا النوع من الانتقام.
كثيرا ما يمرّ العشق بلحظات ضعف أو "طيش"، تغريه لساعات أو لأيام او لأسابيع، إلا انها قد تتحكم بحياته عندما يستفيق بعد حين وتجعل منها كابوسا يصعب إنهاؤه، وبحسب ما يقول عبدالله: "الصورة العارية التي لا يمكن نشرها أبدا عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي الصورة التي لم يتمّ التقاطها"!