قليل ما نشهد في لبنان كوارث بيئية طبيعية، بل اعتدنا الكوارث البيئية التي نسبّبها لأنفسنا مثل ازمة النفايات. من هنا كان لافتا ما حصل في منطقة رأس بعلبك - القاع.
بعد ظهر الاربعاء، صوت غريب سُمع في المنطقة، اشبه بطائرة حربية، كما يقول احد عناصر بلدية القاع للـ mtv. لكن مهلاً، السماء فارغة والحدث على الارض ... سيلٌ يبلغ حوالي الستة امتار حط في البلدة ودحرج الصخر واقتحم المنازل ودمّر المزروعات. فما السبب؟
خلال زيارة وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال سيزار ابي خليل الى رأس بعلبك اوضح الاخير "كل سبعين سنة.. يحصل هكذا مشهد في المنطقة". هي فيضانات دورية وما التغير المناخي الذي نشهد مظاهره في لبنان اخيرا الا عاملا اساسيا ساهم في تقوية السيل.
هذا النوع من العوامل الطبيعية ينبغي معالجته بالكواسر، كما يقول الخبراء. الحل اذا ببناء كواسر تخفف من قوة المياه ومنهم من يطرح مسألة السدود.
لكن الطرح الاخير واجه ردة فعل عكسية في دارة بلدية رأس بعلبك حيث حضر عدد من الاهالي ليتابع مجريات الازمة.
يصرخ احد المهندسين من ابناء البلدة "السدود لا تصلح في المنطقة هنا، الارض مياهها موحلة". فيردّ اخر عليه مستفسراً.
وكشف ابي خليل في كلمته أنّه لا يشجع السدّ كحلّ في المنطقة بل العمل مع الـ undp مثلاً على بناء كواسر واستكمال المهمة بخطة بيئية تتضمّن تشجيراً في بنودها.
ويتابع كبار السن ما يحصل من بعيد. يتحسّرون على واقع بلدتهم الام. هم يشاهدون اليوم ما لم يمرّ عليهم من قبل. يعودون الى عام ١٩٨٧ حيث عرفت المنطقة سيلاً كبيراً وصل الى حدّ ملامسة المياه اعمدة الكهرباء، كما يسرد احد المعمّرين في رأس بعلبك للـ mtv. ويكمل "بس سيل الاربعاء يبقى اقوى"...
ومن الامور اللافتة ايضاً في تفقد الاوضاع في المنطقة ما بعد السيل، يبقى أنّ مختلف الاعمال التي قامت بها وزارة الاشغال في الماضي القريب عبر متعهد سلّمته مهمة توسعة مجرى السيل لم تعش ربع العمر المتوقع لها رغم انها كلفت الملايين. هنا يشير مصدر في بلدية رأس بعلبك للـ mtv الى ان المتعهد كان مدعوماً وقد سلم مشاريع بالواسطة بعد ان سجلت البلدية رفضا لادائه.
على اي حال، كل ما في السطور التي سبقت لا يهم الاهالي اليوم بقدر ما يسألون عن موعد التعويضات وعن اكثر من سياسي ينزع بزّة السياسي عنه ويحمل "الشفاطة" لاخراج المياه من المنازل...
